شائع

تفسير سورة الأنعام صفحة 150 من الآيات (158 -165) .. وفوائد الآيات

                                    التفسير

150–هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَنْ تَأْتِيَهُمْ الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لا يَنفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً قُلْ انتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ 

يقول تعالى: هل ينتظر هؤلاء الذين أعرضوا وصدوا عن سبيل الله، إِلا أَنْ تأتيهم مقدمات العذاب ، ومقدمات الآخرة بأن:-

–يأتي ملك الموت: وأعوانه لقبض أرواحهم في الدنيا
–أو يأتي يوم القيامة: في الآخرة لفصل القضاء بينهم. 
أو تأتي الآيات الدالة على قرب الساعة -كطلوع الشمس من مغربها- بعدها لا ينفع كافرًا إذا آمن ، ولا ينفع مؤمنًا إذا لم يعمل خيرًا قبلها. 

–قل -أيها الرسول- لهؤلاء المشركين المكذبين : انتظروا أحد هذه الأشياء .. لتعلموا الحق من الباطل، والمسيء من المحسن، إنا منتظرون.

159–إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ 

–يتوعد الله الذين فرقوا دينهم وشتتوه وتفرقوا فيه بعد ما كانوا مجتمعين على توحيد الله تعالي والعمل بشرعه فأصبحوا فرقا وأحزابا، وكلٌّ أخذ لنفسه نصيبا من الأسماء في دينه .. كاليهودية والنصرانية والمجوسية والشيعية..

–وأمر الله رسوله  أن يتبرأ منهم فقال تعالي: إنك -أيها الرسول- بريء منهم، إنما حكمهم إلى الله، ثم يخبرهم بأعمالهم ، فيجازي كلا من تاب منهم وأحسن بإحسانه .. ويعاقب الله المسيء بإساءته.

–وقد دلت الآية الكريمة: أن الدين يأمر بالاجتماع والائتلاف ، وينهى عن التفرق والاختلاف في أهل الدين، وفي سائر مسائله الأصولية والفروعية.

160–مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ 

–ذكر تعالي صفة الجزاء فقال: من جاء بالحسنة القولية والفعلية، الظاهرة والباطنة، المتعلقة بحق الله، أو حق خلقه فله عشر أمثالها، وهذا أقل ما يكون من التضعيف، ومن جاء بالسيئة فلا يجزي إلا مثلها وهذا من تمام عدله تعالي وإحسانه وأنه تعالي لا يظلم مثقال ذرة، ولهذا قال: وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ: بنقص ثواب الحسنات، ولا بزيادة عقاب السيئات.

161–قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِيناً قِيَماً مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنْ الْمُشْرِكِينَ 

–يأمر تعالى رسولهﷺ أن يقول ويعلن بما هو عليه من الهداية إلى الصراط المستقيم: 

–قل -أيها الرسول للمشركين-: إنني قد أرشدني ربي إلى الطريق القويم الموصل إلى جنته، وهو دين الإسلام القائم بأمر الدنيا والآخرة، الحنيف: المائل عن كل دين غير مستقيم من أديان أهل الانحراف والشرك كاليهود والنصارى وهو دين إبراهيم عليه السلام .. وما كان إبراهيم عليه السلام من المشركين مع الله إله غيره ..

162–قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَاي وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ 

–قل -أيها الرسول- لهؤلاء المشركين إن صلاتي وذَبْحي لله وعلى اسم الله، لا على أي إله غيره، لا للأصنام، ولا للأموات  ولا للجن، ولا لما تذبحونه لغير الله، وعلى غير اسمه كما تفعلون ، كما أن حياتي: من الأعمال، وموتي: وصيتي بعد وفاتي، فهما لله رب المخلوقات وحده .. وليس لغيره نصيب في ذلك.

163–لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ 

–وهو سبحانه لا شريك له في العبادة والتوحيد، ولا معبود بحق غيره، وبهذا التوحيد الخالص من الشرك -أمرني الله- أن أكون أول المسلمين له من هذه الأمة.

164–قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبّاً وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْهَا وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ 

–قل -أيها الرسول- لهؤلاء المشركين: أغير الله أطلب ربًّا وهو سبحانه وتعالى رب كل شيء، وخالق كل شيء ومالكه ومدبره؟! ويوم القيامة كل يحاسب بعمله، فلا تحمل نفس إثم وذنب نفس أخرى ، ثم إلى ربكم معادكم يوم القيامة، فيخبركم بما كنتم تختلفون فيه من أمر الدين.

165–وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ الأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ 

والله تعالي قد جعلكم تخلفون من سبقكم في الأرض بعد أن أهلكهم الله، واستخلفكم فيها; لتعمروها بعدهم بطاعة ربكم، ورفع بعضكم فوق بعض درجات، في القوة والعافية والرزق والخَلْق والخُلُق، ليبلوكم فيما أعطاكم من نعمه

فتفاوتت أعمالكم فيظهر للناس الشاكر من غيره. إن ربك سريع العقاب لمن كفر به وعصاه وإنه لغفور لمن آمن به وعمل صالحا وتاب من الموبقات رحيم بعباده، -والغفور والرحيم - هما اسمان كريمان من أسماء الله الحسنى.

 ♦♦♦

مِنْ فَوَائِدِ الآيَات

–إن الدين يأمر بالاجتماع والائتلاف، وينهى عن التفرق والاختلاف.

 –من تمام عدله أنه يجازي بالسيئة مثلها، وبالحسنة عشرة أمثالها، وهذا أقل التضعيف.

–يتوجه العبد بصلاته وعبادته ومناسكه وذبائحه وأعماله في حياته ووصيته بعد وفاته، لله تعالي.





حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-