شائع

تفسير سورة يونس صفحة 211 من الآيات ( 21 - 25) .. وفوائد الآيات


التفسير

21–وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُمْ إِذَا لَهُمْ مَكْرٌ فِي آيَاتِنَا قُلْ اللَّهُ أَسْرَعُ مَكْراً إِنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ 

وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُمْ: كالصحة بعد المرض، والغنى بعد الفقر، والأمن بعد الخوف، نسوا ما أصابهم من الضراء، ولم يشكروا الله على الرخاء والرحمة، بل استمروا في طغيانهم ومكرهم.

قُلِ اللَّهُ أَسْرَعُ مَكْرًا: قل -أيها الرسول- لهؤلاء المشركين: إن الله أعجل مكرًا، وأسرع استدراجًا لكم وعقوبة، فإن المكر السيئ لا يحيق إلا بأهله 

إِنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ: إن الحفظة من الملائكة يكتبون ما تُدَبِّرون من مكر، لا يفوتهم منه شيء، فكيف يفوت خالقَهم؟! وسيجازيكم الله على مكركم هذا .

22–هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمْ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوْا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنْ الشَّاكِرِينَ

–إن الله هو الَّذي يُسَيِّركم -أيها الناس- في البر على أقدامكم وعلى دوابكم، وهو الَّذي يسيركم في البحر في السفن، حتَّى إذا كنتم في السفن في البحر، وأتت إليكم ريح طيبة .. فرح الركاب بتلك الريح الطيبة ..

–وبينما الركاب في فرحهم جاءتهم ريحٌ شديدة وجاء الركابَ الموجُ (وهو ما ارتفع من الماء) من كل مكان, وأيقنوا أنهم هالكون -أخلصوا الدعاء لله وحده- وتركوا ما كانوا يعبدون وقالوا : لئن أنجيتنا - يا الله - من هذه الشدة التي نحن فيها لنكونن من الشاكرين لك على نِعَمك علينا.

23–فَلَمَّا أَنْجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ 

–فلما استجاب دعاءهم، وأنجاهم من الشدائد والأهوال إذا هم يفسدون في الأرض بالمعاصي والآثام. أفيقوا -أيها الناس- إنما عاقبة بَغْيكم السيئة على أنفسكم .. إن الله لا يضره بَغْيُكُم إنما تتمتعون به في هذه الحياة الدنيا الفانية، ثم إلينا رجوعكم يوم القيامة، فنخبركم بما كنتم تعملون من المعاصي، ونجازيكم عليها.

24–إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنْ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتْ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ 

–يبين لنا تعالي حقيقة الدنيا في سرعة انقضائها وما فيها من النعيم فهو فانٍ.

–إنما مثل الحياة الدنيا وما تتفاخرون فيها من زينة وأموال، كمثل المطر الذي إذا نزل واختلط به نبات الأرض أثمر الزروع والأشجار والنباتات ومما يأكل الناس من الحبوب والثمار .. ومما تأكل الأنعام من الكلأ وغيره ..

حتى إذا ظهر حُسْنُ هذه الأرض وبهاؤها, وظن أهل هذه الأرض .. أنهم قادرون على حصادها والانتفاع بها جاءها أمرنا وقضاؤنا بهلاك ما عليها من النبات والزروع والزينة إما ليلا وإما نهارًا ..

وكما بيَّنا لكم -أيها الناس- مَثَلَ هذه الدنيا وعرَّفناكم بحقيقتها، نبيِّن حججنا وأدلتنا لقوم يتفكرون في آيات الله ويتدبرون ما ينفعهم في الدنيا والآخرة.

25–وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ 

والله يدعو جميع الناس إلى جنته التي هي « دار السلام » التي يسلم فيها الناس من المصائب والهموم، والموت .. والله تعالي يوفق من يشاء من عباده إلى -دين الإسلام- الذي يوصل إلى دار السلام هذه.

–وسمى الله الجنة « دار السلام » لسلامتها من جميع الآفات والنقائص .. وذلك لكمال نعيمها وتمامه وبقائه، وحسنه من كل وجه ...

♦♦♦

مِنْ فَوَائِدِ الآيَات

–إن الله أسرع مكرًا بمن يمكر بعباده المؤمنين.

–إنما بغي الإنسان عائد على نفسه ولا يضر إلا نفسه.

–بيان حقيقة الدنيا في سرعة انقضائها وزوالها، وما فيها من النعيم فهو فانٍ.

–إن الجنّة هي مستقر المؤمن؛ لما فيها من النعيم والسلامة من المصائب والهموم.






حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-