شائع

تفسير سورة الأنعام صفحة 138 من الآيات ( 82 - 90) .. وفوائد الآيات

التفسير

82–الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمْ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ 

الذين صدَّقوا الله ورسوله  وعملوا بشرعه ولم يخلطوا إيمانهم بشرك، أولئك جزاؤهم :-
في الآخرة: لهم الأمن والسلامة من العذاب 
وفي الدنيا: هم مهتدون ، وفقهم ربهم لطريق الهداية.

83–وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ 

وتلك الحجة احتج بها إبراهيم عليه السلام قومه علي وحدانية الله تعالي من فلول الكوكب والقمر والشمس وما بعده ..

وتلك الحجة وهي قوله تعالي: {فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ ..} التي غلب إبراهيم عليه السلام بها قومه حتى انقطعت حجتهم ..

هي حججنا التي وفَّقْنا بها إبراهيم عليه السلام لمُحاجَّة قومه، وأعطيناه إياها، نرفع من نشاء من عبادنا مراتب في الدنيا والآخرة، إن ربك -أيها الرسول- حكيم في خلقه وتدبيره ، عليم بعباده ..

84–وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ كُلاًّ هَدَيْنَا وَنُوحاً هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ

ومننَّا على-إبراهيم عليه السلام- بأن قد رزقناه إسحاق -ابنًا- ويعقوب -حفيدًا- ووفَّقنا كلا منهما لسبيل الرشاد..

وكذلك وفَّقنا للحق -نوحًا عليه السلام-من قبل إبراهيم وإسحاق ويعقوب عليهم السلام .

وكذلك وفَّقنا للحق من -ذرية نوح عليه السلام- داود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون عليهم السلام وكما جزينا هؤلاء الأنبياء جميعا لإحسانهم نجزي كل محسن علي إحسانه ..

85–وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنْ الصَّالِحِينَ 

وكذلك هدينا كلا من: زكريا ويحيى وعيسى بن مريم وإلياس -عليهم السلام- وقد اختارهم الله تعالي -رسلًا- وجعلهم من -الصالحين-.

86–وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطاً وَكُلاًّ فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ 

–وكذلك هدينا كلا من هؤلاء الأنبياء: إسماعيل واليسع ويونس ولوطًا -عليهم السلام-، وكل هؤلاء الأنبياء وعلى رأسهم النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - فضلناهم علي أهل زمانهم.

87–وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ 

وكذلك وفَّقنا للحق من شئنا هدايته من:-
بعض آبائهملأن بعضهم كان آباه مشرك
وبعض أبنائهم: لأن بعضهم لم يكن له ولد، وبعضهم كان في ولده كافر..
وبعض إخوانهم: لأن بعضهم كان إخوانهم يجحدون
ووفقنا منهم: من شئنا توفيقه ، واخترناهم  وهديناهم إلي الطريق المستقيم ، الذي هو طريق توحيد الله تعالي وطاعته ..

88–ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ 

–ذلك الهدى هو توفيق من الله الذي يوفق به من يشاء من عباده، ولو أن هؤلاء الأنبياء أشركوا بالله تعالي -على سبيل الفرض- لبطل عملهم; لأن الله تعالى لا يقبل مع الشرك عملا فالشرك مبطل للعمل الصالح موجب للخلود في النار فلو أن هؤلاء الصفوة الأخيار أشركوا وحاشاهم ذلك لحبطت أعمالهم ، فما بالك بغيرهم ..

89–أُوْلَئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْماً لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ 

–أولئك الأنبياء الذين أنعمنا عليهم بالهداية والنبوة، وأنزلنا عليهم الكتب السماوية المنزلة : كالصحف: علي إبراهيم عليه السلام، والتوراة: علي موسى عليه السلام والزبور: علي داود عليه السلام ، والإنجيل: علي عيسى عليه السلام .. وآتيناهم فهم هذه الكتب، وقد اخترناهم لإبلاغ رسالتنا وهي -التوحيد- لجميعها فمنهم من آمن من قومهم ومنهم من كفر ..

–ثم أرسلناك -أيها الرسول- من بعدهم بالقرآن الكريم خاتما لرسالاتهم  ومبشرا ونذيرا، فإن يجحد -أيها الرسول- بآيات القرآن الكريم الكفارُ من قومك، وهم - أهل مكة وغيرهم - فقد وكلنا بها قومًا آخرين أي: المهاجرين ، والأنصار حينئذ  والمؤمنون من بعدهم إلى يوم القيامة ليسوا به كافرين، بل هم مؤمنون به عاملون بما يدل عليه

90–أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمْ اقْتَدِهِ قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ 

–أولئك الأنبياء ، ومن ذُكِرَ معهم من آبائهم وأبنائهم وإخوانهم ، هم أهل الهداية حقًّا، وهم الذين وفقهم الله .. لدينه الحق -فاتبع هداهم- وتَأسَّ بهم -أيها الرسول- وقل لقومك: لا أطلب منكم على إبلاغ هذا القرآن جزاء، فالقرآن ليس إلا موعظة للعالمين من الإنس والجن وتذكير لكم ، ليسترشدوا به إلى الصراط المستقيم ، والطريق الصحيح 

–وقد امتثل الرسول ﷺ فاهتدى بهدي الرسل قبله، وجمع كل كمال فيهم. فاجتمعت لديه فضائل وخصائص، فاق بها جميع العالمين، وكان سيد المرسلين، وأفضل الرسل أجمعين.

♦♦♦

مِنْ فَوَائِدِ الآيَات

–من فضائل التوحيد والإيمان بالله أنه يضمن الأمن للعبد، في الآخرة حين يفزع الناس.

–تُقَرِّر الآيات أن جميع من سبق من الأنبياء إنما بَلَّغوا دعوتهم بتوفيق الله تعالى لا بقدرتهم.

–الأنبياء يشتركون جميعًا في الدعوة إلى توحيد الله تعالى مع اختلاف تشريعاتهم في العبادة.

–الاقتداء بالأنبياء سنة محمودة، وخاصة في أصول التوحيد.





حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-