شائع

تفسير سورة الأعراف صفحة 155 من الآيات (38 - 43) .. وفوائد الآيات

التفسير
38–قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنْ الْجِنِّ وَالإِنسِ فِي النَّارِ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعاً قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لأُولاهُمْ رَبَّنَا هَؤُلاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَاباً ضِعْفاً مِنْ النَّارِ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَكِنْ لا تَعْلَمُونَ 

–قال تعالي -للمكذبين والعصاة- يوم القيامة: ادخلوا النار مع الأمم الذين سبقوكم في الكفر والضلال من -الجن والإنس- كلما دخلت النار أمة من الأمم لعنت أختها التي قد سبقتها في الدِّينِ والْمِلَّةِ وأضلوهم، فَلَعَنَ اليهودُ اليهودَ؛ والنصارىَ النصارى؛ والمشركونَ المشركين ، والْمَجوسُ الْمَجوسَ، ويَلْعَنُ الأتباعُ القادة..

–حتي إذا اداركوا واجتمعوا كلهم في النار، قالت أُخْراهم دخولا: وهم السَّفَلة والأتباع .. لأولاهم دخولا: وهم الكُبراء والسادة: يا ربنا، إن هؤلاء الكُبراء هم الذين أضلونا عن الطريق المستقيم ، فأنزل عليهم عقابًا مضاعفًا لتزيينهم الضلال لنا، قال الله تعالي ردًّا عليهم: لكل طائفة منكم نصيب من العذاب مضاعف ولكنكم تجهلون ذلك ولا تدركونه.

39–وَقَالَتْ أُولاهُمْ لأُخْرَاهُمْ فَمَا كَانَ لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ 

–وقال أولاهم: الكبراء، لأخراهم: أتباعهم: ليس لكم -أيها الأتباع- علينا من فََضْلٌ في شيءٍ حتى تطلبُوا من اللهِ أن يزيدَ في عذابنا ويُنْقِصَ من عذابكم، وأنتم كفرتُم كما كفَرْنا، ونحنُ وأنتم في الكُفْرِ سواءٌ، وكذلك نكونُ في العذاب سواءٌ 

وقَوْلُهُ تَعَالَى: {فَذُوقُواْ ٱلْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ}؛ يجوزُ أن يكون هذا من قَوْلِ الأوَّلِينَ للآخرين، ويجوزُ أن يكونَ قال اللهُ لَهم ذلكَ.

40–إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ 

إن الكفار الذين لم يصدِّقوا بحججنا وآياتنا التي تدل على وحدانيتنا ، ولم يعملوا بشرعنا تكبرًا واستعلاءً ، فهم آيسون من كل خير:-

–فلا تفتح أبواب السماء -لأعمالهم-: وإن فعلوا الكثير من الخيرات كالصدقات والتبرعات .. بسبب كفرهم وعنادهم.

–ولا تفتح أبواب السماء -لأرواحهم-: إذا ماتوا وصعدت تريد العروج إلى اللّه تعالي، فتستأذن فلا يؤذن لها بالصعود -كما لم تصعد في الدنيا- إلي الإيمان باللّه ، ومعرفته ، ومحبته ، كذلك لا تصعد بعد الموت فإن الجزاء من جنس العمل

–ولا يدخلون الجنة أبدًا: حتى يدخل الجمل -وهو من أكبر الحيوانات جسما- في ثقب الإبرة، وهذا مستحيل. وكذلك مستحيل دخولهم الجنة.

–ومثل ذلك الجزاء: نجزي الذين كثر إجرامهم، واشتدَّ طغيانهم وكفرهم بالله تعالي ورسله.

41–لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ 

–هؤلاء الكفار المكذبين المعاندين لآيات الله تعالي ورسله، مخلدون في النار تحيط بهم النار من جميع الجهات عقابا لهم، فيقول تعالي:- 

–لهم من تحتهمفراش يفترشونه من نار جهنم. 
 –ولهم من فوقهم: أغطية تغطيهم من النار. 

–وبمثل هذا العقاب الشديد: يعاقب الله تعالى الظالمين المتجاوزين حدوده، الكافرين به (وَمَا رَبُّكَ بِظَلامٍ لِلْعَبِيدِ).

42–وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ 

–والذين آمنوا بالله وعملوا الأعمال الصالحة في حدود طاقاتهم -لا يكلف الله نفسًا من الأعمال إلا ما تطيق- أولئك أهل الجنة, هم فيها ماكثون أبدًا لا يخرجون منها.

43–وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ الأَنْهَارُ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمْ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ 

–يخبر تعالي بحال إقامة أهل الجنة وكيف ينعمون فيها، فيقول تعالي:-

أذهب الله تعالى ما في صدور أهل الجنة من حقد وضغائن إخوانا علي سرر متقابلين، لهم من الغبطة والسرور، فوق نعيمهم. 

والأنهار تجري في الجنة من تحتهم يفجرونها تفجيرا حيث شاءوا من خلال القصور، أو في تلك الغرف العاليات، أو في رياض الجنات ، وخيرات ليس لها حد محدود..

–وَلهذا لما رأوا ما أنعم اللّه به عليهم وأكرمهم به، قالوا:-

–الحمد لله الذي وفَّقنا للعمل الصالح الذي أكسبنا ما نحن فيه من النعيم, وما كنا لنوفَّق إليه لولا أَنْ هدانا الله سبحانه إليه، ووفَّقنا للثبات عليه.

–لقد جاءت رسل ربنا بالحق الذي لا مرية فيه، والصدق في وعده لأهل طاعته بالجنة، ووعيده لأهل معصيته بالنار.

–ونادى فيهم منادٍ: تهنئة لهم وإكرامًا: أن تلكم الجنة أورثكم الله إياها برحمته, وبما قدَّمتموه من الإيمان والعمل الصالح 

♦♦♦

مِنْ فَوَائِدِ الآيَات

–المودة التي كانت بين المكذبين في الدنيا تنقلب يوم القيامة عداوة وملاعنة.

–أرواح المؤمنين تفتح لها أبواب السماء حتى تَعْرُج إلى الله، وتبتهج بالقرب من ربها.

–أرواح المكذبين لا تفتح لها أبواب السماء، وإذا ماتوا وصعدت فهي تستأذن فلا يؤذن لها

–أهل الجنة نجوا من النار بفضل ومنة من الله تعالي وبما عملوه من الأعمال الصالحة
  
 
 



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-