شائع

تفسير سورة الإسراء صفحة 284 من الآيات (18 - 27) .. وفوائد الآيات

التفسير

18–مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُوماً مَدْحُوراً 

–من كان طلبه الحياة الدنيا العاجلة وسعى لها وحدها ولم يعمل للحياة الآخرة عجَّلنا له فيها ما نشاؤه له -لا ما يشاؤه هو- من خير ومال وأولاد

ثم يجعل الله له في الآخرة جهنم، يدخلها ملومًا مطرودًا من رحمته تعالي ؛ وذلك بسبب اختياره الدنيا وسعيه لها دون الآخرة. 

19–وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُوراً 

ومَن كان يريد بأعماله ثواب الدار الآخرة الباقية، وعمل لها وهو مؤمن بالله ايمانا خاليا من الرياء والسمعة .. فأولئك كان سعيهم مقبولا مُدَّخرًا لهم عند ربهم، وسيجازيهم عليه.

20–كُلاًّ نُمِدُّ هَؤُلاء وَهَؤُلاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً 

–كلًّا من هذين الفريقين العاملين للدنيا الفانية، والعاملين للآخرة الباقية نزيده مِن رزقنا فنرزق المؤمن والكافر في الدنيا؛ فإن الرزق مِن عطاء ربك تفضلا منه، وما كان عطاء ربك ممنوعا من أحد مؤمنًا كان أم كافرًا.

21–انظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً 

–تأمل -أيها الرسول- كيف فضلنا بعضهم على بعض في الدنيا بسعة الأرزاق وقلتها، واليسر ، والعسر ، والعلم ، والجهل ، والعقل ، والسفه والمراتب .. وغير ذلك من الأمور التي فضل الله بها العباد بعضهم على بعض.

–وللآخرة الباقية أعظم تفاوتًا في درجات النعيم من الدنيا الفانية وأعظم تفضيلًا منها -فليحرص المؤمن عليها- فلا نسبة لنعيم الدنيا إلى الآخرة بوجه من الوجوه

22–لا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُوماً مَخْذُولاً 

–لا تجعل -أيها العبد- مع الله معبودًا آخر تتقرب إليه بغرض الرزق أو الجاه أو المنصب .. فتصير مذمومًا عند الله،  لا ناصر لك.

–في الحديث القدسي يقول الله تعالي: «أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه». أي: لا تعتقد أن أحدا من المخلوقين يستحق شيئا من العبادة.

23–وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً 

–لما نهى تعالى عباده عن الشرك به أمرهم بالتوحيد–
–وأَمَرك ربك -أيها الإنسان- وألزمك ، وأوجب عليك أن يفرد سبحانه وتعالى وحده بالعبادة.

–وأمرك بالإحسان إلى الأب والأم، وبخاصة عند بلوغ الكبر..
1–فلا تضجر ولا تستثقل شيئًا تراه من أحدهما أو منهما، كالرائحة أو التبول أو التمخض... 
2–ولا تسمعهما أي قولا سيئًا، حتى ولا التأفيف الذي هو أدنى مراتب القول السيئ ..
3–ولا يصدر منك إليهما فعل قبيح..مثل البخل وعدم الإنفاق عليهما أوعدم رعايتهما وتركهما
4–ولكن ارفق بهما، وكن حليما ، صبورا.. فإنهما تعبا في تربيتك حتي وصلت لما أنت عليه ..
–وقل لهما -دائما- قولا لينًا لطيفًا.

24–وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنْ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً 

–وكُنْ لأمك وأبيك ذليلا متواضعًا لهما رحمة بهما واحتسابا للأجر واطلب - أيها العبد - من ربك أن يرحمهما برحمته الواسعة سواءً كانوا أحياءً أو أمواتًا، كما صبرا على تربيتك .. وأنت طفل ضعيف الحول والقوة.

25–رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُوراً 

–ربكم -أيها الناس- أعلم بما في ضمائركم من الإخلاص له في العبادة ومن أعمال الخير ، والبر بالوالدين ..

فإن تكن إرادتكم ومقاصدكم مرضاة الله ، فإنه سبحانه كان للراجعين إليه بالتوبة غفورًا ، يغفر لمن تاب من تقصيره إذا أناب إليه ، وتاب. 

26–وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً 

وأعط - أيها المؤمن - كل من :-
1– القريب حقه من صلة رحمه ، والبر ، والإكرام
2– وأعط  المسكينالفقير المحتاج، من الزكاة ومن غيرها لتزول مسكنته.
3–وأعط ابن السبيل: المنقطع في سفره، عن بلده ، وأهله ، وماله. 
–ولا تنفق مالك في معصية، أو للرياء ، أو على وجه الاسراف: أي انفاق زائدا على الحد ، فإن ذلك تبذير قد نهى الله عنه..

27–إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً 

–إن المنفقين أموالهم .. في معاصي الله تعالي والمسرفين في الإنفاق كانوا إخوان الشياطين في طريقتهم، يطيعونهم فيما يأمرونهم به من التبذير ، والإسراف ، والمعصية، وكان الشيطان لربه كفورًا، فلا يعمل إلا بما فيه معصية لله ولا يأمر إلا بما يسخط ربه.

♦♦♦

مِنْ فَوَائِدِ الآيَات

–تقرر الآيات مبدأ المسؤولية الشخصية" رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ " أي: إنما علي نواياكم ترزقون 

–يجب علي الإنسان أن يفعل الخير وينوي فعل ما لم يقدر عليه؛ ليُثاب على نيته.

–أن النعم في الدنيا لا ينبغي أن يُسْتَدل بها على رضا الله تعالى؛ فقد تكون استدراج. 

–الإحسان إلى الوالدين فرض لازم واجب، وقد قرن الله شكرهما بشكره لعظيم فضلهما.

ينهي الإسلام عن التبذير: وهو إنفاق المال في غير حقه، أو زيادة عن القدر المطلوب. 

 –من رحمة الله بعباده أنه يرزق المؤمن والكافر في الحياة الدنيا. 








حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-