شائع

تفسير سورة الأعراف صفحة 160 من الآيات ((74 - 81) .. وفوائد الآيات

التفسير

74–وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِنْ سُهُولِهَا قُصُوراً وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتاً فَاذْكُرُوا آلاءَ اللَّهِ وَلا تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ 

–واذكروا يا قبيلة ثمود نعم الله العديدة عليكم:-

–إذ جعلكم الله خلفاء من بعد قبيلة عاد الذين أهلكهم  بكفرهم ..

ومكن لكم في الأرض، وهيأ لكم أسباب العيش والقوة ، وإلى ما تريدون وتبتغون.. 

وتتخدون من الأراضي السهلة وهي التي ليست بجبال تبنون فيها القصور العالية ، والأبنية الحصينة

وتنحتون من الجبال بيوتا كما هو مشاهد إلى الآن من أعمالهم التي في الجبال، من المساكن والحجر ونحوها، وهي باقية ما بقيت الجبال..

–فاذكروا نعم الله عليكم، وما وهبكم من الفضل والرزق والقوة، واشكروا الله عليها ، واتركوا السعي في الأرض بالفساد، وذلك بترك الكفر بالله ورسوله وترك المعاصي.

75–قَالَ الْمَلأ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحاً مُرْسَلٌ مِنْ رَبِّهِ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ 

ولما كان المستضعفون ليسوا كلهم مؤمنين– قال السادة والكبراء الذين تكبروا عن الإيمان بالله ورسوله، قالوا لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ، أتعلمون حقًّا أن صالحًا رسول من عند الله قد أرسله الله إلينا؟ أهو صادق أم كاذب؟.

فأجابهم المؤمنون المستضعفون: نعم، إنه رسول من عند الله، وإنا بالذي أرسل به صالح إلينا مصدقون ومقرّون ومنقادون، وبشرعه عاملون.

76–قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا بِالَّذِي آمَنتُمْ بِهِ كَافِرُونَ

–قال المُسْتَعلون من قبيلة ثمود لمن آمن: إنا بالذي صدقتم به -أيها المؤمنون- واتبعتموه من نبوة صالح كافرون، فلن نؤمن به، ولن نعمل بشرعه.

77–فَعَقَرُوا النَّاقَةَ وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقَالُوا يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنتَ مِنْ الْمُرْسَلِينَ 

فنحروا الناقة التي نهاهم نبيهم أن بمسوها بسوء فيصيبهم عذاب أليم، مستكبرين عن امتثال أمر الله، وقالوا على سبيل الاستهزاء واستبعاد العذاب: يا صالح ائتنا بما تتوعَّدنا     به من العذاب .. إن كنت مِن رسل الله حقًّا.

78–فَأَخَذَتْهُمْ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ 

–فقال صالح عليه السلام لقومه: تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ

وجاء الكافرين ما استعجلوه من العذاب، حيث أخذتهم الزلزلة الشديدة ، التي خلعت قلوبهم ، فأصبحوا صرعى ، ملتصقة وجوههم ، ورُكَبُهم بالأرض ، ولم ينج منهم أحد.

79–فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِنْ لا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ 

فأعرض صالح عليه السلام عن قومه -حين عقروا الناقة وحل بهم الهلاك- وقال مخاطبا لهم توبيخا وعتابا: يا قوم لقد أبلغتكم ما أمرني ربي بإبلاغه من أمره ونهيه, وبَذَلْت لكم وسعي في الترغيب والترهيب والنصح, ولكنكم لا تحبون الناصحين, فرددتم قولي, وأطعتم كل شيطان رجيم.

 80–وَلُوطاً إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ الْعَالَمِينَ 

واذكر -أيها الرسول- لوطًا عليه السلام حين قال مستنكرًا على قومه: أتأتون الفعلة المنكرة المُسْتَقبحة وهي إتيان الذكور؟ هذه الفعلة التي ابتدعتموها ما فعلها مِن أحد قبلكم من الخلق!

81–إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ 

–قال لوط عليه السلام مستنكرا لقبح فعلهم: إنكم لتأتون الرجال لقضاء الشهوة دون النساء اللائي خُلِقن لقضائها ، فلم تتبعوا في فعلتكم هذه عقلًا، ولا نقلًا، ولا فطرة، بل أنتم متجاوزون لحدود الله ، بخروجكم عن حد الاعتدال البشري ولقد انحرفتم عما تقتضيه العقول السليمة ، والفطر الكريمة

♦♦♦

مِنْ فَوَائِدِ الآيَات

غالبًا الاستكبار يتولد من كثرة المال والجاه، وقلة المال والجاه تحمل على الإيمان. 

–جواز البناء الرفيع كالقصور ونحوها؛ لأن من آثار النعمة: البناء الحسن مع شكر المنعم.

–الغالب في دعوة الأنبياء أن يبادر الضعفاء والفقراء إلى الإصغاء لكلمة الحق. 

الغالب في دعوة الأنبياء أن السادة والزعماء يتمردون ويستكبرون. 

–قد يعم عذاب الله المجتمع كله إذا كثر فيه الخَبَث، وعُدم فيه الإنكار.

 




حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-