–[مِنْ مَقَاصِدِ السُّورَةِ]
–بيان وظيفة الرسل وحرصهم على إخراج الناس من ظلمات الشرك إلى نور التوحيد، وتثبيتًا للنبي ﷺ، وتوعدًا للظالمين.
التفسير
1–الر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ
–بدأت بحروف متقطعة (الر) لتبين عجز العرب عن الإتيان بمثل آيات القرآن الحكيم ، بالرغم من أن - كل حروف القرآن - من جنس حروف كلامهم ومع ذلك فإنهم لم يستطيعوا ولن يستطيعوا أن يأتوا بمثلها.
–يخبر تعالى أنه أنزل كتابه -القرآن- على رسوله محمد ﷺ لنفع الخلق، ليخرج الناس من ظلمات الجهل والكفر والأخلاق السيئة وأنواع المعاصي إلى دين الإسلام والعلم والأخلاق الحسنة وهذا لا يحدث إلا بإرادة الله ومعونته وتوفيقه .. وفي هذا حث للعباد على الاستعانة بربهم.
2–اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَوَيْلٌ لِلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ
–إن الله سبحانه وتعالي الذي له وحده ملك ما في السماوات ، ولله وحده ملك ما في الأرض فهو المستحق - أن يعبد وحده - ولا يشرك به أحدا من خلقه، وسوف ينال الذين كفروا عذابٌ قوي، لا يقدر قدره، ولا يوصف أمره ..
3–الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجاً أُوْلَئِكَ فِي ضَلالٍ بَعِيدٍ
–الذين كفروا من صفاتهم أنهم :-
–يُؤثِرون الحياة الدنيا الفانية وما فيها من نعيم زائل وغفلوا عن الدار الآخرة وما فيها من نعيم دائم..
–ويمنعون الناس عن اتباع دين الإسلام وهو دين الاستقامة والسداد .. في الدنيا والآخرة
–ويريدون طريق الحق أن يكون طريقًا معوجًا ليوافق أهواءهم، وذلك بالتشويه والزيغ عن الحق والميل عن الاستقامة كي لا يسلكه أحد.
–أولئك المتصفون بتلك الصفات وهم الكافرون إنهم في ضلال بعيد عن الحق والصواب .. وعن كل أسباب الهداية.
4–وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ
–وما بعثنا من قبلك -أيها النبي- من رسول إلا مُتَحدِّثًا بلغة قومه؛ ليسهل علي قومه فهم ما جاء به من عند الله .. ولم نبعثهم لإجبار عباده على الإيمان بالله، فالله يضل من يشاء بعدله، ويوفق من يشاء للهداية بفضله.
–وهو العزيز الذي - من عزته- أنه انفرد بالهداية والإضلال، وتقليب القلوب إلى ما يشاء، الحكيم الذي -من حكمته- أنه لا يضع هدايته ولا إضلاله إلا بالمحل اللائق في خلقه وتدبيره.
5–وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ
–ولقد أرسلنا موسى عليه السلام إلى قومه بني إسرائيل وأيدناه بالمعجزات الدالة على صدقه، وأمرناه أن :-
–يدعوا قومه إلى الإيمان بالله .. واتباع رسالته ليخرجهم من ظلمات الكفر والجهل .. إلى نور الإيمان والعلم.
–وأن يذكر عليه السلام قومه .. بأيام الله عليهم من نعمه وإحسانه إليهم .. ويذكرهم بأيامه في الأمم المكذبين ، ووقائعه بالكافرين ، ليشكروا نعمه وليحذروا عقابه ..
–إِنَّ في أيام الله على العباد لآيات لِكُلِّ صَبَّارٍ في الضراء والعسر والضيق .. شَكُورٍ على السراء والنعمة.
♦♦♦
مِنْ فَوَائِدِ الآيَات
–إن المقصد من إنزال القرآن هو الهداية بإخراج الناس من ظلمات الباطل إلى نور الحق.
–إرسال الرسل يكون بلغة أقوامهم؛ لأنه أبلغ في الفهم لهم، فيكون أدعى للقبول والامتثال.
–وظيفة الرسل تتلخص في إرشاد الناس وقيادتهم للخروج من الظلمات إلى النور.