شائع

تفسير سورة المائدة صفحة 121 من الآيات ( 77 - 82) .. وفوائد الآيات

التفسير

77–قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيراً وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ 

–قل -أيها الرسول- لأهل الكتاب من اليهود والنصاري: لا تتجاوزوا الحد في دينكم تجاوزا بعيدا عن الحقَّ .

–فلا تبالغوا -كالنصاريفي تعظيم مَنْ أُمِرْتُمْ باتباعه -مثل الأنبياء- فتعتقدوا فيهم الألوهية كما فعلتم بعيسى ابن مريم..بسبب اقتدائكم بأسلافكم (آبائكم ، ومن سبقهم) من أهل الضلال..

–ولا تتبعوا أهواءكم- كاليهود- كما اتَّبع اليهود أهواءهم في أمر الدين - من الكفر ، والتكذيب والافتراء..- فوقعوا في الضلال، وأضلُّوا كثيرًا من الناس من اتباع دين الله ، وضلوا عن طريق الحق والاستقامة.. الى طريق الغَواية والضلال.

78–لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ 


يخبر الله تعالى أنه طرد من رحمته الكافرين من بني إسرائيل في الكتاب الذي أنزله على نبيه داود عليه السلام -وهو الزَّبور- وفي الكتاب الذي أنزله على عيسى عليه السلام -وهو الإنجيل-; بسبب عصيانهم ، وما ارتكبوه من المعاصي والاعتداء على حُرُمات الله. 

79–كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ 

كان هؤلاء اليهود يجاهرون بما يقترفونه من المعاصي والمنكَرات ويرضونها، فكانوا يفعلون المنكر، ولا ينهى بعضهم بعضا، فيشترك بذلك المباشر، وغيره الذي سكت عن نهيه عن المنكر مع قدرته على فعل ذلك..

–فكان السكوت عن المنكر - مع القدرة- موجبا للعقوبة، لما فيه من المفاسد العظيمة، وهذا من أفعالهم السيئة، لَسَاءَ ما كانوا يفعلون من ترك النهي عن المنكر، وبه استحقوا أن  يلعنوا يُطْرَدُوا من رحمة الله تعالى.

80–تَرَى كَثِيراً مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ 

تَرَى -أيها الرسول- كثيرًا من هؤلاء اليهود يتخذون المشركين أولياء لهم (كما فعل اليهود مع مشركي أهل مكة) ويميلون إليهم بغضا لك ويعادونك ويعادون الموحِّدين..ساء ما يُقْدِمُونَ عليه من موالاتهم الكافرين ، فإن هذه الموالاة سبب في غضب الله تعالي عليهم .. وإدخالهم النار خالدين فيها ، لا  يخرجون منها أبدًا.  

81–وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ فَاسِقُونَ 

–ولو كان هؤلاء اليهود يؤمنون بالله تعالي حقًّا  ويؤمنون برسوله  وأقرُّوا بما أنزل إليه -وهو القرآن الكريمما جعلوا من المشركين أولياء يحبُّونهم ويميلون إليهم دون المؤمنين؛ لأنهم نُهُوا عن اتخاذ الكافرين أولياء، ولكنَّ كثيرًا من هؤلاء اليهود خارجون .. عن طاعة الله وولايته وولاية المؤمنين.

82–لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَاناً وَأَنَّهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ 

–لتجدنَّ -أيها الرسول- أشدَّ الناس عداوة للذين صدَّقوك وآمنوا بك واتبعوك، اليهودَ; لعنادهم, وجحودهم، وغمطهم الحق، والذين أشركوا مع الله غيره، كعبدة الأوثان وغيرهم.

–ولتجدنَّ أقربهم مودة للمسلمين الذين قالوا: إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين : علماء بدينهم متزهدين ، ورهبانا : عبَّادًا في الصوامع متنسكين, وأنهم متواضعون لا يستكبرون عن اتباع الحق, وهؤلاء هم الذين قبلوا رسالة النبي محمد  وآمنوا بها.

–ونزلت هذه الآية: في وفد النجاشي القادمين علي الرسول ﷺ من الحبشة فقرأ عليهم ﷺ سورة يس -فبكوا وأسلموا- وقالوا"ما أشبه هذا بما كان ينزل على عيسى عليه السلام. 

♦♦♦

مِنْ فَوَائِدِ الآيَات

–ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر موجب لِلَّعْنِ والطرد من رحمة الله تعالى.

–من علامات الإيمان: الحب في الله والبغض في الله.

–موالاة أعداء الله توجب غضب الله عز وجل على فاعلها.

–شدة عداوة اليهود والمشركين لأهل الإسلام 

–وجود طوائف من النصارى يدينون بالمودة للإسلام؛ لعلمهم أنه دين الحق.






حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-