شائع

تفسير سورة الأنعام صفحة 149 من الآيات (152 - 157) .. وفوائد الآيات

التفسير 
152–وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ 

– وصانا الله تعالي بعدة وصايا وأمرنا -أمرًا مؤكدًا- بالالتزام بها وعدم مخالفتها:-

1– مال اليتيمحرم أن تتعرضوا لمال اليتيم وهو الذي فقد أباه قبل البلوغ إلا إذا كان فيه صَلاح، ونفع له وزيادة لماله حتى يبلغ سن الرُّشد: سن بلوغ الحلم، فإذا بلغ ذلك فسلموا إليه ماله.

2– تطفيف الكيل والميزان: حرم عليكم التَّطْفيف في الكيل والميزان، بل يجب عليكم -العدل- في الأخذ والإعطاء في البيع والشراء، لا يكلف الله نفسا إلا طاقتها، وإذا لا يمكن أخذ الاحتراز منه في الزيادة أو النقصان في المكاييل وغيرها فلا مؤاخذة فيه ..

3– شهادة الزور: حرم عليكم أن تقولوا غير الحق والصواب في خبر أو شهادة، ولو كان الذي تعلق به القول ذا قرابة منكم أو صديق ..

4- نقض العهد: وحَرَّم عليكم نَقْض -عهد الله- إن عاهدتم الله أو .. عاهدتم بالله.

–يجب عليكم الوفاء بذلك المتقدم، والذي أَمَرَكم الله به أمرًا مؤكدًا؛ رجاء أن تتذكروا عاقبة أمركم.

153–وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ 

ومما وصاكم الله به أن -دين الإسلام- هو طريق الله المستقيم -فاسلكوه واتبعوه- ولا تسلكوا سبل الضلال المخالفة له، فتضلكم، وتبعدكم عنه، ذلكم التوجه نحو طريق الله المستقيم، هو الذي وصَّاكم الله به; لتكونوا من -عباده المتقين- فتتقوا عذابه .. بفعل أوامره واجتناب نواهيه ..


154–ثُمَّ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ تَمَاماً عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ وَتَفْصِيلاً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ 

ثم قل -أيها الرسول- لهؤلاء المشركين: إن الله هو الذي أتى موسى -التوراةتمامًا للنعمة :

جزاءً على إحسانه العمل
–وتفصيلا لكل شيء في أمر الدين، من الحلال والحرام، والأمر والنهي ..
وهدىيهديهم إلى الخير ، ويعرفهم بالشر، 
–وَرَحْمَة: يحصل لهم السعادة والرحمة والخير الكثير
رجاء أن يصدِّقوا بالبعث بعد الموت والحساب والجزاء, لأنه اشتمل علي الأدلة القاطعة ، التي توجب لهم الإيمان بلقاء ربهم، فيستعدوا له بالعمل الصالح.

155–وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ 

وهذا القرآن -كتاب مبارك- قد أنزلناه على نبينا محمد  فيه الخير الكثير والعلم الغزير -فما من خير- إلا وقد دعا إليه ورغب فيه وذكر الحكمة والمصالح التي تحث عليه -وما من شر- إلا وقد نهى عنه وحذر منه، وذكر الأسباب المنفرة عن فعله وعواقبها الوخيمة -فَاتَّبِعُوهُ فيما يأمر به وينهى- وَاتَّقُوا الله أن تخالفوا له أمرا، لَعَلَّكُمْ إن اتبعتموه تُرْحَمُونَ ، فتنجوا من عذابه وتظفروا بجنته.

156–أَنْ تَقُولُوا إِنَّمَا أُنزِلَ الْكِتَابُ عَلَى طَائِفَتَيْنِ مِنْ قَبْلِنَا وَإِنْ كُنَّا عَنْ دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ 

–لقد أنزلنا إليكم-يا مشركي العرب- هذا الكتاب المبارك قطعا لحجتكم، وخشية أن تقولوا إنما أنزل الكتاب على طائفتين من قبلنا، أي: اليهود والنصارى، ولم يُنزل علينا كتابًا  -وإنا لا ندري- تلاوة كتبهم وقرائتها، لأنها بلُغتهم، وليست بلُغتنا.

157–أَوْ تَقُولُوا لَوْ أَنَّا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَى مِنْهُمْ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَّبَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يَصْدِفُونَ 

ولئلا تقولوا -أيها المشركون-: لو أن الله أنزل علينا كتابًا كما أنزله على اليهود والنصارى لكُنَّا أكثر استقامة منهم، فقد جاءكم كتاب أنزله الله على نبيكم محمد  بلسانكم عربي مبين وذلك حجة واضحة وإرشاد إلى الحق ورحمة للأمة.

–فلا تعتذروا بالأعذار الواهية، وتتعللوا بالعلل الباطلة، ولا أحد أعظم ظلمًا ممن كذَّب بآيات الله وانصرف عنها، سنعاقب الذين ينصرفون عن آياتنا عقابًا شديدًا بإدخالهم في نار جهنم جزاءً على انصرافهم وإعراضهم عنها.

 ♦♦♦

مِنْ فَوَائِدِ الآيَات

–لا يجوز التصرف في مال اليتيم إلا في حدود مصلحته، ولا يُسلَّم ماله إلّا بعد بلوغه الرُّشْد.

–سبل الضلال كثيرة، وسبيل الله وحده هو المؤدي إلى النجاة من العذاب.

–اتباع هذا الكتاب علمًا وعملًا من أعظم أسباب جلب الخيرات، ونيل رحمة الله.

 




حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-