شائع

تفسير سورة المائدة صفحة 109 من الآيات (10 - 13) .. وفوائد الآيات

التفسير 

10–وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ 

–إن الذين كفروا بوحدانية الله تعالي الدالة على الحق المبين, وكذَّبوا بآياته وأدلته التي جاءت بها الرسل، أولئك هم أصحاب النار الذين يدخلونها عقوبة لهم على كفرهم وتكذيبهم، ملازمين لها. 

11–يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلْ الْمُؤْمِنُونَ 

يا أيها الذين آمنوا، اذكروا بقلوبكم وألسنتكم ما أنعم الله به عليكم من نعمة الأمن وإلقاء الخوف في قلوب أعدائكم : قريش ، حين قصدوا أن يمدوا أيديهم إليكم ليبطشوا ويفتكوا بكم، فصرفهم الله عنكم وعصمكم مما أرادوه بكم..

–واتقوا الله ، واحذروه ، وتوكلوا علي الله وحده في أموركم الدينية والدنيوية، وثقوا بعون الله ونصره، وعلي الله وحده فليعتمد المؤمنون في تحصيل مصالحهم الدينية والدنيوية .. 

12–وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمْ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمْ الصَّلاةَ وَآتَيْتُمْ الزَّكَاةَ وَآمَنْتُمْ بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمْ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً لأكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلأدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ فَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ

–ولقد أخذ الله العهد المؤكَّد على بني إسرائيل أن يخلصوا له العبادة وحده ، وأمر الله موسى عليه السلام أن يجعل عليهم اثني عشر رئيسًا بعدد فروعهم، يأخذون عليهم العهد –بالسمع والطاعة– لله ولرسوله ولكتابه، وقال الله لبني إسرائيل: إني معكم بالنصر والتأييد ..

–فإذا أديتم الصلاة على الوجه الأكمل، وأعطيتم الزكاة المفروضة لمستحقيها، وصدقتم برسلي جميعا فيما أخبروكم به من الحق .. وأيدتموهم ونصرتموهم، وأنفقتم في سبيلي.. 

فإذا قمتم بذلك كله لأكفرن عنكم السيئات التي ارتكبتموها، ولأدخلنكم يوم القيامة جنات تجري الأنهار من تحت قصورها، فمن كفر بعد أخذ هذا العهد الموثق عليه .. فقد ضل طريق الحق عالمًا عامدًا إلي طريق الضلال فيستحق ما يستحقه من حرمان الثواب وحصول العقاب .

13–فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظّاً مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ 

فبسبب نقض هؤلاء اليهود لعهودهم المؤكَّدة طردناهم من رحمتنا، وجعلنا قلوبهم غليظة لا تلين للإيمان، ولا يصل إليها خير، ولا تنفعها موعظة ، يُحَرِّفُونَ كلام الله عن مواضعه وهو التوراة ، بالتبديل لألفاظه ، وبالتأويل لمعانيه بما يوافق أهواءهم ، وتركوا العمل ببعض ما ذُكِّرُوا به، وهو- اتباع الرسول محمد ﷺ المذكور عندهم في التوراة.

–ولا تزال -أيها الرسول- تكتشف منهم خيانة لله ولعباده المؤمنين .. فهم على منهاج أسلافهم إلا قليلا منهم.. فاعف عن سوء معاملتهم لك، واصفح عنهم، فإن ذلك من الإحسان، إن الله يحب المحسنين. 

–وهكذا – أيها الرسول – يجد أهل الزيغ والكفر سبيلا إلى مقاصدهم السيئة بتحريف كلام الله وتأويله على غير وجهه، فإن عجَزوا عن التحريف والتأويل تركوا ما لا يتفق مع أهوائهم مِن شرع الله الذي لا يثبت عليه إلا القليل..ممن عصمه الله منهم.

♦♦♦

مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ

–من نعمة الله على النبي وأصحابه أن حماهم وكف عنهم أيدي أهل الكفر وضررهم.

–إن الإيمان بالرسل وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة من أسباب النصر والمغفرة ودخول الجنة.

–عدم طاعة الرسل سبب لغلظة القلوب وقساوتها، فلا يفيده الهدى، والخير إلا شرا !

–تحريف اليهود للكتب السماوية ومنها التوراة، جعل الله  يطردهم من رحمته ولهم عذاب أليم

–من عادة اليهود نقض العهود والمواثيق إلي يومنا هذا !








حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-