شائع

تفسير سورة الأنعام صفحة 148 من الآيات ( 147 - 151) .. وفوائد الآيات

التفسير 

147–فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ رَبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ وَاسِعَةٍ وَلا يُرَدُّ بَأْسُهُ عَنْ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ 

–فإن كذبك -أيها الرسول- هؤلاء المشركين ولم يصدقوا -بدين الإسلام- وما جئت به من الحق -القرآن الكريم- فاستمر على دعوتهم للإسلام بالترغيب والترهيب..

فقل ترغيبًا لهم: ربكم ذو رحمة واسعة لعباده ومن رحمته بكم إمهاله لكم..وعدم معاجلته لكم بالعذاب .. وقل تحذيرًا لهم: إنَّ عذابه لا يُرَد عن القوم الذين يرتكبون المعاصي والآثام..فاحذروا المعاصي الموصلة لبأس الله .. التي أعظمها تكذيب محمد  ورسالته.

148–سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلا آبَاؤُنَا وَلا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ تَخْرُصُونَ 

–سيقول الذين أشركوا: لو شاء الله ألا نشرك -نحن ولا آباؤنا- لما أشركنا به، ولو شاء الله ألا نحرم ماحرمناه علي أنفسنا لما حرمناه عليها محتجين بأن -هذه الأفعال بقدر الله ومشيئته- ليبينوا صحة ما هم عليه من الشرك، وتحريم الحلال

–فردَّ الله عليهم: ببيان أن هذه الحجة الكاذبة قد ابتدعها الكفار مِن قبلهم قائلين: لو شاء الله ألا نكذِّب بالرسل لما كذبنا بهم ، وقد استمروا على هذا التكذيب حتى ذاقوا العذاب .. الذي أنزله الله عليهم . فأصبحوا خاسرين.

–قل -أيها الرسول- لهؤلاء المشركين: هل أنتم عندكم من دليل يدل على أن الله رضي منكم أن تشركوا به وأن تحللوا ما حرمه وتحرموا ما أحله؟ فإن وقوع ذلك منكم ليس دليلًا على رضاه عنكم ، إنكم لا تتبعون في ذلك إلا الظن، وإن الظن لا يغني من الحق شيئًا، وما أنتم إلا تكذبون.

149–قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ 

–قل -أيها الرسول- لهم: فلله جل وعلا -الحجة القاطعة- التي يقطع بها ظنونكم وهي: أن لو شاء الله لوفَّقكم جميعًا إلى طريق الاستقامة لوفَّقكم، هذه هي الحجة القاطعة التي تنقطع عندها الحجج الواهية التي تقدمونها ومعاذيركم وتبطل بها شبهكم التي تتعلقون بها..

150–قُلْ هَلُمَّ شُهَدَاءَكُمْ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ أَنَّ اللَّهَ حَرَّمَ هَذَا فَإِنْ شَهِدُوا فَلا تَشْهَدْ مَعَهُمْ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَهُمْ بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ 

–قل -أيها الرسول- للمشركين الذين حرَّموا ما أحل الله لهم -ونسبوا ذلك إلى الله- هلم أحْضِروا شهداءكم الذين  يشهدون أن الله هو الذي حرَّم ما حرَّمتم من الحرث والأنعام فإن شهدوا -كذبًا وزورًا- وهذا بالطبع، فلا تصدق شهادتهم ولا تتبع الذين يحكمون بأهواءهم. 

–هؤلاء قد كذبوا بآياتنا حين حَرَّموا ما أحل الله لهم وحللوا ما حرم الله، فلا تتبع الذين لا يؤمنون بالآخرة ولا يعملون لها، والذين يشركون بربهم فيعبدون معه غيره. فكيف تتَّبَع من هذا مسلكه مع ربه؟! وهذا إن كان الخطاب للتخصيص فإنه موجه لعموم الأمة..

151–قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ 

قل -أيها الرسول- للمشركين: تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم:-

1– الشرك بالله: أن لا تشركوا مع الله شيئًا من مخلوقاته في عبادته، بل اصرفوا جميع أنواع العبادة له وحده, كالخوف والرجاء والدعاء, وغير ذلك..

2–عقوق الوالدين: وأن تحسنوا إلى الوالدين بالبر والدعاء ونحو ذلك من الإحسان..

3– قتل الأولاد خشية الفقر: ولا تقتلوا أولادكم مِن أجل فقر نزل بكم; فإن الله يرزقكم وإياهم.. 

4–الفواحش وهي الكبائر : ولا تقربوا ما كان ظاهرًا من كبير الآثام, وما كان خفيًّا.. كالزني 

5–قتل النفس: ولا تقتلوا النفس التي حرم الله تعالي قتلها إلا بالحق, وذلك في حال القصاص من القاتل ، أو حال الزنى بعد الإحصان ، أو الردة عن الإسلام

–ذلكم المذكور مما نهاكم الله عنه، وعهد إليكم باجتنابه، ومما أمركم به، وصَّاكم به ربكم; لعلكم تعقلون أوامره ونواهيه..

♦♦♦

مِنْ فَوَائِدِ الآيَات

–الحذر من الجرائم الموصلة لبأس الله؛ لأنه لا يُرَدُّ بأسه عن القوم المجرمين إذا أراده.

–الاحتجاج بالقضاء والقدر بعد أن أعطى الله كل مخلوق قُدْرة وإرادة؛ ظُلْمٌ وعناد.

–دَلَّتِ الآيات على أنه بحسب عقل العبد يكون قيامه بما كُلِّف به، وأمره الله به.

–النهي عن قربان الفواحش، يتناول النهي عن مقدماتها ووسائلها الموصلة إليها.







حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-