شائع

تفسير سورة التوبة صفحة 189 من الآيات (14 - 20) .. وفوائد الآيات

التفسير 

14–قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمْ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ 

–قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُم: فقاتلوا -أيها المؤمنون- هؤلاء المشركين، لكي يعذبهم الله بأيديكم، وذلك بقتلكم إياهم..

–وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ: بجعل الغلبة لكم، وهذا وعد من اللّه وبشارة قد أنجزها تعالي.

–وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَويشف بهزيمتهم ونصركم صدوركم .. التي طالما لحق بها الحزن والغم من كيد هؤلاء المشركين. 

15–وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ 

–وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ: ويُبْعِد الغيظ من قلوب عباده المؤمنين بما حصل لعدوهم من القتل والأسر والهزيمة ونصر المؤمنين عليهم.

–وهذا يدل على محبة اللّه واعتنائه بأحوال عباده المؤمنين حتى إنه جعل -من المقاصد الشرعية- شفاء ما في صدورهم وذهاب غيظهم.

–وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ: من هؤلاء المحاربين إن تابوا ويوفقهم للدخول في دين الإسلام كما حدث يوم فتح مكة.

–وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌوالله عليم بصدق توبة التائب منهم حكيم في تدبيره وصنعه ووَضْع تشريعاته لعباده. 

16–أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمْ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلا رَسُولِهِ وَلا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ 

–يبين تعالى أن الإبتلاء سنة الله ليميز المؤمن من الكافر

–وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ: ستبتلون يا معشر المؤمنين حتى يعلم الله المجاهدين الصادقين الذين يجاهدون في سبيل الله تعالي باخلاص: لإعلاء كلمته من المجاهدين الكاذبين: الذين يزعمون الإيمان، ليوجب الثواب والعقاب.

وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلا رَسُولِهِ وَلا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً : من صفات المجاهدون الصادقون أنهم لم يتخذوا وليجة: أولياء من الكافرين يوالونهم ويفشون إليهم أسرارهم بل يتخذون اللّه تعالي ورسوله  والمؤمنين أولياء.

وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ: لا يخفى عليه شيء ، وسوف يجازيكم على أعمالكم.

17–مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ 

–مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ: ما ينبغى للمشركين إعمار مساجد الله بالعبادة، والصلاة، وغيرها من أنواع الطاعات..

–شَاهِدِينَ عَلَى أَنفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ : وهم يعلنون كفرهم بالله ورسوله ﷺ ويجعلون لله شركاء، فكيف يزعمون أنهم عُمَّارُ مساجد اللّه، والأصل منهم مفقود وهو الإيمان بالله ورسوله ﷺ ؟!

–أُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ : أولئك بطلت أعمالهم لفقد شرط قبولها الذي هو -الإيمان بالله ورسوله ﷺ- وهم يوم القيامة سيدخلون النار ماكثين فيها أبدًا إلا إن تابوا من الشرك قبل موتهم.

18–إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللَّهَ فَعَسَى أُوْلَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنْ الْمُهْتَدِينَ

–ثم ذكر تعالي من هم عمار مساجد اللّه فقال تعالي:-

–إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِلا يعتني ببيوت الله ويعمرها ويقوم بحقها إلا :-

1–مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ: إلا من آمن بالله وحده، ولم يشرك به أحدًا، وآمن بيوم القيامة.

2–وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَوالذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة. 

3–وَلَمْ يَخْشَ إِلا اللَّهَوالذين لا يخافون في الله لومة لائم، وقصروا خشيتهم على ربهم، التي هي أصل كل خير.

–فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ: و « عسى » من اللّه واجبة. فهؤلاء -العُمَّار- الذي وصفهم بالإيمان وبالقيام بالأعمال الصالحة التي أساسها الصلاة والزكاة، وبخشية اللّه، فأولئك هم المهتدون إلى الحق.

19–أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ 

أجعلتم -أيها المشركون- ما تقومون به من سقي الحجيج وعِمارة المسجد الحرام -مثل- من آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله بنفسه وماله؟  

لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ: تعالي أبدًا فلا يتساوى حال المؤمنين وحال الكافرين لأن -الله لا يقبل عملا بغير الإيمان- وإن كان صالحا كسقاية الحجيج وغيره ..

وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ: والله لا يوفق القوم الظالمين بشركهم، ولو كانوا يعملون أعمال خير كسقاية الحاج وغيره.

20–الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَائِزُونَ 

–الَّذِينَ آمَنُوا: بالله تعالي ورسوله ﷺ

–وَهَاجَرُواوتركوا دار الكفر قاصدين دار الإسلام

وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ : وبذلوا أموالهم وأنفسهم في الجهاد لإعلاء كلمة الله.

–أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَائِزُونَ: أولئك الذين جمعوا بين الإيمان بالله والهجرة والجهاد في سبيله، أولئك أعظم رتبة عند الله من غيرهم، وأولئك الفائزون بالجنة وبرضوانه.

♦♦♦

مِنْ فَوَائِدِ الآيَات

جعل الله من جملة المقاصد الشرعية شفاء ما في صدور المؤمنين، وذهاب غيظهم.

–أعمال الخير كلها شرط قبولها هو الإيمان بالله ورسوله ﷺ 

–شرع الله الجهاد ليتميز الصادقون لدين الله من الكاذبين الذين يزعمون الإيمان.

–عُمَّار المساجد الحقيقيون وُصِفوا بالإيمان الصادق، وقيام الصلاة والزكاة، وبخشية الله  

–الجهاد والإيمان بالله أفضل من سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام بدرجات كثيرة 




حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-