شائع

تفسير سورة يونس صفحة 216 من الآيات 62 - 70) .. وفوائد الآيات

التفسير 

62–أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ 

يذكر الله تعالي جزاء أولياء الله وأحبائه وهي :- 

1–أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ : في الذي يستقبلونه من أهوال القيامة، وحساب الله ..

2–وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ : على ما فاتهم من حظوظ الدنيا وملذاتها . 

63–الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ 

–ويذكر الله تعالي أوصاف أولياء الله وهي:-

1–الَّذِينَ آمَنُوا : بالله وبرسوله ﷺ .

2–وَكَانُوا يَتَّقُونَ الله بامتثال أوامره واجتناب نواهيه.

فكل من كان مؤمنًا تقيًا كان وليًا لله تعالى .

64–لَهُمْ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ

–ويذكر الله تعالي بشارات أولياء الله وهي:-

1–أما البشارة في الدنيا: فهي: الثناء الحسن، والمودة في قلوب المؤمنين، والرؤيا الصالحة، وما يراه العبد من لطف الله به وتوفيقه لأحسن الأعمال، وحسن الأخلاق، وصرفه عن مساوئ الأخلاق.

2–وأما البشارة في الآخرة: عند الممات في حال قبض أرواحهم وفي القبر ما يبشر به من دخول الجنة والنعيم المقيم. وفي الآخرة تمام البشرى بدخول جنات النعيم، والنجاة من العذاب الأليم.

–لا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ : بل ما وعد الله فهو حق، لا يمكن تغييره ولا تبديله، لأنه تعالي الصادق في قوله، الذي لا يقدر أحد أن يخالفه فيما قدره وقضاه.

–ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ: إن هذه البشرى شاملة لكل خير وثواب في الدنيا والآخرة .. ولا فوز لغير أهل الإيمان والتقوى.

65–وَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ 

–وفي هذه الآية تسلية للنبي  وتثبيتا له عما يفعله المشركون :-

–وَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ : لك - أيها الرسول - بأنك لست مرسلاً وغيره، والطعن والقدح في دينك وافتراؤهم علي الله ، وإشراكهم معه الأوثان والأصنام

فإن العزة : القوة لله جميعا إنه هو السميع لأقوالهم العليم بأفعالهم، وسيجازيهم عليها وينصرك عليهم ..

66–أَلا إِنَّ لِلَّهِ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ وَمَا يَتَّبِعُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ شُرَكَاءَ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ 

–ألا إن لله وحده ملك من في السماوات وملك من في الأرض، فالجميع ملك لله، مسخرون، مدبرون، لا يستحقون شيئًا من العبادة، وليسوا شركاء لله بوجه من الوجوه ..

–وأي شيء يتبعه المشركون الذين يعبدون من دون الله شركاء؟! فإنهم لا يتبعون في الحقيقة إلا الظن: بأنها آلهة سوف تشفع لهم، وإن هم إلا يكذبون فيما ينسبونه إلى الله من الشريك فتعالى الله عن قولهم هذا علوًّا كبيرًا ..

67–هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِراً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ 

–وهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ بالنوم وتهدؤوا من عناء الحركة والتعب في طلب الرزق والمعاش فلو جعل الضياء مستمرا، لما قروا ولما سكنوا.

–وَالنَّهَارَ مُبْصِراً : أي مضيئًا ليبصر فيه الخلق وليسعَوْا لطلب رزقهم ومعايشهم، ومصالح دينهم ودنياهم.

–إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ عن الله سمع فهم وقبول لا سمع تعنت وعناد، فإن في آيات اختلاف الليل والنهار لَدلالةً على أن الله وحده هو المستحق للعبادة لقوم يسمعون هذه الحجج, ويتفكرون فيها.

68–قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً سُبْحَانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بِهَذَا أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ

–قالت النصاري : اتخذ الله ولدًا والمسيح ابن الله وقال المشركون: الملائكة بنات الله وغيره .، تقدَّس الله عن ذلك كله وتنزَّه، ثم برهن على ذلك 

البرهان الأول: قوله: ( هُوَ الْغَنِيُّ ) : عن كل أحد وإنما يطلب الولد من يحتاج إليه ، فإذا كان غنيًا من كل وجه، وعن أي أحد فلأي شيء يتخذ الولد؟ فهذا مناف لغناه .

البرهان الثاني، قوله: ( لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ ) فالجميع مخلوقون مملوكون له وإن ملكيته لما في السماوات والأرض عمومًا، تنافي أن يكون له ولدا.

البرهان الثالث، قوله: ( إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بِهَذَا ) أي: هل عندكم من حجة وبرهان يدل على أن لله ولدًا، فلو كان لهم دليل وبرهان لأبدوه ..

–فلما تحداهم ربهم وأعجزهم عن إقامة الدليل علي ما يقولوه قال تعالي: ( أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ ) فإن هذا من أعظم المحرمات.

69–قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ 

قل لهم -أيها الرسول-: إن الذين يفترون على الله الكذب باتخاذ الولد ، وإضافة الشريك إليه, لا ينالون مطلوبهم في الدنيا ولا في الآخرة.

70–مَتَاعٌ فِي الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ نُذِيقُهُمْ الْعَذَابَ الشَّدِيدَ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ 

إن الذين يفترون علي الله الكذب بنسبة الولد له، والشريك إليه .. فإنهم يتمتعون بكفرهم وكذبهم - في الدنيا - قليلا ثم ينتقلون إلى الله، ويرجعون إليه، فيذيقهم العذاب الشديد بما كانوا يكفرون. وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَلَكِنْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ .

♦♦♦

مِنْ فَوَائِدِ الآيَات

–ولاية الله تكون لمن آمن به وامتثل أوامره، واجتنب نواهيه، واتبع رسوله 

–أولياء الله آمنون يوم القيامة، ولهم البشرى في الدنيا إما بالرؤيا الصالحة أو عند الموت.

–إن العزة لله جميعًا فهو مالك الملك، وما يعبدون من دون الله لا حقيقة له.

–الحث على التفكر في خلق الله؛ لأن ذلك يقود إلى الإيمان به وتوحيده.

–حرمة الكذب على الله وأن صاحبه لن يفلح، ومن أعظم الكذب نسبة الولد له سبحانه.






حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-