شائع

تفسير سورة الأعراف صفحة 163 من الآيات (96 - 104) .. وفوائد الآيات

التفسير

96–وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنْ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ

–ولو أن أهل القرى المكذبين:- 

1–آمنوا بالله تعالي وصدَّقوا رسلهم واتبعوهم، 

2–واتقوا ربهم بترك الكفر والمعاصي وامتثال أوامره.. 

–إنهم إن فعلوا ذلك كلهلفتح الله لهم بركات من السماء: بالمطر والرزق.. والأرض: بالنبات والخير..

ولكنهم لم يصدقوا ولم يتقوا، بل كذبوا بما جاءت به رسلهم، فأخذناهم بالعذاب المهلك فجأة، بسبب كفرهم ومعاصيهم.

97–أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتاً وَهُمْ نَائِمُونَ 

هل يظن أهل القرى الْمُكَذِّبَةِ بأنهم في منجاة ومأمن من عذاب الله تعالي ؟! فقد يأتيهم العذاب الشديد ليلا وهم نائمون مستغرقون في الراحة والهدوء .. فماذا سيفعلون ؟!

98–أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ 

أوَ أمن أهل القرى أن يأتيهم عذاب الله تعالي أول النهار وهم غافلون .. منشغلون في العمل وأمور دنياهم؟! وخصَّ الله هذين الوقتين بالذكر لأن الإنسان يكون أغْفَل ما يكون فيهما فمجيء العذاب فيهما أفظع وأشد ..

99–أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ 

أفأمن أهل القرى المكذبة مَكْرَ الله أي: استدارجه إياهم بالنعم ثم أخذهم بغتة..

انظروا إلى ما منحهم الله من الإمهال، وأنعم عليهم به من القوة وسعة الرزق استدراجًا لهم؛ أفأمن هؤلاء المكذبون من أهل تلك القرى مكر الله وتدبيره الخفي؟ فلا يأمن مكر الله إلا القوم الهالكون ..أما الموفقون فإنهم يخافون مكر الله، فلا يغترون بما أنعم الله به عليهم، وإنما يرون ذلك فضل ومِنَّة من الله عليهم فيشكرونه

100–أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الأَرْضَ مِنْ بَعْدِ أَهْلِهَا أَنْ لَوْ نَشَاءُ أَصَبْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ

أَوَ لم يتضح للذين يسكنون الأرض بعد إهلاك أممهم السابقة أن الله قد أمهل لهم ؟! لعلهم يرون ما أحل بهم -فيذكرون ويتعظون- ولكنهم لم يعتبروا بما حل بهم، وعملوا عملهم.

ألم يتبين لهؤلاء المكذبين أن الله تعالي لو شاء لأهلكهم بذنوبهم كما هي سُنَّته ؟! وختم على قلوبهم، فلا يدخلها الحق، ولا يسمعون موعظة ولا تذكيرًا ؟! ولكن الله أمهلهم..   

101–تِلْكَ الْقُرَى نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَائِهَا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا مِنْ قَبْلُ كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ الْكَافِرِينَ 

–تلك القرى التي تَقَدَّم ذِكْرُها -وهي قرى أقوام نوح وهود وصالح ولوط وشعيب- .. نتلو عليك -أيها الرسول- ونخبرك من أخبارها .. وما كانت عليه من تكذيب وعناد .. وما حل بها من هلاك ليكون عبرة لمن يعتبر .. وموعظة لمن يتعظ

–ولقد أرسلنا إلي أهل القري المكذبة لرسلنا بالبراهين الواضحة .. على صدقهم ولكنهم لم يؤمنوا بما جاءتهم به رسلهم.

–وهذا ما سبق في علم الله تعالي أنهم يكذبون بهم، ومثل خَتْمِ الله على قلوب هؤلاء الكافرين المذكورين..يختم الله على قلوب الكافرين بالله وبمحمد ﷺ فلا يهتدون للإيمان.

102–وَمَا وَجَدْنَا لأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ وَإِنْ وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ 

–وما وجدنا لأكثر الأمم التي أُرْسِلَ إليها الرسل من أمانة ولا وفاء بالعهد، وإنما وجدنا أكثرهم فسقة : خارجين عن طاعة الله، وامتثال أوامره -متبعين لأهوائهم- ولم يمتثل لأمر الله تعالي   إلا القليل من الناس.

103–ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسَى بِآيَاتِنَا إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَظَلَمُوا بِهَا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ 

ثم أرسلنا بعد أولئك الرسل المتقدم ذِكْرهم موسى عليه السلام بمعجزاتنا البينة الدالة على صدقه إلى فرعون وقومه، فجحدوا وكفروا بها ظلمًا منهم وعنادًا، فتأمل -أيها الرسول- كيف كان عاقبة فرعون وقومه .. فقد أهلكهم الله بالغرق عن آخرهم بمرأى من موسى وقومه ؟! وتلك نهاية المفسدين..

104–وَقَالَ مُوسَى يَا فِرْعَوْنُ إِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ 

–وَقَالَ مُوسَى عليه السلام حين جاء إلى فرعون يدعوه إلى الإيمان:-

قال عليه السلام محاورًا مبلِّغًايا فرعون، إني رسول الله، مرسَل من رب العالمين، الذي خلق الخلق أجمعين، ومالكهم ومدبر أمورهم .. وأنا قد اختارني واصطفاني لرسالته.

 ♦♦♦

مِنْ فَوَائِدِ الآيَات

–الإيمان والتقوي سبب لإفاضة الخيرات والبركات من السماء والأرض على الأمة.

إذا أنعم الله على الكافرين فإن هذا استدراج ومكر بهم، ليمهلهم.

–على العبد ألا يأمن من عذاب الله المفاجئ الذي قد يأتي في أية ساعة من ليل أو نهار.

–يقص القرآن أخبار الأمم السابقة من أجل تثبيت المؤمنين وتحذير الكافرين.

لا يترك الله عباده سدى، بل يرسل إليهم الرسل مبشرين ومنذرين.

 

 




حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-