شائع

تفسير سورة المائدة صفحة 114 من الآيات (37 - 41) .. وفوائد الآيات

التفسير

37–يُرِيدُونَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنْ النَّارِ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْهَا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ 

–يريد هؤلاء الكافرون بالله ورسوله  الخروج من النار لما يلاقونه من عذابها وأهوالها، وأنى لهم ذلك؟! 
–فلن يخرجوا منها..
ولا سبيل لهم إلى ذلك..
–ولهم فيها عذاب دائم ماكثون فيه أبدا..

38–وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِنْ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ 

ولمَّا ذكر الله حكم من يجاهر بأخذ أموال الناس(المحاربة) بَيَّنَ حكم من يأخذها خفية وهو السارق، فقال:

السارق: هو من أخذ مال غيره -خفية سرا- بغير رضاه.وهو من كبائر الذنوب الموجبة للعقوبة، وقد أوجب الله  -حد السرقة- بمقتضى الشرع، فقال تعالي:-

–فاقطعوا –أيها الحكام – أيدي كلا من السارق والسارقة ، –بمقتضى الشرع – مجازاة وعقوبة لهما على أَخْذهما أموال الناس بغير حق ..
وتنكيلا وترهيبا: لغيرهما .. ليرتدع كل من ينوي السرقة - إذا علموا - أنهم سيقطعون أيديهما إذا سرقوا.. 
والله عزيز في ملكه لا يغالبه شيء ، حكيم في تدبيره وتشريعه .. فأوجب حد للسرقة.. 

39–فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ 

فمن تاب إلى الله تعالي من السرقة -وأصلح عملهفإن الله يتوب عليه تفضُّلًا منه؛ ذلك أن الله غفور لذنوب من تاب من عباده، رحيم بهم .. لكن لا يسقط عنهم الحد بالتوبة إذا وصل الأمر إلى الحكام.

40–أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ

–ألم تعلم - أيها الرسول- أن الله عز وجل خالق الكون ومُدبِّره ومالكه، وأنه له ملك السماوات والأرض يتصرف فيهما كيف يشاء ، وأنه تعالى الفعَّال لما يريد يعذب من يشاء بعدله، ويغفر لمن يشاء بفضله إن الله على كل شيء قدير، وأنه سبحانه لا يعجزه شيء ..

41–يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنْ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ وَمِنْ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا وَمَنْ يُرِدْ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنْ اللَّهِ شَيْئاً أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدْ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ 

–كان الرسول  من شدة حرصه على الخلق يشتد حزنه لمن يظهر الإيمان .. ثم يرجع إلى الكفر، فأرشده الله ، إلى أنه لا يأسى ولا يحزن على أمثال هؤلاء..مبينا السبب فقال تعالي:-

–يا أيها الرسول لا يحزنك - المنافقون - الذين يسارعون في جحود نبوتك، فهؤلاء المنافقون: يظهرون الإسلام ، ولكن قلوبهم تضمر الكفر والعداء للإسلام - فلا تبال بهم - فإني ناصرك عليهم.

–ولا يحزنك - أيها الرسول - تسرُّع اليهود إلى إنكار نبوتك، فإنهم منقادون يستمعون لكذب -أحبارهم- ويقبلون ما يفترونه عليك .. كما أن هؤلاء اليهود يستجيبون ويتبعون لقوم آخرين وهم -زعماؤهم- الذين لا يحضرون مجلسك بل أعرضوا عنه..

هؤلاء الزعماء (المتبعون): الذين يُبَدِّلون كلام الله من بعد ما عقلوه، هؤلاء يقولون لأتبعاهم:-
–إن جاءكم من محمدﷺ -بما يوافق- الذي بدَّلناه وحرَّفناه من أحكام التوراة فوافقوه واعملوا به ، وإن جاءكم منه ﷺ - ما يخالفه - فاحذروا قبوله والعمل به ، وإنما - هذه فتنة - واتباع ما تهوى الأنفس.

–هؤلاء اليهود المنقادون: لزعمائهم وأحبارهم دعاة الضلال، الذين يأتون بكل كذب .. -فلا تبال بهم- إذا لم يتبعوك..ومن يشأ الله ضلالته فلن تستطيع -أيها الرسول- دَفْعَ ذلك عنه, ولا تقدر على هدايته. 

هؤلاء المنافقين واليهود: هم الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم من دنس الكفر، لهم في الدنيا الذلُّ والفضيحة، ولهم في الآخرة عذاب عظيم، وهو عذاب النار.

♦♦♦

مِنْ فَوَائِدِ الآيَات

–حكمة مشروعية حد السرقة: لردع السارق عن السرقة وتخويف غيره من الوقوع فيها 

–قَبول توبة السارقلكن لا يسقط عنهم الحكم إذا وصل الأمر إلى الحكام. 

–علي الداعية ألَّا يحمل همًّا وغمًا بسبب كُفر ومكر وتآمر الناس عليه؛ لأن الله يبطل كيدهم.

–حِرص المنافقين على إغاظة المؤمنين بإظهار أعمال الكفر مع ادعائهم الإسلام.








 










  



 





  



 





حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-