شائع

تفسير سورة الأنعام صفحة 130 من الآيات ( 19 - 27) .. وفوائد الآيات

التفسير

19–قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلْ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ آلِهَةً أُخْرَى قُلْ لا أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ 

نزلت الآية عندما قال أهل مكة للنبي  : ائتنا بمن يشهد لك بالنبوة فإن أهل الكتاب أنكروك فقال تعالي:-

–قل -أيها الرسول لهؤلاء المشركين-: أيُّ شيء أجل وأعظم شهادة من الله .. في إثبات صدقي أني رسول الله ؟! قلالله شهيد بيني وبينكم- هو يعلم بما جئتكم به وهو -القرآن الكريم- وما أنتم قائلونه لي، وأوحى الله إليَّ -هذا القرآن- مِن أجل أن أنذركم به من عذابه أن يحلَّ بكم، وأنذر به مَن وصل إليه من الأمم من بعدي.. 

–فإن أنتم تقرون أن مع الله شركاء ومعبودات أخري تشركونه بها: فإني لا أشهد على ما أقررتم به، -إنما الله إله واحد لا شريك له- وإنني بريء من كل شريك تعبدونه مع الله ..وهذه حقيقة التوحيد إثبات الإلوهية لله ونفيها عما عداه.

20–الَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ 

-اليهود - الذين أعطيناهم التوراة - والنصارى - الذين أعطيناهم الإنجيل يعرفون النبي محمدًا ﷺ معرفة تامة كما يعرفون أبناءهم ..فكما أن أبناءهم لا يشتبهون أمامهم بغيرهم, فكذلك محمد ﷺ لا يشتبه بغيره -لدقة وصفه المكتوب في كتبهم- ولكنهم اتبعوا أهواءهم، فخسروا أنفسهم بإدخالها النار حين كفروا بمحمد ﷺ وما جاء به من الحق وهو -القرآن الكريم-.

21–وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ 

لا أحد أعظم ظلما وعنادا، ممن كان فيه أحد الوصفين:- 
افتراء الكذب على الله، فزعم أن له شركاء في العبادة, أو ادَّعى أن له ولدًا أو صاحبة..
أو التكذيب بآياته، وبراهينه وأدلته التي أيَّد بها رسله عليهم السلام..
  فكيف لو اجتمعا، فإن هذا أظلم الناس، وإنه لا يفلح الظالمون، ولا يظفرون بمطالبهم في الدنيا ولا في الآخرة
 
22–وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا أَيْنَ شُرَكَاؤُكُمْ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ 

–يخبر تعالى عن مآل أهل الشرك يوم القيامة، وأنهم يسألون ويوبخون بسبب شركهم ، فقال تعالي:-

–واذكر يوم القيامة حين نجمع هؤلاء المشركون المكذبون بآيات الله تعالى ثم نقول توبيخًا لهم: أين آلهتكم التي كنتم تدَّعون أنهم شركاء مع الله تعالى ليشفعوا لكم؟! فادعوهم ليشفعوا لكم .. إن كنتم صادقين في زعمكم هذا ؟!

23–ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلاَّ أَنْ قَالُوا وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ 

–ثم لم تكن إجابتهم حين اختبروا بالسؤال عن شركائهم إلا أن تبرؤوا من شركائهم, وأقسموا وقالوا كذبًا: والله ربنا ما كنا في الدنيا مشركين بك، بل كنا مؤمنين بك، موحدين لك..  

24–انظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ 

–انْظُرْ -أيها الرسول- متعجبا من المشركين ومن أحوالهم  كيف كذب هؤلاء المشركين على أنفسهم وعاد عليهم بالخسارة وضرهم .. وها هم في الآخرة قد تبرؤوا من الشرك ؟! وقد ذهب عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ من الشركاء ومن شفاعة آلهتهم ..

25–وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لا يُؤْمِنُوا بِهَا حَتَّى إِذَا جَاءُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ 

–ومن هؤلاء المشركين من يستمع إليك -أيها الرسول- إذا قرأت القرآن .. لكنهم لا ينتفعون به ، ولا يصل إلى قلوبهم وذلك :-
بسبب اتباعهم أهواءهم جعلنا على قلوبهم أغطية; لئلا يفقهوا القرآن..
وجعلنا في آذانهم ثقلا وصممًا فلا تسمع ولا تعي شيئًا. 
وإن يروا الآيات الكثيرة الدالة على صدق محمد صلى الله عليه وسلم لا يصدقوا بها. 
حتى إذا جاؤوك بعد معاينة الآيات الدالة على صدقك -أيها الرسول- أخذوا يجادلونك في الحق بالباطل فيقولون: ليس الذي جئت به إلا مأخوذًا عن كتب الأوائل .. من حكايات لا حقيقة لها.

26–وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ وَإِنْ يُهْلِكُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ 

–وهؤلاء المشركون هم ينهون الناس عن اتباع محمد ﷺ  والاستماع إليه، ويبتعدون بأنفسهم عن اتباعه، فلا يتركون من ينتفع به، ولا ينتفعون هم به، وما يُهلكون بصنيعهم هذا  -وصدهم عن سبيل الله- إلا أنفسهم، وما علموا بذلك أنهم يعملون لهلاكها .. وما يشعرون.

27–وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ 

–ولو ترى -أيها الرسول- هؤلاء المشركين يوم القيامة لرأيت عَجَبًا من سوء حالهم، وذلك حين يُحْبَسون على النار يعذبون ويشاهدون ما فيها من السلاسل والأغلال، وقد رأوا بأعينهم تلك الأمور العظام والأهوال .. فعند ذلك يقولون تحسُّرًا: ياليتنا نُعاد إلى الحياة الدنيا ، فنصدق بآيات الله ونعمل بها، ونكون من المؤمنين.

♦♦♦

مِنْ فَوَائِدِ الآيَات

–أرسل الله النبي  بالقرآن من أجل البلاغ والبيان، والأعظم من ذلك الدعوة لتوحيد الله.

–نفي الشريك عن الله تعالى، ودحض افتراءات المشركين في هذا الشأن.

–إن الظالمين بنسبة الشريك إلى الله وتكذيب آياته لا يفوزون أبدًا إن لم يتوبوا

اليهود والنصارى يعرفون النبي  كما يعرفون أبناءهم ومع ذلك فهم لا يؤمنون.





حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-