شائع

تفسير سورة الأنفال صفحة 182 من الآيات (41 - 45) .. وفوائد الآيات

التفسير  

41–وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ 

–واعلموا -أيها المؤمنون- أن ما أخذتم من شيء من الكفار قهرًا في الجهاد في سبيل الله فإنه يقسم خمسة أخماس:-

–أربعة أخماس: منها تقسم على المجاهدين، والخمس الباقي يقسم خمسة أقسام كالآتي:-

1–القسم الأول: لله تعالي ورسولهﷺ يصرف في المصارف العامة للمسلمين، 

2–القسم الثاني: لقرابة النبي ﷺ من بني هاشم وبني المطلب، جُعِل لهم مكان الصدقة فإنها لا تحلُّ لهم.

3–القسم الثالث: لليتامى، وهم الذين فقدوا آباؤهم وهم صغار -رحمة بهم- فأصبحوا عاجزين عن القيام بمصالحهم، بعد أن فقدوا من يقوم بمصالحهم.

4–القسم الرابع: للفقراء والمساكين، وهم: المحتاجين الفقراء من صغار وكبار، ذكور وإناث.

5–القسم الخامس: ابن السبيل، وهو الغريب المسافر في غير بلده الذي انقطعت به السبل. 

–عليكم بفعل ذلك : إن كنتم آمنتم بالله تعالي وبما أنزلنا على عبدنا محمد ﷺ - يوم بدر - الذي فَرَّق الله به بين الحق والباطل حين نصركم على أعدائكم، والله الذي نصركم قدير على كل شيء.

42–إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَلَوْ تَوَاعَدتُّمْ لاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ وَلَكِنْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْراً كَانَ مَفْعُولاً لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَا مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ 

–إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا: واذكروا -أيها المؤمنون-حين كنتم بجانب الوادي القريب من "المدينة"

–وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى: والمشركون بجانب الوادي البعيد من المدينة بالقرب من "مكة" وقد جمعهم واد واحد.

–وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ: وعِير التجارة الذي خرجتم لطلبه (قافلة أبو سفيان) في مكان أسفل منكم مما يلي ساحل البحر الأحمر.

–وَلَوْ تَوَاعَدتُّمْ لاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ: ولو حاولتم أن تضعوا موعدًا لهذا اللقاء في"بدر" لاختلفتم، ولكنَّ الله جمعكم على غير ميعاد.

–وَلَكِنْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْراً كَانَ مَفْعُولاً: ليقضي أمرًا كان مفعولا بنصر أوليائه، وخِذْلان أعدائه بالقتل والأسر، وإعزاز دينه وإذلال الشرك.

–لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَا مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ ليموت من مات من المشركين بعد قيام الحجة عليه وانقطاع عذره ويعيش من عاش منهم عن بينة وحجة أظهرها الله له، وذلك بنصر المؤمنين عليهم مع قلة عددهم وعدتهم، فلا يبقى لأحد على الله حجة يحتج بها.

–وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ: وإن الله لسميع لأقوال الفريقين عليم بأفعالهم، لا يخفى عليه شيء، وسيجازيهم عليها.

43–إِذْ يُرِيكَهُمْ اللَّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلاً وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيراً لَفَشِلْتُمْ وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَلَكِنَّ اللَّهَ سَلَّمَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ 

  –أري الله النبي المشركين في منامه عددا قليلا فبشر  أصحابه، فاطمأنت وثبتت قلوبهم. 

–واذكر -أيها الرسول- من نعم الله عليك وعلى المؤمنين إذ أراك الله المشركين - في منامك - قليلي العدد، فأخبرت المؤمنين على ذلك ففرحوا واستبشروا به خيرًا، وقويت عزائمهم على لقاء عدوهم وقتاله، ولو أراك ربك كثرة عددهم لتردد أصحابك في ملاقاتهم، وجَبُنتم واختلفتم في أمر القتال، ولكن الله سلَّم من الفشل .. ونجَّى من عاقبة ذلك، إن الله عليم بخفايا القلوب وطبائع النفوس.

44–وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذْ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلاً وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْراً كَانَ مَفْعُولاً وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الأُمُورُ 

–واذكروا -أيها المؤمنون- نعمة الله تعالي عليكم أيضًا في يوم "بدر":-

–إذ يجعلكم الله ترون المشركين حين التقيتم بهم في أرض المعركة قليلًا، - وهم في الحقيقة كثيري العدد- فجرأكم على الإقدام على قتالهم  

–ويقلل عددكم في أعينهم، فيتقدمون لقتالكم، ولا يفكرون في الرجوع، وهذا قبل التحام الحرب، فلما التحم الجيشان أراهم الله إياكم -مثليهم- كما في سورة آل عمران.

–وكل من الطائفتين ترى الأخرى -قليلة العدد- لتقدم كل منهما على الأخرى، ويلتحم الجيشان..

–ليقضي الله في"بدر" أمرًا كان مفعولًا بالانتقام من المشركين بالقتل والأسر والأموال والإنعام على المؤمنين بالظفر بالأعداء والغنائم والنصر وإلى الله -وحده- مصير الخلائق كلها فيجازي كلا بما يستحق.

45–يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ 

–يا أيها الذين آمنوا بالله واتبعوا رسوله  إذا لقيتم جماعة من الكفار قد استعدوا لقتالكم - فاثبتوا عند لقائهم ولا تجبنوا - كي لا تنهزموا واذكروا الله كثيرًا داعين مبتهلين لإنزال النصر عليكم، فإن الصبر والثبات والإكثار من ذكر اللّه من أكبر أسباب النصر.

♦♦♦

مِنْ فَوَائِدِ الآيَات

–الغنائم لله يجعلها حيث يشاء، وكيفما يريد سبحانه، وليس لأحد شأن في ذلك.

–من أسباب النصر: الصبر في الحرب، والثبات علي قتال العدو، والإكثار من ذكر الله.

–قضاء الله نافذ وحكمته بالغة وهي الخير لعباد الله وللأمة كلها.

 

 






حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-