65–وَاللَّهُ أَنزَلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ
–والله أنزل من السحاب مطرًا، فأخرج به النبات من الأرض بعد أن كانت قاحلة يابسة جافة، إن في إنزال المطر وإنبات النبات، لَدليلا على قدرة الله على البعث وعلى الوحدانية لقوم يسمعون كلام الله ويتدبرونه.. فيؤمنون به ويعملون بما فيه!
66–وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَناً خَالِصاً سَائِغاً لِلشَّارِبِينَ
–وإن لكم - أيها الناس - في الإبل والبقر والغنم لعظة تتعظون بها، حيث نسقيكم من ضروعها لبنًا خارجًا من بين ما يحتويه البطن من فضلات وما في الجسم من دم ، ومع هذا يخرج لبنًا نقيًّا خالصًا لذيذا يطيب للشاربين.
–فأي شيء في الطبيعة يقلب العلف الذي تأكله البهيمة والشراب الذي تشربه من الماء العذب والملح لبنا خالصا سائغا للشاربين؟! فهل هذه إلا قدرة إلهية لا أمور طبيعية!
67–وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَراً وَرِزْقاً حَسَناً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ
–ومِن نِعَمنا عليكم ما تأخذونه من ثمرات النخيل والأعناب, فتجعلون منه خمرًا مُسْكِرًا ضار غير نافع ، وهذا - قبل تحريمها- وطعامًا طيبًا مثل التمر والزبيب والشراب، إن فيما ذكر لَدليلا على قدرة الله لِقومٍ يعقلون البراهين فيعتبرون بها.
68–وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنْ اتَّخِذِي مِنْ الْجِبَالِ بُيُوتاً وَمِنْ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ
–وأوحى ربك إلى النحل - أبها الرسول - وأرشدها إلي المكان الذي تأوي إليه بعد عناء رحلتها أن : اتخذي لك بيوتًا في الجبال ، وفي الشجر ، وفيما يبنيه الناس من منازل ويسقفونه.
–إن في خلق هذه النحلة الصغيرة .. التي هداها الله هذه الهداية العجيبة، ويسر لها المراعي، ثم الرجوع إلى بيوتها التي عرفتها بتعليم الله إياها وهدايته لها.. لدليل علي كمال قدرة الله تعالي.
69–ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ
–ثم كلي - أيتها النحلة - مِن كل ثمرة تشتهينها فاسلكي طرق ربك فإنها مذللة لك ; فقد جعلها ربك سهلة عليكِ، لا تضلي في العَوْدة إليها وإن بَعُدَتْ ..
–يخرج من بطون النحل - عسل - مختلف الألوان منه الأبيض والأصفر وغيره - فيه شفاء للناس من الأمراض - إن في إلهام النحل لمساكنه وفي العسل الذي يخرج من بطونهم لدلالة قوية على قدرة خالقها لقوم يتفكرون ، فيعتبرون ؟
70–وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ
–والله خلقكم -أبها الناس- ثم إنه تعالي وحده الذي يميتكم عند - انقضاء آجالكم - ومنكم مَن يصير إلى أرذل العمر : وهو الهرم ، ويصير عقله كما كان في طفولته .. قد لا يعلم شيئًا مما كان يعلمه ..
–إن الله عليم قدير، قد أحاط علمه وقدرته بكل شيء .. فإن الله الذي ردَّ الإنسان إلى هذه الحالة قادر على أن يميته، ثم يبعثه .. فإن الله تعالى لا يعجزه شيء..
71–وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُوا بِرَادِّي رِزْقِهِمْ عَلَى مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَهُمْ فِيهِ سَوَاءٌ أَفَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ
–والله سبحانه فضل بعضكم على بعض فيما منحكم من الرزق ، فجعل منكم الغني والفقير ، والسيد والمملوك ، فليس الذين فضلهم الله في الرزق برادِّي: بجاعلي مملوكيهم متساويين معهم في المال شركاء لهم.. فإنهم لن يرضوا بذلك!
–فإذا لم يرضوا بذلك لأنفسهم, فلماذا رضوا أن يجعلوا لله شركاء من عبيده؟ إن هذا لَمن أعظم الظلم والجحود لِنعم الله عز وجل.
72–وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُمْ مِنْ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ
–ومن نعم الله التي لا تعد ولا تحصى عليكم:-
–أن الله تعالي جعل لكم مِن جنسكم أزواجا ; كي تستريح نفوسكم معهن ، وتأنسون بهن
–وجعل لكم منهن الأبناء ، ومِن نسل الأبناء الأحفاد.
–ورزقكم تعالي من الأطعمة الطيبة من الثمار والحبوب واللحوم وغير ذلك ..
–أفتؤمنون بالباطل - وهذا عام - لكل ما عبد من دون الله فإنها باطلة، وينعم الله التي لا تعد ولا تحصي عليكم تكفرون. ولا تشكرون له ، وذلك بطاعته وافراده وحده بالعبادة ؟
♦♦♦
مِنْ فَوَائِدِ الآيَات
–جعل تعالى لعباده من ثمرات النخيل والأعناب أنواع: طريًّا ونضيجًا وحاضرًا ومُدَّخَرًا وشرابًا.
– إن ما يخرج من بطون النحل من عسل دليل علي قدرة الله وأنه لا ينبغي أن يعبد غيره.
–من منن الله على عباده أن جعل لهم أزواجًا ليسكنوا إليها، وجعل بينهم مودة ورحمة.
–وجعل تعالي لعباده أولادًا تقر بهم أعينهم، ويخدمونهم ويقضون حوائجهم، وينتفعون بهم.