شائع

تفسير سورة النحل صفحة 271 من الآيات (35 - 42) .. وفوائد الآيات


التفسير
35–وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا عَبَدْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ نَحْنُ وَلا آبَاؤُنَا وَلا حَرَّمْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ

وقال المشركون ادعاء كاذبا أن لو شاء الله :-
–أن نعبده وحده ما عبدنا أحدًا غيره، لا نحن ولا آباؤنا مِن قبلنا، ولا أشركنا به .. ولكنه لم يشأ ذلك.
ولا حرمنا شيئا من الأنعام التي أحلها كالبحيرة والوصيلة والحام ونحوها .. ولكنه لم يشأ ذلك. 

–بمثل هذه " الحجج الباطلة " احتج المشركون وإنهم لكاذبون; فإن الله تعالي " أمرهم ونهاهم" وأرسل إليهم الرسل - ليبلغوهم رسالته- وقد بَلَّغوا رسالته،

–لذلك فإن فاحتجاجهم "بالقضاء والقدر" هو من أبطل الباطل بعد أن جعل الله لهم .. " مشيئة واختيارًا " وأرسل إليهم رسله ..

36–وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنْ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ 

–يخبر الله تعالى أن حجته قامت على جميع الأمم وأنه ما من أمة .. إلا وبعث تعالي فيها - رسولا - وكلهم متفقين على دعوة واحدة ودين واحد، وهو "عبادة الله وحده لا شريك له"، واجتنبوا عبادة ما دونه من الطاغوت ، والأصنام ، والند ، والصاحبة ، والولد.. :-

–فمنهم من آمن بالله، واتبع ما جاء به رسوله، فوفقه الله لسبيل الهداية. 
–ومنهم من كفر بالله وعصى رسوله فلم يوفقه، فوجبت عليه الضلالة، 

–فسيروا في الأرض - أيها الناس- لتروا بأعينكم كيف كان مصير المكذبين وما حل بهم من عذاب وهلاك..لتعتبروا؟ 

37–إِنْ تَحْرِصْ عَلَى هُدَاهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ يُضِلُّ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ 

إن تجتهد - أيها الرسول - وتبذل أقصى جهدك لهداية هؤلاء المشركين -فاعلم- أن الله لا يهدي مَن يضلُّ - وليس لهم من دون الله أحد ينصرهم .. ولا يدفع عنهم العذاب ..

38–وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لا يَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ يَمُوتُ بَلَى وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ 

–وحَلَفَ هؤلاء المكذبون بالبعث أيمانًا مغلَّظة ومؤكِّدِة: أن الله لا يبعث الموتي، ولا يقدر على إحيائهم بعد أن كانوا ترابا وعظاما ..

–فقال تعالى مكذبا لهم: ( بَلَى ) سوف يبعثهم ربهم ويجمعهم ليوم لا ريب فيه .. إن هذا وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا - لا يخلفه ولا يغيره - ولكن أكثر الناس لا يعلمون قدرة الله على البعث، فينكرونه ..

39–لِيُبَيِّنَ لَهُمْ الَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ كَانُوا كَاذِبِينَ 

يبعث الله جميع العباد يوم القيامة ; ليبين لهم حقيقة البعث والجزاء .. الذي كانوا يختلفون فيه وليعلم الكفار المنكرون للبعث أنهم على باطل وأنهم كاذبون حين حلفوا أنْ لا بعث بعد الموت

40–إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ 

–هذه الآية تقرير وتأكيد علي قدرة الله للبعث والإحياء بكلمة واحدة " كن فيكون".

–يقول تعالي لعباده : إنا إذا أردنا إحياء الموتى  وبعثهم فلا مانع يمنعنا من ذلك ..  إنما نقول للشيء إذا أردناه : { كُن }  { فيكون لا محالة على طبق ما أرادناه وشئناه ..

41–وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَلأَجْرُ الآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ 

والذين تركوا ديارهم مِن أجل الهجرة في سبيل الله، ابتغاء مرضاة الله من بعد ما عذبهم الكفار وضيقوا عليهم، لنسكننهم في الدنيا دارًا حسنة ولأجر الآخرة أكبر; لأنها دار المقامة وفيها الجنة يسكنون ويتنعمون. 

–لو كان - المتخلفون عن الهجرة - يعلمون علم يقين ما عند الله من - الأجر والثواب - للمهاجرين في سبيله ما تخلَّف منهم أحدا أبداً عن الجهاد .

42–الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ 

ثم ذكر تعالي وصف أوليائه المجاهدين في سبيله ، وجزاؤهم عند ربهم. 

–إن المهاجرين في سبيل الله .. من صفاتهم أنهم:- 
–صبروا على أذى أقوامهم .. ومفارقة أهليهم وأوطانهم ..
–وصبروا على طاعة الله ، وامتثال أوامره ..
–وهم على ربهم وحده يعتمدون في كل أمورهم

–فأعطاهم الله هذا الجزاء العظيم وهو "الجنة".

♦♦♦

مِنْ فَوَائِدِ الآيَات

–العاقل من يعتبر ويتعظ بما حل بالضالين المكذبين من الدمار والعذاب والهلاك.

–الحكمة من البعث هو إظهار الحق الذي يختلف فيه الناس من البعث والجزاء والتوحيد والنبوة.

فضيلة الصّبر هي" الجنة" لما فيه من قهر للنفس، وامتثال لأوامر الله. 

–التّوكل علي الله: هو الاعتماد على الله وحده بعد الأخذ بالأسباب.

–جزاء المهاجرين هو الموطن الأفضل في الدنيا والجنة في الآخرة، والنّصر على الأعداء. 


 




حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-