شائع

تفسير سورة التوبة صفحة 200 من الآيات (80 - 86) .. وفوائد الآيات


التفسير 

80–اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ 

اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ : استغفر -أيها الرسول- للمنافقين أو لا تستغفر لهم, فلن يغفر الله لهم, مهما كثر استغفارك لهم وتكرر سبعين مرة..

–والسبب المانع لمغفرة اللّه لهم: ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ﷺ فإن الكافر لا ينفع معه الاستغفار ما دام كافرا.

–وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ : والله لا يوفق للهدى والحق القوم الخارجين عن طاعته وشرعه عن عمد وقصد.

81–فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلافَ رَسُولِ اللَّهِ وَكَرِهُوا أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَالُوا لا تَنفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّاً لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ

–فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلافَ رَسُولِ اللَّهِفرح المتخلفون من المنافقين عن غزوة تبوك بقعودهم عن الجهاد في سبيل الله مخالفين لرسول الله ﷺ.

–وَكَرِهُوا أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ  : ولقد كره المنافقون أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله.. -  بخلاف المؤمنين - الذين يحبون أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم لما في قلوبهم من الإيمان. 

–وَقَالُوا لا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ : ولقد قالوا مثبطين لإخوانهم المنافقين لا تسيروا في الحرّ، وكانت غزوة تبوك في زمن الحرّ، فقدموا راحة قصيرة منقضية على الراحة الأبدية التامة.

–قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ قل لهم -أيها الرسول-: إن نار جهنم التي تنتظركم - أيها المنافقين هي أشد حرًّا من هذا الحر الَّذي تفرون منه لو كنتم تعلمون.

82–فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلاً وَلْيَبْكُوا كَثِيراً جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ 

لما آثر المنافقون الحياة الدنيا علي الآخرة قال تعالي فيهم:-

–فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلاً : في حياتهم الدنيا الفانية ، هؤلاء المنافقون المتخلفون عن الجهاد مع رسول الله ﷺ في غزوة (تبوك).

–وَلْيَبْكُوا كَثِيراً : وسيبكون كثيرًا في نار جهنم، في حياتهم الآخرة الباقية.

–جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ : في الدنيا من النفاق والكفر والمعاصي، وعدم الانقياد لأوامر ربهم.

83–فَإِنْ رَجَعَكَ اللَّهُ إِلَى طَائِفَةٍ مِنْهُمْ فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُلْ لَنْ تَخْرُجُوا مَعِي أَبَداً وَلَنْ تُقَاتِلُوا مَعِي عَدُوّاً إِنَّكُمْ رَضِيتُمْ بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُوا مَعَ الْخَالِفِينَ 

–فإن رجعك: ردك الله - أيها الرسول- من تبوك إلى طائفة من المنافقين الثابتين على النفاق، والذين تخلفوا عن الجهاد معك، ثم استأذنوك للخروج معك إلى غزوة أخرى بعد غزوة (تبوك).

–فقل لهم: لن تخرجوا معي أبدًا في غزوة من الغزوات , ولن تقاتلوا معي عدوًا من الأعداء; وذلك لأنكم رضيتم -بالقعود- عن الجهاد أول مرة في غزوة تبوك فعقوبة لكم ، اقعدوا مع المتخلفين عن الجهاد من المرضى والنساء والصبيان.

84–وَلا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَداً وَلا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ 

–ولا تصلّ -أيها الرسول- أبدًا على أحد مات من المنافقين ولا تقف على قبره تدعوا له بالمغفرة وذلك بسبب أنهم:-

كفروا بالله تعالى وبرسوله ﷺ، 

وماتوا وهم  فاسقون: خارجون عن طاعة الله.

– وهذا حكم عام -لا يُصَلَّى عليه، ولا يُدْعَى له - في كل من عُلِمَ نفاقه.

85–وَلا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَأَوْلادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ 

–وَلا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَأَوْلادُهُمْ : لا تغتر بما أعطاهم اللّه في الدنيا من الأموال والأولاد، فليس ذلك لكرامتهم عليه، وإنما ذلك إهانة منه لهم.

–إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الدُّنْيَا : بما يعانونه من المشاق في سبيلها، وما يصابون فيها من مصائب  تجعلهم يخافون من زوالها فلا يهنئون بها، حتي تلهيهم عن اللّه والدار الآخرة، ثم ينتقلوا من الدنيا ..

–وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ : وتخرج أرواحهم من أجسادهم وهم كافرون تعالي بالله ورسوله ﷺ فقد سلبهم حبها عن كل شيء ومنها طاعة الله ورسوله ﷺ .. فماتوا وقلوبهم متعلقة بها، وأفئدتهم عليها متحرقة..

86–وَإِذَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ أَنْ آمِنُوا بِاللَّهِ وَجَاهِدُوا مَعَ رَسُولِهِ اسْتَأْذَنَكَ أُوْلُوا الطَّوْلِ مِنْهُمْ وَقَالُوا ذَرْنَا نَكُنْ مَعَ الْقَاعِدِينَ 

–يبين تعالى أن المنافقين لا تؤثر فيهم السور والآيات التي يؤمرون فيها بالإيمان باللّه تعالي والجهاد في سبيله

–وَإِذَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ على محمد ﷺ تَأْمُرُ المنافقين بأَنْ يؤمنوا بِاللَّهِ ظاهرا وباطنا ، وأن يجاهدوا في سبيل الله مع  رسوله ﷺ.

–طلب الإذن في التخلف عن الجهاد أُوْلُوا الطَّوْلِ مِنْهُمْ وهم : أصحاب الغنى والأموال فقد آثروا القعود عن الجهاد في سبيل الله وقالوا للنبي ﷺ: اتركنا نقعد مع القاعدين العاجزين أصحاب الأعذار كالضعفاء والمرضي.

♦♦♦

مِنْ فَوَائِدِ الآيَات

–الكافر لا ينفعه الاستغفار ولا العمل ما دام كافرًا.

–هذا حكم عام في كل من عُلِمَ نفاقه أن -لا يُصَلَّى عليه، ولا يُدْعَى له - أبدا.

–التوبة من النفاق والكفر مقبولة، فمن تاب توبة صادقة ينال مغفرة الله وعفوه.

–في الآيات دليل على مشروعية الصلاة على المؤمنين، وزيارة قبورهم والدعاء لهم 





حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-