شائع

تفسير سورة الأنفال صفحة 177 من الآيات (1 - 8) .. وفوائد الآيات

 –[مِنْ مَقَاصِدِ السُّورَةِ]

–بيان أحكام الجهاد وعوامل النصر والهزيمة من خلال غزوة بدر.

–[سبب نزول السورة]
–الأنفال: هي الغنائم التي ينفلها اللّه تعالي لهذه الأمة من أموال الكفار ، وقد نزلت السورة في غزوة ( بدر ) .. وهي أول غنيمة كبيرة يغنمها المسلمون من المشركين ، .فحصل بين بعض المسلمين فيها نزاع ، فسألوا رسول اللّه ﷺ فأنزل اللّه ( يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأنْفَال ) كيف تقسم وعلى من تقسم؟
التفسير

1–يَسْأَلُونَكَ عَنْ الأَنْفَالِ قُلْ الأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ 

–يَسْأَلُونَكَ عَنْ الأَنْفَالِ: يسألك أصحابك -أيها النبي- عن الغنائم يوم "بدر" كيف تقسمها وعلى من تكون القسمة؟ 

–قُلْ الأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ: إنَّ أمر الغنائم لله ولرسوله، وحكمها في التصَرُّف والتوزيع. يكون لله ولرسوله ﷺ فالرسول ﷺ يتولى قسمتها بأمر ربه تعالي، فما عليكم إلا الانقياد والالتزام والاستسلام.

–فَاتَّقُوا اللَّهَ: فاتقوا الله -أيها المؤمنون- بامتثال أوامر ربكم واجتناب نواهيه.

–وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ - أيها المؤمنون- وما حدث بينكم من التخاصم، والتنازع، والتقاطع -وذلك- بالتوادد. والتحاب، والتواصل، فتجتمع كلمتكم، ويزول ما حدث بينكم. 

–وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ: والتزموا بطاعة الله ورسوله ﷺ والتزام أوامره.

–إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ: فإن الإيمان يدعو إلى طاعة الله ورسوله ﷺ.

2–إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانَاً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ 

إنما المؤمنون بالله حقًّا الذين:- 

–إذا ذكر الله سبحانه وتعالى خافت قلوبهم؛ فانساقت قلوبهم وأبدانهم للطاعة..

–وإذا قُرِئَتْ عليهم آيات الله تدبروها فازدادوا إيمانًا إلى إيمانهم.

–وعلى ربهم وحده يعتمدون في جَلْب مصالحهم ودَفْع مفاسدهم.

3–الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ

–وأيضا إنما المؤمنون بالله حقًّا الذين:-

–الذين يداومون على أداء صلواتهم المفروضة في أوقاتها
–ومما رزقناهم من الأموال .. يخرجون النفقات الواجبة: من زكاة، والمستحبة: من صدقات..

4–أُوْلَئِكَ هُمْ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ 

–أولئك المتصفون بتلك الصفات هم المؤمنون حقًّا؛ لأنهم جمعوا بين الإسلام والإيمان، بين الأعمال الباطنة والأعمال الظاهرة، بين العلم والعمل .. لهم منازل عالية عند الله، وعفو عن ذنوبهم, ورزق كريم، وهو الجنة.

5–كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقاً مِنْ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ 

كما أن الله سبحانه وتعالى انتزع منكم قسمة الغنائم بعد اختلافكم في قسمتها وتنازعكم فيها، وجعلها إليه وإلى رسوله ﷺ.

–كذلك أمَرَكَ ربك -أيها الرسول- بالخروج من "المدينة" للقاء المشركين بوحي أتاك به جبريل، مع كراهة طائفة من المؤمنين الخروج للقتال. 

6–يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَ مَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنظُرُونَ 

–تُجَادِلُكَ -أيها الرسول- الطائفة من المؤمنين في قتال المشركين بعدما اتضح لهم أنه واقع بهم، كأنما يُسَاقون إلى الموت وهم ينظرون إليه عيانًا، وذلك لشدة كراهتهم للخروج للقتال لأنهم لم يأخذوا له أهبته، ولم يعدوا له عدته.

7–وَإِذْ يَعِدُكُمْ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ 

واذكروا -أيها المؤمنون المجادلون- إِذْ يَعِدُكُمْ اللَّهُ بالظفر إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ:-    

– الطائفة الأولي: العير: وما تحمله مِن أرزاق ، وأموال فتأخذونه غنيمة.

–أو الطائفة الثانية: النفير: وهو قتال الأعداء والانتصار عليهم.

وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ: وأنتم تحبون الظَّفْر بالعير لسهولة الاستيلاء عليها دون القتال.

وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ : ويريد ويريد الله أن يحق الإسلام، ويُعْليه بأمره إياكم بقتال الكفار، ويستأصل الكافرين بالهلاك.

8–لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ 

–ليعزَّ الله الإسلام وأهله، ويذهب الشرك وأهله، ولو كره المشركون ذلك، فلا يبالي اللّه بهم.

♦♦♦

مِنْ فَوَائِدِ الآيَات

–ينبغي للعبد أن يُنمِّي إيمانه؛ لأن الإيمان يزيد بفعل الطاعة وينقص بضدها.

–الجدال محله وفائدته عند التباس الأمر، فأما إذا وضح  فليس إلا الانقياد والإذعان.

–أَمْر قسمة الغنائم متروك للرّسول ﷺ والأحكام مرجعها إلى الله ورسوله لا إلى غيرهما.

–إرادة تحقيق النّصر الإلهي للمؤمنين؛ لإحقاق الحق وإبطال الباطل.






حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-