شائع

تفسير سورة الكهف صفحة 299 من الآيات (46 - 53) .. وفوائد الآيات

التفسير  

46–الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً 

–أخبر تعالى أن المال والبنين هما: زينة الحياة الدنيا ولا نفع للمال في الآخرة إلا إن أُنْفِق فيما يرضي الله، ولا نفع للولد إلا إذا كان ولدا صالحا يدعو له.. 

وأن الذي يبقى للإنسان وينفعه ويسره .. إنما هي الأعمال الصالحات فهذه خير ثوابا فثوابها يبقى ويتضاعف وخير أملا ويؤمل أجرها ونفعها عند الحاجة إليها .. فهذه التي ينبغي أن يتنافس بها المتنافسون ويستبق إليها العاملون، ويجد في تحصيلها المجتهدون..

والباقيات الصالحات: تشمل جميع الطاعات الواجبة والمستحبة من حقوق الله تعالي وحقوق عباده، من صلاة، وزكاة ، وصدقة ، وحج ، وعمرة، وتسبيح، وتحميد، وتهليل، وتكبير، وقراءة قرآن وطلب علم نافع، وأمر بمعروف، ونهي عن منكر وصلة الرحم ، وبر الوالدين ، وقيام بحق الزوجات والمماليك، والبهائم، وجميع وجوه الإحسان إلى الخلق، كل هذا من الباقيات الصالحات ..

47–وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً 

يخبر تعالى عن حال يوم القيامة، وما فيه من الأهوال، والشدائد فيقول تعالي:-

–واذكر لهم - أيها الرسول - يوم نُزيل الجبال عن أماكنها وترى الأرض ظاهرة لزوال ما عليها من مخلوقات وجبال وشجر وبناء .. وجمعنا الأولين والآخِرين لموقف الحساب فلم نترك منهم أحدًا إلا بعثناه ..
 
48–وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفّاً لَقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّنْ نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِداً 

–يخبرنا تعالي بمشهد العرض عليه يوم القيامة فيقول تعالي:-

وعرض الناس على ربك صفوفًا كي يحاسبهم، ويقال لهم: لقد جئتمونا فُرَادى حفاة عراة غُرْلًا كما خلقناكم أول مرة، بل زعمتم أنكم لن تبعثوا وأنّا لن نجعل لكم موعدًا نبعثكم فيه لنجازيكم على أعمالكم.

49–وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلاَّ أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً 

ووُضِع كتاب الأعمال لكل واحد، فأما المؤمن فيأخذ كتابه بيمينه وأما الكافر فيأخذه بشماله وترى المجرمين: الكافرين .. مشفقين: خائفين مما فيه.. ويقولون عند معاينتهم لكتابهم وما فيه من السيئات: يا هلاكنا ومصيبتنا! 

–ما لهذا الكتاب لا يترك صغيرة ، ولا كبيرة .. من أعمالنا إلا حفظها وعدّها ، ووجدوا ما عملوا في حياتهم الدنيا من المعاصي مكتوبًا مثبتًا فيه ولا يظلم ربك - أيها الرسول - أحدًا، فلا يعاقب أحدًا من غير ذنب ، ولا ينقص المطيع من أجر طاعته شيئًا.

50–وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ كَانَ مِنْ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً 

يخبر تعالى، عن عداوة إبليس لآدم وذريته، فيقول تعالي :-

واذكر -أيها الرسول- إذ قلنا للملائكة: اسجدوا لآدم سجود تحية وتكريم لا عبادة وأمرنا إبليس بما أُمِروا به من السجود لآدم ، فسجد الملائكة جميعًا ، لكن إبليس الذي كان من الجن خرج عن طاعة ربه، ولم يسجد كِبرًا وحسدًا منه..

–أفتجعلونه -أيها الناس- هو وذريته أعوانًا لكم تطيعونهم وتكفرون بي وتتركون طاعتي فكيف تتخذون أعداءكم .. أولياء لكم ؟! بئس ما اختار الظالمون لأنفسهم ..من ولاية الشيطان بدلا عن طاعة الرحمن.

51–مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَلا خَلْقَ أَنفُسِهِمْ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُداً 

هؤلاء: أي إبليس وذريته -الذين أطعتموهم- ما أشهدتهم خَلْقَ السموات ولا الأرض فأستعين بهم على خلقهما ولا أشهدتُ بعضهم على خَلْق بعض، بل تفردتُ بخلق جميع ذلك ، بغير معين ولا ظهير.. 

–وما كنت متخذ الشياطين وذريتهم أعوانًا، فأنا غني عن الأعوان. فكيف تصرفون إليهم حقي في الولاية، وتتخذونهم أولياء من دوني، وأنا خالق كل شيء؟

52–وَيَوْمَ يَقُولُ نَادُوا شُرَكَائِي الَّذِينَ زَعَمْتُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ مَوْبِقاً 

–واذكر - أيها الرسول - إذ يقول الله للمشركين يوم القيامة: نادوا شركائي الذين كنتم تزعمون أنهم شركاء لي في العبادة ؛ لينصروكم اليوم مني ، فاستغاثوا بهم فلم يستجيبوا لهم ، ولم ينصروهم ، وجعلنا بين العابدين والمعبودين مَهْلكًا يهلكون فيه جميعًا .. وهو نار جهنم.

53–وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُوَاقِعُوهَا وَلَمْ يَجِدُوا عَنْهَا مَصْرِفاً 

وشاهد المجرمون النار، فأيقنوا أنهم واقعون فيها لا محالة .. ولم يجدوا عنها مصرفامكانًا ينصرفون إليه إلى غيرها.

♦♦♦

مِنْ فَوَائِدِ الآيَات

–على العبد الإكثار من الباقيات الصالحات، وهي كل عمل صالح من قول أو فعل يبقى للآخرة.

–على العبد تذكر أهوال القيامة، والعمل لهذا اليوم حتى ينجو من أهواله، وينعم بجنة الله.

–كَرَّم الله تعالى أبانا آدم عليه السلام بسجود الملائكة له تحية وتكريم لا عبادة.. 

–في الآيات الحث على اتخاذ الشيطان وذريته عدوًّا.


 





حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-