شائع

تفسير سورة التوبة صفحة 188 من الآيات (7 - 13) .. وفوائد الآيات

التفسير

7–كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ رَسُولِهِ إِلاَّ الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ 

–لا ينبغي ولا يجوز أن يكون للمشركين عهد عند الله وعند رسوله لأن هؤلاء المشركين لا يدينون لله بالعبودية، ولا لرسوله بالطاعة، ولأنهم قوم دأبهم الخيانة.وعادتهم الغدر، ومن كان كذلك لا يكون له عهد عند الله ولا عند رسوله .

–إِلاَّ الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِدخلت في حلف المسلمين قبيلة خزاعة، ودخلت في حلف قريش قبيلة بني بكر، وبعد مرور سنتين من توقيع صلح الحديبية عند المسجد الحرام هاجمت مجموعة من بني بكر مجموعة من بني خزاعة، وساعدهم في ذلك مجموعة من قريش. ونقضوا العهد.

فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ : على العهد ، ونقضوا العهد ، وأعانوا بني بكر حلفاؤهم على خزاعة حلف النبيﷺ.

فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ : أيها المؤمنون بنفس مدة استقامتهم لكم علي العهد ، إلى أن يبدأوا هم بنقض عهدهم معكم .. فأمرهم الله أن يقابلوا ذلك بنقض مماثل.

–إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ: الذين يمتثلون لأوامره التي منها الوفاء بالعهد، واجتناب نواهيه والتي منها الخيانة.

8–كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلاًّ وَلا ذِمَّةً يُرْضُونَكُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ 

–كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلاًّ وَلا ذِمَّةًإن شأن المشركين أن يلتزموا بالعهود ما دامت الغلبة لغيرهم، أما إذا شعروا هم بالقوة والغبة على المؤمنين، لا يرحموهم، ولا يراعوا فيهم إِلاًّ: قرابة، وَلا ذِمَّةً: عهد، ولا يخافون اللّه فيهم، بل يسومونهم سوء العذاب، فهذه هي حالهم معهم إذا قدروا علي المؤمنين.

–يُرْضُونَكُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ: فلا يغرنكم منهم ما يعاملونكم به وقت الخوف منكم، فإنهم يقولون لكم كلامًا بألسنتهم; حسنا بالميل والمحبة لكم، وذلك لترضوا عنهم ولكن قلوبهم تأبى ذلك: فهم مبغضون لكم

–وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ: فهم متجاوزون لحدود الله؛ لما يتصفون به من الظلم والعدوان، متمردون على الإسلام ناقضون للعهد.، لا ديانة لهم ولا مروءة.

9–اشْتَرَوْا بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ 

–هؤلاء المشركون اعتاضوا، واستبدلوا عن اتباع آيات الله التي منها الوفاء بالعهود ثمنًا حقيرًا من حطام الدنيا  .. من أجل شهواتهم وأهوائهم، علي الإيمان باللّه ورسولهﷺ فصدوا أنفسهم عن اتباع الحق، وأعرضوا عنه، وصدوا غيرهم عن الحق وإتباعه، إنهم ساء عملهم الذي يعملون.

10–لا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلاًّ وَلا ذِمَّةً وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُعْتَدُونَ 

–إن هؤلاء المشركين لا يراعون اللهَ ولا يقيمون وزنًا لقرابة المؤمن ولا لعهده؛ لما هم عليه من العداوة للإيمان وأهله فهم متجاوزون لحدود الله تعالي؛ لما يتصفون به من الظلم والعدوان

–وهذا الوصف -أيها المؤمنون- الذي جعل هؤلاء المشركون يعادونكم ويبغضونكم وهو الإيمان فاثبتوا علي دينكم وانصروه واتخذوا من عاداه لكم عدوا ومن نصره لكم وليا..

11–فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوْا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ 

–يبين الله تعالي شروط دخول هؤلاء المشركين في الإسلام، وقبولهم وهي:-

التوبة: أن يتوبوا إلى الله من كفرهم.

نطق الشهادتين: أي قوله «أشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ ورَسُولُه» موقنا بمعناها.

إقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة : وهما الركنان الأساسيان في الإسلام .. 

–فإنهم إن فعلوا ذلك -صاروا بذلك مسلمين- وهم إخوتكم في الدين، لهم ما لكم وعليهم ما عليكم، ولا يحل لكم - أيها المؤمنون- قتالهم فدخولهم الإسلام يعصم دماءهم، وأموالهم، وأعراضهم، ونبين لكم الآيات ونوضحها لقوم يتدبرون فينتفعون بها، وينفعون بها غيرهم.

وأركان الإسلام الخمسة بالترتيب:-
1 – الشهادتان
2– إقامة الصلاة
3– إيتاء الزكاة
4– الصوم  
5– حج البيت لمن استطاع إليه سبيلا

12–وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ 

وإنْ نَقَضَ هؤلاء المشركون العهود والمواثيق التي أبرمتموها معهم - أيها المؤمنون-، وعابوا دينكم وانتقصوا منه فقاتلوهم، فهم أئمة الكفر وقادته، وهم -لا عهد لهم ولا ذمة تحقن دماءهم - قاتلوهم - رجاء أن ينتهوا عن كفرهم ونقضهم للعهود وانتقاصهم للدين، وعداوتهم للإسلام.

13–أَلا تُقَاتِلُونَ قَوْماً نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُمْ بَدَءُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ 

أَلا تُقَاتِلُونَ قَوْماً نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْلا تترددوا -أيها المؤمنون- في قتال هؤلاء القوم الذين نقضوا عهودهم  ومواثيقهم.

–وَهَمُّوا بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِوسعوا في اجتماعهم في دار الندوة إلى إخراج الرسول - صلى الله عليه وسلم - من مكة، 

–وَهُمْ بَدَءُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍحيث أنه عاونت قريش - وهم معاهدون- بني بكر حلفاءهم .. على خزاعة حلفاء رسول اللّه  الله، وقاتلوا معهم.

أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ أتخافونهم، فلا تستطيعون التقدم علي قتالهم ؟! فالله أحق أن تخافوه وتمتثلوا لأمره، فإنه أمركم بقتالهم. 

♦♦♦

مِنْ فَوَائِدِ الآيَات

–إن قتال المشركين الناكثين العهد كان لأسباب كثيرة، أهمها: نقضهم العهد.

–من صفات المشركين إذا شعروا بالقوة والغلبة لا يراعوا في مؤمن قرابة، وَلا عهد

–استدل بعض العلماء على وجوب قتل كل من طعن في الدّين عامدًا مستهزئًا به.

–إن المؤمن الذي يخشى الله وحده يجب أن يكون أشجع الناس وأجرأهم على القتال.
 




حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-