شائع

تفسير سورة الأعراف صفحة 159 من الآيات ( 68 - 73) .. وفوائد الآيات

التفسير 

68–أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ 

–قال هود عليه السلام لقومه: جئتكم أُبلِّغكم ما أرسلني به ربي إليكم من:-

توحيد الله والعمل بشريعته.

ناصح فيما أُمِرت بتبليغه.

–أمين لا أزيد فيه ولا أنقص. 

–فمن الواجب عليكم أن تتلقوا ذلك بالقبول والانقياد ، وطاعة رب العباد.

69–أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنذِرَكُمْ وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً فَاذْكُرُوا آلاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ

–وهل أثار عجبكم أن أنزل الله تعالي عليكم ما يذكركم بما فيه الخير لكم ، على لسان رسوله وهو رجل منكم تعرفون نسبه وصدقه; ليخوِّفكم من بأس الله وعقابه إذا عصيتموه، ويبشركم بجنته إذا أطعتموه ؟! 

–واذكروا نعم الله عليكم:- 

إذ جعلكم تخلفون قوم نوح الذين أهلكهم الله بالطوفان بسبب كفرهم ..لينظر كيف تعملون 

وخصَّكم بعظم الأجسام ، والقوة. وشدة البطش ..

–فاذكروا نِعَمَ الله الكثيرة عليكم; لَعَلَّكُمْ إذا ذكرتموها بشكرها وأداء حقها، تفوزوا الفوز العظيم في الدنيا والآخرة

70–قَالُوا أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنتَ مِنْ الصَّادِقِينَ 

–قالت عاد لهود عليه السلام مخبرين له أنهم من المحال أن يطيعوه: أجئتنا -يا هود- لتأمرنا بعبادة الله وحده، وأن نترك عبادة الأصنام التي ورثنا عبادتها عن آبائنا ؟! فأتنا بما تعدنا به من العذاب، إن كنت من أهل الصدق فيما تقول.

71–قَالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاءٍ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا نَزَّلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ فَانتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنْ الْمُنتَظِرِينَ 

–فرد عليهم هود عليه السلام: لقد استوجبتم عذاب الله تعالي وغضبه فهو واقع بكم لا محالة أتجادلونني في هذه الأصنام التي قد سميتموها أنتم وآباؤكم آلهة ، وليس لها من حقيقة ، لأنها مخلوقة بأيديكم؟

–وما نزَّل الله تعالي بها من دليل ولا برهان فيما تدعونه لها من الألوهية; وإنما المعبود -هو الله- وحده خالق كل شيء، فانتظروا نزول العذاب الذي طلبتموه .. فإني منتظر معكم نزوله وهو واقع بكم.

72–فَأَنجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَقَطَعْنَا دَابِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَمَا كَانُوا مُؤْمِنِينَ 

–ونزل العقاب علي قوم هود عليه السلام فقد جاءتهم الريح شديدة عاصفة استمرّت سبع ليال وثمانية أيام تعذيهم فجعلتهم كالصرعي فأهلكتهم قال تعالي﴿سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَىٰ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ * فَهَلْ تَرَىٰ لَهُم مِّن بَاقِيَةٍ

–وسلَّمنا هودًا عليه السلام ومن كان معه من المؤمنين برحمة منا، واستأصلنا بالهلاك الذين كذبوا بآياتنا -وما كانوا مؤمنين- بل إنهم كانوا مكذبين بآيات الله ورسله، فاستحقوا العذاب.

73–وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ 

ولقد أرسلنا إلى قوم ثمود صالحًا عليه السلام لـمَّا عبدوا الأوثان من دون الله ، فقال صالح عليه السلام: يا قوم اعبدوا الله وحده; ليس لكم من إله يستحق العبادة غيره، فأخلصوا العبادة لله، قد جئتكم بالبرهان على صدق ما أدعوكم إليه. 

–إذ دعوتُ الله تعالي أمامكم فأخرج تعالي لكم من الصخرة ناقة عظيمة كما سألتم فاتركوها تأكل في أرض الله من المراعي، لها يوم تشرب فيه، ولكم يوم تشربون فيه .. ولا تتعرضوا لها بأذي فيصيبكم بسبب ذلك عذاب موجع..

♦♦♦

مِنْ فَوَائِدِ الآيَات

–ينبغي التّحلّي بالصبر في الدعوة إلى الله تأسيًا بالأنبياء عليهم السلام.

–من أولويات الدعوة: الدعوة إلى عبادة الله وحده لا شريك له، ورفض الإشراك به غيره.

–الاغترار بالقوة المادية والجسدية يصرف صاحبها عن الاستجابة لأوامر الله ونواهيه.






حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-