شائع

تفسير سورة يونس صفحة 218 من الآيات (79 - 88) .. وفوائد الآيات

التفسير

79–وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ 

–وَقَالَ فِرْعَوْنُ : للملأ من حوله معارضًا للحق، الذي جاء به موسى عليه السلام .

–ائْتُونِي بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ : ماهر بالسحر، متقن له، فأرسل جنوده في مدائن "مصر" فآتاه أنواع السحرة، على اختلاف أجناسهم وطبقاتهم.

80–فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ 

–فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ للمغالبة مع موسى عليه السلام قال لهم موسي واثقا بنصره عليهم ألقوا -أيها السحرة- ما أنتم ملفون علي الأرض من سحركم (حبالهم ، وعصيهم)

81–فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ 

فَلَمَّا أَلْقَي السحرة حبالهم وعصيَّهم ، فإذا هي كأنها حيات تسعى عل الأرض قال لهم موسى عليه السلام : إن الَّذي ألقيتموه من -السحر- إن الله سيجعله باطلًا لا أثر له سيمحقه .. فإنما أنتم بسحركم هذا مفسدون في الأرض والله لا يصلح عمل المفسدين وأي فساد أعظم من السحر ؟!

82–وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ 

–ويظهر الله الحق بأمره حين أبطل الله سحرهم بعصا موسي عليه السلام التي تحولت إلي - حيةابتلعت كل سحرهم فألقي السحرة سجدًا حين تبين لهم الحق .. ولما رأي فرعون السحرة آمنوا برب موسي ، توعدهم بالصلب وتقطيع الأيدي والأرجل ..

–فلم يبال السحرة بذلك .. وثبتوا على إيمانهم بربهم، ولو كره المجرومون فرعون وملأه، وأما فرعون وملأه وأتباعهم .. فلم يؤمن منهم أحد ، بل إنهم استمروا في طغيانهم يعمهون  

83–فَمَا آمَنَ لِمُوسَى إِلاَّ ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ عَلَى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَنْ يَفْتِنَهُمْ وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنْ الْمُسْرِفِينَ 

أصر قوم فرعون على الإعراض وما آمن لموسى عليه السلام إلا ذرية من قومه: شباب من بني إسرائيل، علي خوف من فرعون وكبراء قومه أن يصرفوهم عن دينهم بما يذيقونهم من العذاب إذا  إنكشف أمرهم وإن فرعون لمتكبر متسلط على مصر وأهلها، وإنه لمن المتجاوزين بادعاء الربوبية والتقتيل والتعذيب لبني إسرائيل.

والحكمة - والله أعلم - بكونه ما آمن لموسى إلا ذرية من قومه، أن الذرية والشباب، أقبل للحق، وأسرع له انقيادًا، بخلاف الشيوخ ونحوهم، ممن تربى على الكفر - بسبب ما مكث في قلوبهم من العقائد الفاسدة- أبعد من الحق من غيرهم.

84–وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ 

وقال موسى عليه السلام لقومه موصيا إياهم بالصبر: يا قوم، إن كنتم آمنتم بالله إيمانًا حقًّا فعلى الله وحده اعتمدوا .. إن كنتم مسلمين إن التوكل على الله وحده يدفع عنكم السوء ويجلب لكم الخير.

85–فَقَالُوا عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا لا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ 

–فأجابوا موسى عليه السلام، فقالوا: على الله وحده توكلنا، واعتمدنا وإليه فوَّضنا أمرنا ودعوا ربهم قائلين :- 

ربنا لا تنصرهم علينا فيكون ذلك فتنة لنا عن الدين.

أو يُفتن الكفارُ بنصرهم علينا فيقولوا: لو كان قوم موسي على حق لما غُلبوا. 

أو يتسلط علينا الظالمين، فيفتنونا عن ديننا بالتعذيب والقتل والإغراء.

86–وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنْ الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ 

وخلِّصنا برحمتك - ربنا - من أيدي قوم فرعون الكافرين فقد استعبدونا ، وآذونا بالتعذيب والقتل فنجنا منهم لكي :-

نسلم من شرهم ...

ونقيم شرائع ديننا ، ونظهره من غير معارض، ولا منازع.

87–وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّأَا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتاً وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَبَشِّرْ الْمُؤْمِنِينَ

–وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ : حين اشتد الأذي من فرعون وقومه، وحرصوا على فتنتهم عن دينهم.

1–أَنْ تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا : تكون مساكن وملاجئ تعتصمون بها وتتوجهون بها لعبادة الله وحده.

2–وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً: اجعلوا بيوتكم مكانا تصلون فيها جهة القبلة (بيت المقدس)، إذا خفتم وعجزتم عن إقامة الصلاة في الكنائس، والبيع العامة.

3–وَأَقِيمُوا الصَّلاةَوأدُّوا الصلاة المفروضة في أوقاتها فإنها معونة على جميع الأمور.

4–وَبَشِّرْ الْمُؤْمِنِينَوأخبِر - يا موسى - المؤمنين بما يسرهم من نصر الله وتأييده لهم، وإهلاك عدوهم، واستخلافهم في الأرض.

88–وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالاً فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوْا الْعَذَابَ الأَلِيمَ 

–فلما رأى موسى، القسوة والإعراض من فرعون وملئه ، دعا عليهم وأمن هارون على دعائه، فقال:

–رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلأَهُ زِينَةً : يتزينون بها من أنواع الحلي ، والثياب ، والبيوت المزخرفة، والمراكب الفاخرة، والخدام، وأعطيتهم أموالًا في هذه الحياة الدنيا .. فلم يشكروك على ما أعطيتهم، بل استعانوا بها على الإضلال عن سبيلك.

رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ: أتلف عليهم أموالهم وامحقها فلا ينتفعوا بها . 

وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوْا الْعَذَابَ الأَلِيمَ : واجعل قلوبهم قاسية، فلا يؤمنون إلا حين يشاهدون العذاب الموجع حين لا ينفعهم إيمانهم.

–قال موسي عليه السلام ذلك، غضبًا عليهم، حيث تجرؤوا على محارم الله، وأفسدوا عباد الله، وصدوا عن سبيله.

♦♦♦

مِنْ فَوَائِدِ الآيَات

–الثقة بالله وبنصره والتوكل عليه ينبغي أن تكون من صفات المؤمن القوي.

–بيان أهمية الدعاء، وأنه من صفات المتوكلين.

–أهمية الصلاة ووجوب إقامتها في كل الأديان السماوية وفي كل الأحوال.

–مشروعية الدعاء على الظالم. 





حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-