شائع

تفسير سورة التوبة صفحة 192 من الآيات (32 - 37) .. وفوائد الآيات

التفسير

32–يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلاَّ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ 

–يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ إنما يريد هؤلاء الكفار وغيرهم.. بافتراءاتهم ، وأقوالهم الباطلة -علي الله كذباأن :-
يبطلوا دين الإسلام، ويقضوا عليه.
ويبطلوا الحجج الواضحة والبراهين الجلية على توحيد الله.
ويبطلوا أن ما جاء به رسوله حق ﷺ. 

وَيَأْبَى اللَّهُ إِلاَّ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ : ويكمل دينه ويظهره، ويعليه على سائر الأديان الأخري.

وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ: إكمال دينه وإظهاره وإعلاءه فإن الله مُتِمُّه، ومُظْهِرُه، ومُعْلِيه، وإذا أراد الله أمرًا بطلت إرادة غيره.

33–هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ 

–هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ: والله سبحانه هو الذي أرسل رسوله محمد ﷺ.
 
1–بِالْهُدَى: القرآن الكريم.. الذي هو هدي للناس.
2–وَدِينِ الْحَقِّ: دين الإسلام.
3–لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ: ليعليه ويظهره علي جميع الأديان المخالفة له.

–وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ: ذلك ، فإن الله مظهره ومعليه.

34–يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيراً مِنْ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ 

–حذر الله عباده المؤمنين من الأحبار والرهبان فقال تعالي:-

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيراً مِنْ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِإن كثيرًا من علماء اليهود .. وكثيرًا من عُبَّاد النصارى :-

1لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ: يأخذونها بغير حق شرعي كالرشوة .. وغيرها.

2–وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ: ويمنعون الناس من الدخول في دين الإسلام.

–حذر الله عباده المؤمنين الذين لا يخرجون الزكاة بأن لهم عذاب أايم.

–وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ والذين يجمعون الذهب والفضة ولا يؤدون ما يجب عليهم من زكاتها. 

–فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ : فأخبرهم -أيها الرسول- بما يسوؤهم يوم القيامة من عذاب أليم موجع.

35–يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ 

–في يوم القيامة يوقد على ما جمعوه من الذهب والفضة في نار جهنم، فإذا اشتدت بهم حرارتها أُحرقت على جباههم وجنوبهم وظهورهم، ويقال لهم توبيخًا: هذه هي أموالكم التي جمعتموها ولم تؤدوا حقوق الله تعالي الواجبة فيها فذوقوا العذاب الموجع; بسبب كنزكم وإمساككم إياها.

36–إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ 

–إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ : إن عدد شهور السنة في حكم الله وقضائه اثنا عشر شهرًا، فيما أثبته الله في اللوح المحفوظ أول ما خلق السماوات والأرض، 

–مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ: من هذه الأشهر الاثني عشر أربعة أشهر حرَّم الله فيهن القتال، وهي ثلاثة متواليات: (ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم)، وواحد فرد، وهو (رجب)، وسميت حرما لزيادة حرمتها، وتحريم القتال فيها.

–ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ: ذلك المذكور من عدد شهور السنة، ومن تحريم أربعة منها، هو الدين المستقيم.

–فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ: فلا تظلموا في هذه الأشهر الحُرُم أنفسكم بإيقاع القتال فيها، وهتك حرمتها.

 –وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً: قاتلوا - أيها المؤمنون- جميع أنواع المشركين والكافرين برب العالمين، ولا تخصوا أحدا منهم بالقتال دون أحد، بل اجعلوهم كلهم لكم أعداء كما كانوا هم معكم كذلك.

–وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ: بعونه ونصره وتأييده، فلتحرصوا على استعمال تقوى اللّه   في السر والعلن وخصوصا عند قتال الكفار، لأنه ربما ترك المؤمن العمل بتقوى الله في معاملة الكفار الأعداء المحاربين.

♦♦♦

مِنْ فَوَائِدِ الآيَات

–دين الله ظاهر ومنصور مهما سعى أعداؤه للنيل منه حسدًا من عند أنفسهم.

–تحريم أكل أموال الناس بالباطل، والصد عن سبيل الله تعالى.

–تحريم اكتناز المال دون إنفاقه في سبيل الله.

–الحرص على تقوى الله في السر والعلن، خصوصًا عند قتال الكفار؛ لأن المؤمن يتقي الله في كل أحواله.


  



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-