شائع

تفسير سورة المائدة صفحة 116 من الآيات (46 - 50) .. وفوائد الآيات

التفسير 

46–وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنْ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنْ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ 

–وأتبعنا أنبياءَ بني إسرائيل والمرسلين، الذين يحكمون بالتوراة، بعبدنا عيسى بن مريم، روحِ الله وكلمتِه التي ألقاها إلى مريم فقد بعثه الله تعالي من أجل الأمور الآتية:-

مصدقا لما بين يديه من التوراة: مؤمنًا بما في التوراة، عاملا بما فيها مما لم ينسخه كتابه. 

–ومؤيد لدعوة موسي عليه السلام: وحاكم بشريعته وموافق له في أكثر الأمور الشرعية..
 
ولتخفيف بعض الأحكام في التوراة..فقد قال لبني إسرائيل: وَلأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ ". 

–وآتاه الله الإنْجِيلَ: هذا الكتاب العظيم:-

–هاديا إلى الحق: مبيِّنًا لما جهله الناس مِن حكم الله فترة انقطاع الأنبياء، ويهدي به الله تعالي إلي الصراط المستقيم.  

ومصدقا للتوراة: وشاهدًا على صدق التوراة بما اشتمل عليه من بعض أحكامها، ولتثبيتها 

–وجاء للمتقين: هدي وموعظة: فقد جعلناه بيانًا للذين يخافون الله، وزاجرًا عن ارتكاب المحرَّمات 

47–وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فِيهِ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ 

–وليحكم أهل الإنجيل: بما أنزله الله في كتابهم الإنجيل، وفيما جاء به من حق صدق. وذلك قبل بعثة محمد ﷺ  ونزول القرآن الكريم إليهم ومن لم يحكم بما أنزله الله - فأولئك هم الخارجون - عن طاعة الله تعالي ، التاركون للحق ، المائلون إلى الباطل.

48–وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنْ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنْ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ 

–وأنزلنا إليك -أيها الرسول- القرآن الكريم، وكل ما فيه حقّ يشهد على صدق الكتب قبله، وأنها من عند الله  مصدقًا لما فيها من صحة، ومبيِّنًا لما فيها من تحريف، ناسخًا لبعض شرائعها

-فاحكم -أيها الرسول- بين المحتكمين، إليك من اليهود بما أنزله الله تعالي إليك في هذا القرآن ولا تنصرف عن الحق الذي أمرك الله به .. إلى أهوائهم وما اعتادوه..

–فقد جعلنا لكل أمة شزعة: شريعة، ومنهاجا: طريقة واضحة يعملون بها. ولو شاء الله لجعل شرائعكم واحدة، ولكن الله خالف بين شرائعكم ليختبركم ، فيظهر المطيع من العاصي.

–فسارعوا إلى فعل الخيرات وترك المنكرات ، وإلى ما هو خير لكم في الدارين بالعمل بما في القرآن ، فإن مصيركم إلى الله وحده ، فيخبركم بما كنتم فيه تختلفون ، وسيجازي كلا بعمله.

49–وَأَنْ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيراً مِنْ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ 

–واحكم -أيها الرسول- بين اليهود بما أنزل الله إليك في القرآن، ولا تتبع أهواء الذين يحتكمون إليك .. فهم يُعْرضون عن حكمك طالبين حكم أهل الجاهلية من عبدة الأوثان الذين يحكمون تبعًا لأهوائهم ؟!

–فاحذرهم - أيها الرسول- أن يصدُّوك عن بعض ما أنزله الله إليك فتترك العمل به ، فَإِن تَوَلَّوْا عن اتباعك واتباع الحق .. فَاعْلَمْ أن الله يريد أن يصرفهم عن الهدى بسبب ذنوبٍ اكتسبوها من قبل ذلك عقوبة لهم، ومن أعظم العقوبات ترك اتباع الرسول ، وذلك لفسقهم .. وإن كثيرًا من الناس  لفاسقون : لَخارجون عن طاعة ربهم.

♦♦♦

مِنْ فَوَائِدِ الآيَات

–الأنبياء متفقون في أصول الدين مع وجود بعض الفروق بين شرائعهم في الفروع.

–اختلاف الشرائع في الأمم باختلاف الأزمنة والأحوال  وليختبر الله المطيع من العاصي

–وجوب تحكيم شرع الله والإعراض عمّا عداه من  الأحكام والأهواء.

 –ذم التحاكم إلى أحكام أهل الجاهلية وأعرافهم.

مَن أعدل وأحسن مِن الله في حكمه وشَرْعه، لمن آمن به وأيقن أن حكم الله هو الحق؟

–لما ذكر الله التوراة والإنجيل ومدحهما، ذكر القرآن ومدحه، بأنه صدق وأنه من عند الله




حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-