شائع

تفسير سورة المائدة صفحة 122 من الآيات (83 - 89) .. وفوائد الآيات

التفسير 

83–وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنْ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنْ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ 

–ومما يدل على قرب مودة النصاري للمسلمين أن فريقًا منهم (وهم وفد الحبشة لما سمعوا القرآن) فاضت أعينهم من الدمع - فأسلموا - وأيقنوا أن القرآن الكريم حقٌّ منزل من عند الله تعالى، وصدَّقوا بالله واتبعوا رسوله ﷺ.

وتضرعوا إلى الله أن يكرمهم بشرف الشهادة مع أمَّة محمد ﷺ.. كي يشهدوا :-

 لله تعالي بالتوحيد..

 ولرسله جميعا بالرسالة وصحة ما جاءوا به..

 وعلى الأمم السابقة .. بالتصديق والتكذيب فتقيم عليهم الحجة يوم القيامة..

وهم عدول ، شهادتهم مقبولة ، كما قال تعالى: "وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا".

84–وَمَا لَنَا لا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا جَاءَنَا مِنْ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَنْ يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ 

–وقالوا عندما أسلموا: وما الذي يمنعنا من الإيمان بالله وبرسوله محمدﷺ وما أنزل عليه من الحق الذي لا يقبل الشك والريب ؟! ونحن نرجو أن يدخلنا الله الجنة مع عباده الصالحين، فأي مانع يمنعنا من ذلك..؟ أليس ذلك موجبا للمسارعة والانقياد للإيمان وعدم التخلف عنه.

85–فَأَثَابَهُمْ اللَّهُ بِمَا قَالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ 

–فجزاهم الله بما قالوا من اعتزازهم بالاسلام والايمان واعترافهم بالحق ، وطلبهم أن يكونوا مع عباد الله الصالحين -الجنات- تجري من تحت قصورها وأشجارها الأنهار .. ماكثين فيها أبدًا وذلك جزاء إحسانهم - قولا وعملا - وانقيادهم للحق دون قيد أو شرط..

وهذه الآيات نزلت في النصارى الذين آمنوا بالرسول محمد  -كالنجاشي وغيره ممن آمن منهم - وكذلك لا يزال يوجد فيهم من يختار دين الإسلام ، ويتبين له بطلان ما كانوا عليه ، وهم أقرب من اليهود والمشركين إلى دين الإسلام..

86–وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ 

والذين كفروا بالله وبرسوله وأنكروا نبوة محمد  وكذبوا بآيات الله تعالي التي أنزلها على رسله  أولئك أصحاب النار الملازمون لها   لا يخرجون منها أبدًا

87–يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ 

–يا أيها الذين آمنوا لا تحرِّموا طيبات أحلَّها الله لكم من المطاعم والمشارب ونكاح النساء .. فتضيقوا ما وسَّع الله عليكم -لا تُحَرِّمُوها تزهدًا أو تعبدًا- ولا تتجاوزوا حدود ما حرَّم الله، إن الله لا يحب المعتدين.

–ونزلت الآية: عندما همَّ قوم من الصحابة أن يلازموا الصوم ، والقيام ، ولا يقربوا النساء ، والطيب ، ولا يأكلوا اللحم ، ولا يضجعوا على الفراش ، فأنزل تعالي: (يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ..

88–وَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمْ اللَّهُ حَلالاً طَيِّباً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ 

–وتمتعوا -أيها المؤمنون- بالحلال الطيب مما أعطاكم الله ومنحكم إياه كونه حلالًا طيبًا، -لا إن كان حرامًا- كالمأخوذ غَصْبًا أو مُسْتخبثًا، واتقوا الله بامتثال أوامره، واجتناب نواهيه; فإيمانكم بالله تعالي يوجب عليكم تقواه ومراقبته. 

89–لا يُؤَاخِذُكُمْ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمْ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ 

–لا يحاسبكم الله -أيها المؤمنون- إذا حلفتم من غير قصد وهذا يترتب علي النية، وبما يجري على ألسنتكم مثل قول البعض: لا والله ، وبلى والله.. 

–وإنما يحاسبكم الله بما حلفتم عن قصد وبما عزمتم عليه وعَقَدتُّمُ القلوب وحنثتم ، -فإذا لم تَفُوا باليمين- فالحالف حينئذ مخير بين (٣ أمور) وهي الكفارة مما شرعه الله:-

 1– إطعام عشرة مساكين: لكل مسكين نصف صاع من أوسط طعام أهل البلد..

2– أو كسوة عشرة مساكين: لكل مسكين ما يكفي في الكسوة عُرفًا، 

3– أو إعتاق مملوك من الرق.. 

–فَمَنْ لَمْ يَجِدْ واحدا من هذه الثلاثة فَعليه صِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ، تلك مكفرات عدم الوفاء بأيمانكم .. واحفظوا -أيها المسلمون- أيمانكم:-

1– باجتناب الحلف..

2– أو الوفاء إن حلفتم..

3– أو الكفارة إذا لم تفوا بها بالحلف..

–وكما بيَّن الله لكم حكم الأيمان والتحلل منها يُبيِّن لكم أحكام دينه; لتشكروا له على هدايته إياكم إلى الطريق المستقيم من معرفة الأحكام الشرعية وتبيينها..

♦♦♦

مِنْ فَوَائِدِ الآيَات

الأمر بتوخي الطيب من الأرزاق وترك الخبيث.

–عدم المؤاخذة على الحلف بغير قصد ، والمؤاخذة على إذا ما كان الحلف بقصد. 

–بيان أن كفارة حلف اليمين: إطعام عشرة مساكين، أو كسوتهم، أو عتق رقبة مؤمنة.

–إذا لم يستطع المكفِّر عن يمينه الإتيان بأحد الأمور الثلاث، فكفارة يمينه صيام ثلاثة أيام.








حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-