شائع

تفسير صفحة 215 من الآيات ( 54 - 61) .. وفوائد الآيات


التفسير 

54–وَلَوْ أَنَّ لِكُلِّ نَفْسٍ ظَلَمَتْ مَا فِي الأَرْضِ لافْتَدَتْ بِهِ وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوْا الْعَذَابَ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ 

–ولو أن لكل نفس أشركت وكفرت بالله جميع ما في الأرض، من ذهب وفضة وغيرهما، وأمكنها أن تجعله فداء لها من ذلك العذاب لافتدت به، وأخفى الذين ظلموا حسرتهم حين أبصروا عذاب الله واقعا بهم جميعًا، وقضى الله تعالي بينهم بالعدل التام وهم لا يُظلَمون؛ لأن الله لا يعاقب أحدا إلا بذنبه ، وإنما يجزون على أعمالهم ..

55–أَلا إِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ أَلا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ 

ألا إن لله وحده ملك ما في السماوات وملك ما في الأرض لا شيء من ذلك لأحد سواه تعالي ألا إن وعبد الله بعقاب الكافرين واقع لا مرية فيه ولكن أكثرهم لا يعلمون حقيقة ذلك .. فيشكُّون.

56–هُوَ يُحْيِ وَيُمِيتُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ 

إن الله هو المحيي والمميت لا يعجزه إحياء الناس بعد موتهم، كما لا يعجزه إماتتهم إذا أراد ذلك، وإلي الله وحده ترجعون يوم القيامة فيجازيكم على أعمالكم خيرها وشرها.

57–يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ 

يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم تذكِّركم عقاب الله وتخوفكم وعيده وهي القرآن وما اشتمل عليه من الآيات والعظات لإصلاح أخلاقكم وأعمالكم، وفيه شفاء: دواء لما في القلوب من الجهل والشرك وسائر الأمراض،

وهدى: من الضلال، ورشد لمن اتبعه من الخلق فينجيه من الهلاك، جعله سبحانه وتعالى نعمة ورحمة للمؤمنين به: لأنهم المنتفعون بالإيمان, وأما الكافرون فهو عليهم عَمَى.

58–قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ 

–قل - أيها الرسول - لجميع الناس: بفضل الله : وهو دين الإسلام الذي دعاهم الله إليه وبرحمته : وهي القرآن الذي أنزله الله .. على نبيه محمد ﷺ فبذلك فليفرحوا لا بسواهما .. فإن ذلك هو خير لهم مما يجمعون من حطام الدنيا الزائلة .. وما فيها من الزهرة الفانية الذاهبة

59–قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَاماً وَحَلالاً قُلْ أَاللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ 

يستنكر تعالي على المشركين، الذين ابتدعوه من تحريم ما أحل الله وتحليل ما حرم الله.

–قل -أيها الرسول- لهؤلاء المشركين: أخبروني عما مَنَّ الله به عليكم من إنزال الرزق من حيوان ونبات وخيرات فعملتم فيه بأهوائكم، فحرَّمتم بعضه، وأحللتم بعضه، قل موبخا لهم: هل الله أباح لكم في تحليل ما أحللتم، وتحريم ما حرَّمتم، أم أنكم تختلقون عليه الكذب؟! ومن المعلوم أن الله لم يأذن لهم بذلك، وإنهم ليقولون على الله الباطل ويكذبون.

60–وَمَا ظَنُّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَشْكُرُونَ 

ويستدل بهذه الآية على أن الأصل في جميع الأطعمة الحل، إلا ما ورد الشرع بتحريمه.

–ما الذي يظنه مختلقو الكذب والباطل علي الله واقعًا بهم يوم القيامة؟! فينسبون إليه تحريم ما أحله عليهم من الأرزاق والأقوات، أيظنون أن الله لا يعاقبهم علي ذلك ويغفر لهم؟! هيهات، إن الله لذو إفضال على الناس بإمهالهم وعدم معاجلتهم بالعقوبة في الدنيا لعلهم يرجعون ، ولكن أكثرهم جاحدون نعم الله تعالي عليهم فلا يشكرونها..

61–وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُوا مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ وَلا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ 

يخبر تعالى، عن عموم مشاهدته، واطلاعه على جميع أحوال عباده ومراقبته لهم على الدوام

وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُوا مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ : وما تكون -أيها الرسول- في أمر من الأمور الدينية والدنيوية، وما تقرأ من قرآن ..

وَلا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ : وما تعملون -أيها المؤمنون- من عمل إلا كنا نراكم عالمين بكم ونسمعكم حين تشرعون في العمل مندفعين فيه.

وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ وَلا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ : وما يغيب عن علم ربك وزن ذرة في السماء ولا في الأرض ، ولا أصغر من وزنها ولا أكبر .. إلا وهو مسجل في كتاب واضح لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها.

♦♦♦

مِنْ فَوَائِدِ الآيَات

–سوء عاقبة المشركين حتَّى إنهم يتمنون دفعه بكل ما في الأرض، ولن يُقْبلَ منهم.

–القرآن شفاء للمؤمنين من أمراض القلوب، وهدى: من الضلال،  ورحمة للمؤمنين به.

–ينبغي للمؤمن أن يفرح بنعمة الإسلام والقرآن دون غيرهما من حطام الدنيا.

–دقة مراقبة الله لعباده وأعمالهم وخواطرهم ونياتهم.





حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-