شائع

تفسير سورة النحل صفحة 268 من الآيات (7 - 14) .. وفوائد الآيات

التفسير

7–وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلاَّ بِشِقِّ الأَنفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ

–ولقد سخر لكم ربكم -أيها الناس- هذه الأنعام لراحتكم في التنقل والترحال فهي تحملكم أنتم وما ثَقُل من أمتعتكم إلى بلد بعيد .. لا يمكنكم الوصول إليه بأنفسكم إلا بعد جهد شديد ولكن الله ذللها لكم فضلا منه ورحمة .. إن ربكم بكم لرؤوف رحيم .

8–وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لا تَعْلَمُونَ 

–وخلق لكم -أيها الناس- الخيل والبغال والحمير تارة تستعملونها في الركوب وتارة لأجل الجمال والزينة تتجملون بها في الناس، ويخلق لكم من وسائل الركوب وغيرها ما لا عِلْمَ لكم به; لتزدادوا إيمانًا به وشكرا له.

9–وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَائِرٌ وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ 

–وعلى الله بيان الطريق المستقيم لعباده وهو الإسلام .. ومن الطرق ما هو جائر لا يُوصل إلى الهداية وهو كل ما خالف الإسلام من الملل ..

–ولو شاء الله هدايتكم لهداكم جميعًا .. ولكنه هدى بعضا كرما وفضلا ولم يهد آخرين، حكمة منه وعدلا.

10–هُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً لَكُمْ مِنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ 

ومن كمال قدرة الله أنه أنزل لكم من السحاب ماء، لكم من ذلك الماء:-

–شراب تشربونه ، وتشربه أنعامكم ، وتسقون منه حروثكم .. 

–ويخرج لكم به شجرًا تَرْعَوْن فيه دوابّكم ، فيعود كل ذلك عليكم بالخير الكثير والنفع العظيم ..

11–يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالأَعْنَابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ 

ينبت الله تعالي لكم بذلك الماء الواحد الزروعَ المختلفة التي تأكلون منها، وينبت لكم الزيتون والنخل والأعناب، وينبت لكم من جميع الثمرات، إن في ذلك الماء وما ينشأ عنه لدلالة على قدرة الله..لقوم يتفكرون في خلق الله، فيستدلون به على عظمته سبحانه.

12–وَسَخَّرَ لَكُمْ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ 

–وسخر لكم هذه الأشياء لمنافعكم وأنواع مصالحكم بحيث لا تستغنون عنها أبدا..

وسخَّر لكم ربكم - أيها الناس - الليل لتسكنوا فيه وتستريحوا، والنهار لمعايشكم، وسخَّر لكم الشمس ضياء، والقمر نورًا، وذلك لمعرفة عدد السنين والحساب وغير ذلك من المنافع التي لا تعد .. 

–وسخر لكم النجوم في السماء .. مذللات بأمره لمعرفة الأوقات ونضج الثمار والزروع والاهتداء بها في ظلمات البر والبحر، إن في ذلك التسخير لَدلائلَ واضحةً لقوم سيعقلون عن الله حججه وبراهينه.

13–وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الأَرْضِ مُخْتَلِفاً أَلْوَانُهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ 

وسخَّر ما ذرأ لكم: ما خلقه لكم في الأرض من الدوابِّ والثمار والمعادن، وغير ذلك مما اختلفت ألوانه ومنافعه.

–إن في ذلك الخَلْق والتسخير واختلاف الألوان والمنافع لَعبرةً لقوم يتعظون، ويعلمون أنَّ في تسخير هذه الأشياء علاماتٍ على وحدانية الله تعالى وإفراده بالعبادة.

14–وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْماً طَرِيّاً وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ 

وهو وحده لا شريك له الذي سخَّر لكم البحر; لتأكلوا مما تصطادون من سمك لحمًا طريًا, وتستخرجوا منه زينة تَلْبَسونها كاللؤلؤ والمرجان ..

–وترى الفلك : السفن مواخر : تشق وجه الماء تذهب وتجيء، وتركبونها تحمل المسافرين ، وأرزاقهم ، وأمتعتهم ، وتجاراتهم .. ولعلكم تشكرون الله تعالى على عظيم إنعامه عليكم, فلا تعبدون غيره.

♦♦♦

مِنْ فَوَائِدِ الآيَات

–من عظمة الله أنه يخلق ما لا يعلمه جميع البشر في كل حين يريد سبحانه.

–خلق الله النجوم لزينة السماء، والهداية في ظلمات البر والبحر، ومعرفة الأوقات وحساب الأزمنة.

أنعم الله علينا بتسخير البحر لتناول اللحوم (الأسماك)، واستخراج الزينة، وللركوب، والتجارة..

–الثناء والشكر لله الذي أنعم علينا بما يصلح حياتنا ويعيننا على أفضل معيشة.

 




حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-