شائع

تفسير سورة التوبة صفحة 203 من الآيات ( 100 - 106) .. وفوائد الآيات


التفسير 

100–وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ 

–وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ : الذين سبقوا هذه الأمة في الإيمان بالله ورسوله ﷺ، والجهاد في سبيل الله، وإقامة دين اللّه وشرائعه ..

1–مِنْ الْمُهَاجِرِينَ : الذين هاجروا مع الرسول ﷺ من مكة( دار الشرك حينئذ) وانتقلوا معه ﷺ إلي المدينة (دار الإسلام) ، وتركوا قومهم وذويهم.

2–وَالأَنصَارِ: هم الذين نصروا الرسول ﷺ ومعه المؤمنين .. علي أعدائهم الكفار ، وآووهم في ديارهم .

3–وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ : هم الذين اتبعوا المهاجرين  والأنصار - بإحسان - في الأعمال ، والاعتقاد ، والأقوال ، طلبًا لمرضاة الله تعالى 

–رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ: أولئك الذين رضي الله عنهم  ورضاه تعالى أكبر من نعيم الجنة. 

وَرَضُوا عَنْهُ: لما أعطاهم من ثوابه العظيم.

–وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ : فقد أعدَّ الله لهم جنات تجري الأنهار تحت قصورها ، ماكثين فيها أبدًا ، ذلك الجزاء هو الفلاح العظيم.

101–وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنْ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ 

وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنْ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ: ومن القوم الذين حول (المدينة) من سكان البدو منافقون.

–وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ: ومن أهل (المدينة) أيضا منافقون مَرَدُوا: قد أقاموا على النفاق وثبتوا عليه وازدادوا فيه طغيانًا..

لا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ: إنك لا تعلم أمر هؤلاء المنافقين -أيها الرسول- الله هو الَّذي يعلمهم ، سيعذبهم الله مرتين:-

1–مرة في الدنيا بالقتل والسبي والفضيحة في الدنيا وكشف نفاقهم.

2–ومرة في الآخرة : بعذاب القبر بعد الموت

 ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ: وفي الآخرة يردون إلى عذاب عظيم في الدرك الأسفل من النار.

102–وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلاً صَالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ 

وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلاً صَالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاًومن أهل المدينة قوم آخرون مزجوا أعمالهم الصالحة السابقة من القيام بطاعة الله، والتمسك بشرائعه، والجهاد في سبيله بعمل سيئ وهو التخلف عن الجهاد مع رسول الله ﷺ. وأقروا على أنفسهم، ولم يأتوا بأعذار كاذبة.

–عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ: أولئك يرجون من الله أن يقبل توبتهم، ويتجاوز عنهم، إن الله غفور لمن تاب من عباده، رحيم بهم.

103–خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ 

– هذا وآن كان الخطاب موجه للنبيﷺ، فهو موجه للأمة من بعده.

–خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ: يأيها النبي- خذ  من أموال هؤلاء التائبين الذين خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا صدقة تطهرهم بها مِن دنس ذنوبهم، والمعاصي والآثام. 

–وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا: تنمي بها حسناتهم، وأعمالهم الصالحة، وتزيد في ثوابهم الدنيوي والأخروي، وتنمي أموالهم.

–وَصَلِّ عَلَيْهِمْ: وادع لهم بعد أخذها بالمغفرة لذنوبهم .

–إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ: إن دعائك لهم طمأنينة لقلوبهم واستبشار لهم.

–وَاللَّهُ سَمِيعٌ: لدعائك، سمع إجابة وقبول.

–فعلي المؤمنين: اخراج ما تيسر من الصدقة التي - تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَاوالله سميع لكل دعاء وقول، عليم بأحوال عباده ونياتهم وسوف يجازي كلَّ عامل بعمله.

104–أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ 

–أَلَمْ يَعْلَمُوا :ليعلم هؤلاء المتخلفون عن الجهاد والتائبون إلى الله أن الله وحده، هو الذي :-

1–يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ: التائبين إليه ، بل ويفرح تعالى بتوبة عبده. 

2–وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ: ويقبلها من عباده وهو غني عنها ، ويثيب المتصدق على صدقته .

3–وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ: هو التواب على من تاب من عباده، الرحيم بهم، 

105–وَقُلْ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ 

–وَقُلْ اعْمَلُوا : قل لهؤلاء المُتخَلِّفين عن الجهاد والتائبين من ذنبهم -أيها الرسول- اجبروا ضرر ما فاتكم ، وأخلصوا أعمالكم لله ، واعملوا بما يرضيه من طاعته ، واجتنبوا المعاصي 

–فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ : وسوف تتضح أعمالكم وتتبين لغيركم سواء كانت خير أو شر

–وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ: وسترجعون يوم القيامة إلى الله الذي يعلم سركم وجهركم، فيخبركم تعالي بما كنتم تعملون في الدنيا ، ويجازيكم عليه. 

106–وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لأَمْرِ اللَّهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ 

وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لأَمْرِ اللَّهِ : ومن المُتخَلِّفين عن غزوة تبوك قوم آخرون لم يكن لهم عذر، فهؤلاء مُؤخَّرون لقضاء الله وحكمه فيهم، يحكم فيهم بما يشاء،

–إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ : إما أن يعذبهم إن لم يتوبوا إليه، وإما أن يتوب عليهم إن تابوا والله عليم بمن يستحق عقابه، وبمن يستحق عفوه، حكيم في شرعه وتدبيره.

–والثلاثة هم: مرارة بن الربيع وكعب بن مالك وهلال بن أمية تخلفوا كسلاً وميلاً إلى الدعة -لا نفاقاً- ولم يعتذروا إلى النبي  كغيرهم فوقف أمرهم خمسين ليلة وهجرهم الناس حتى نزلت توبتهم بعد ..

♦♦♦

مِنْ فَوَائِدِ الآيَات

–المسارعة إلى الإيمان، والهجرة، ونصرة الدين، واتباع سنة النبي طريق لمرضاة الله.

–استئثار الله عز وجل بعلم الغيب، فلا يعلم أحد ما في القلوب والغيب إلا الله.

–توبة الله علي المؤمنين ومغفرته لهم إن تابوا وأصلحوا عملهم.

–فضل الصدقة في تنمية المال وتطهير النفوس من البخل وغيره من الآفات.

 





حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-