شائع

تفسير سورة التوبة صفحة 198 من الآيات (69 - 72).. وفوائد الآيات


التفسير

69–كَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالاً وَأَوْلاداً فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلاقِهِمْ فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلاقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ بِخَلاقِهِمْ وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا أُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْخَاسِرُونَ 

–كَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالاً وَأَوْلاداً: إن أفعالكم -يا معشر المنافقين- من الاستهزاء، والكفر، كأفعال الأمم السابقة المكذبة من قبلكم، كانوا أعظم قوة منكم وأكثر أموالًا وأولادًا..

–فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلاقِهِمْ:  فطمأنت الأمم المكذبة إلى الحياة الدنيا، وتَمتَّعوا بما فيها من الحظوظ والملذات.

–فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلاقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ بِخَلاقِهِمْ : فاستمعتم أنتم مثلهم أيها المنافقون بنصيبكم من الدنيا من الشهوات الفانية كاستمتاع الذين من قبلكم بحظوظهم الفانية. 

–وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا: وقد خضتم في التكذيب بالحق والطعن في الرسول  مثل خوضهم في التكذيب به والطعن علي رسلهم.

–أُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْخَاسِرُونَ : أولئك المتصفون بتلك الصفات الذميمة، بطلت أعمالهم لكفرهم بالله وأولئك هم الخاسرون الذين باعوا نعيم الآخرة بحظوظهم من الدنيا.

70–أَلَمْ يَأْتِهِمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَقَوْمِ إِبْرَاهِيمَ وَأَصْحَابِ مَدْيَنَ وَالْمُؤْتَفِكَاتِ أَتَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ 

–يقول تعالي محذرا المنافقين أن يصيبهم مثل ما أصاب هذه الأقوام بسبب بطانتهم للكفر.

ألم يأت هؤلاء المنافقين خبرُ الذين مضوا مِن قوم نوح وقبيلة عاد وقبيلة ثمود وقوم إبراهيم وأصحاب (مدين) وقوم لوط ، وما حل بهم من عذاب.

لقد جاءتهم رسلهم بالبراهين الواضحة وبآيات الله فكذَّبوهم؟ فأنزل الله بهؤلاء جميعًا عذابه; انتقامًا منهم لسوء عملهم، فما كان الله تعالي ليظلمهم، ولكن كانوا هم الظالمين لأنفسهم بالكفر، وتكذيب الرسل، والمخالفة.

71–وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمْ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ 

–وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ: بعضهم أنصار بعض وأعوانهم ؛ لأن الإيمان جمع بينهم في المحبة، والموالاة، والانتماء، والنصرة. 

–ثم ذكر وصف المؤمنين العام، الذي لا يخرج منه صغير منهم ولا كبير، فقال تعالي:-

1–يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ: وهو كل ما عرف حسنه، من الإيمان والعمل الصالح، والعقائد الحسنة، والأخلاق الفاضلة..

2–وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ: وهو كل ما عرف قبحه من الكفر ، والعقائد الباطلة ، والأعمال الخبيثة ، والأخلاق الرذيلة.

3–وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ: يؤدون الصلاة في أوقاتها علي الوجه الأكمل. 

4–وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ: يخرجون الزكاة لمستحقيها الواجبة عليهم.

5–وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ : لا يزالون ملازمين لطاعة اللّه ورسوله ﷺ علي الدوام.

–أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ : سيدخلهم الله تعالي في رحمته، ويشملهم بإحسانه، فينقذهم من عذابه ويدخلهم جنته.

–إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ : إن الله عزيز: لا يعجزه شيء عن إنجاز وعده ووعيده ، حكيم: في خلقه وتدبيره وشرعه. 

72–وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنْ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ 

–وعد الله المؤمنين والمؤمنات بالله ورسوله ﷺ جنات تجري من تحتها الأنهار ، ماكثين فيها أبدًا ، لا يموتون فيها ولا يزول عنهم نعيمها .. 

–ومساكن حسنة البناء طيبة القرار في جنات إقامة ورضوان من الله أكبر وأعظم مما هم فيه من النعيم. ذلك الوعد بثواب الآخرة هو الفلاح العظيم. 

♦♦♦

مِنْ فَوَائِدِ الآيَات

–سبب العذاب للكفار والمنافقين واحد في كل العصور، وهو عدم الإيمان بالله ورسله.

–إهلاك الأمم والأقوام الغابرة بسبب كفرهم وتكذيبهم الأنبياء فيه عظة للعقلاء. 

 –أهل الإيمان رجالًا ونساء أمة واحدة مترابطة قلوبهم متحدة في التوادّ والتحابّ والتعاطف.

–رضوان الله أكبر من نعيم الجنات؛ لأن السعادة الروحانية أفضل من الجسمانية.






حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-