شائع

تفسير سورة الأعراف صفحة 170 من الآيات (156 - 159) .. وفوائد الآيات

التفسير 

156–وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ 

–وقال موسى عليه السلام في تمام دعائه لربه:-

وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً: من علم نافع، ورزق واسع، وعمل صالح.

–وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً: وهي ما أعده اللّه لأوليائه الصالحين من الثواب، والجنة..

–إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ: إنا رجعنا تائبين إليك ، مُقِرِّين بتقصيرنا ، منيبين إليك في جميع أمورنا. 

–قال الله تعالى لكليمه موسى: إن عذابي أصيب به مَن أشاء من خلقي، كما أصبتُ هؤلاء الذين أصبتهم من قومك.. ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتب رحمتي :-

 –للمتقين: الذين يتقون الله -عز وجل- بامتثال أوامره واجتناب نواهيه.

–والمؤدون الزكاة: الذين يعطون زكاة أموالهم لمستحقيها.

 –والذين هم بآياتنا يؤمنون..وبرسلنا بتبعون.

157–الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنْ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمْ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمْ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ 

–وهذه الرحمة سأكتبها : للذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ ﷺ فمن تمام الإيمان اتباع النبي ﷺ .. ظاهرا وباطنا ، والذي من صفاته:-

النَّبِيَّ الأُمِّيَّ : وهو النبي الأمِّي الذي لا يقرأ ولا يكتب، وإنما يوحي إليه ربه.

هو الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِهو الذي يجدون اسمه، وصفاته، وما أنزل إليه مكتوبًا عندهم في التوراة المُنَزَّلة على موسى عليه السلام .. وفي الإنجيل المُنَزَّل على عيسى عليه السلام.

يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنْ الْمُنكَرِ: الذي يأمرهم بكل خير وتوحيد وطاعة وفلاح وكل ما عرف حُسْنه .. وينهاهم عن الشرك والمعصية وكل ما عرف قُبْحه.

وَيُحِلُّ لَهُمْ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمْ الْخَبَائِثَ : ويُحِلُّ لهم الطيبات من المطاعم، والمشارب، والمناكح .. ويُحرِّم عليهم الخبائث منها كلحم الخنزير .. وما كانوا يستحلُّونه من المطاعم، والمشارب، التي حرَّمها الله.

وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ : ومن وصفه أن دينه سهل سمح ميسر ، لا إصر فيه ، ولا أغلال ، ولا تكاليف شاقة كلفوا أنفسهم بها كقطع موضع النجاسة من الثوب، وإحراق الغنائم ، والقصاص حتمًا من القاتل سواء كان القتل عمدًا، أم خطأ. 

–فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ أي: عظموه وَنَصَرُوهُ أي: أيدوه، وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ: وهو القرآن الكريم الذي يخرجهم من الظلمات إلي النور، أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ الظافرون بخيري الدنيا والآخرة.

158–قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِ وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ 

–ولما دعا الله أهل التوراة من بني إسرائيل إلى اتباع الرسول  دعا عموم الناس إلي ذلك فقال تعالي:

–قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً : قل -أيها الرسول-: يا أيها الناس، إني رسول الله إليكم جميعًا، عربكم وعجمكم.

–الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ: الذي له وحده ملك السماوات، وله ملك الأرض.

–لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ: لا معبود بحق غيره سبحانه.

–يُحْيِ وَيُمِيتُ: يُحْيي الموتى، ويميت الأحياء..

–فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ: فآمنوا -أيها الناس- بالله تعالي ، وآمنوا برسوله محمدٍ ﷺ النبي الأمي الذي لا يقرأ ولا يَكتب ، وإنما جاء بوحي يوحيه إليه ربه..

–الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ: الذي يؤمن بالله، ويؤمن بما أنزِل إليه - القرآن الكريم- وما أنزِل على النبيين من قبله دون تفريق،

–وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ: واتَّبِعوه فيما جاء به من ربه - القرآن الكريم- رجاء  أن تهتدوا إلى ما فيه مصلحتكم في الدنيا والآخرة.  

159–وَمِنْ قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ 

 –ولمَّا ذكر الله عبادة بني إسرائيل للعجل،  ذكر سبحانه أن منهم أمة طائفة مستقيمة مهتدية لم تعبد العجل، فقال تعالي:-

–وَمِنْ قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ أخري :-

–جماعة يَهْدُونَ بِالْحَقِّ : جماعة يستقيمون على الدين الصحيح، يدلون الناس عليه، ويهدون به الناس .. بتعليمهم إياهم وفتواهم لهم، 

–وبه يعدلون: ويحكمون بالعدل في قضاياهم فلا يجورون

♦♦♦

مِنْ فَوَائِدِ الآيَات

–تضمَّنت التوراة والإنجيل أدلة ظاهرة على بعثة النبي محمد  وعلى صدقه.

–رحمة الله وسعت كل شيء، ولكنها مراتب، تتفاوت بحسب الإيمان والعمل الصالح.

–الدعاء قد يكون مُجْملًا أو مُفَصَّلًا حسب الأحوال، وموسى عليه السلام أجمل في دعائه.

–من عدل الله إنصافه للقِلَّة المؤمنة، فَذَكَر أن من بني إسرائيل طائفة مستقيمة مهدية.


 



 




حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-