شائع

تفسير سورة المائدة صفحة 108 من الآيات (6 - 9) .. وفوائد الآيات

التفسير

6–يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنْ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمْ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ 

–يا أيها الذين آمنوا، إذا أردتم القيام للصلاة:- إذا كنتم مُحْدِثين حدثًا أصغر: فَتَوَضَّؤُوا بأن تغسلوا وجوهكم، وأن تغسلوا أيديكم مع المرافق ( وهو المِفْصَل الذي بين الذراع والعَضُد ) وتمسحوا برؤوسكم، وتغسلوا أرجلكم مع الكعبين ( وهما : العظمان البارزان عند ملتقى الساق بالقدم ) وإن كنتم مُحْدِثِينَ حدثًا أكبر: فاغتسلوا..

الحدث الأكبر:‏‏ ما أوجب الغسل، وهو ثلاثة أنواع الجنابة والحيض والنفاس‏‏، أما الحدث الأصغر: فهو ما أوجب وضوءا فقط : كالبول والغائط وخروج الريح والنوم .. وسائر نواقض الوضوء؛ وعلي هذا: فما أوجب وضوءًا فقط فهو حدث أصغر ، وما أوجب الغسل فهو حدث أكبر‏‏..

–حالات التيمم :- فإن كنتم مرضى الذي يضره غسله بالماء، أو على سفر في حال الصحة، أو كنتم مُحْدِثِينَ حدثًا أصغر بقضاء الحاجة مثلًا، أو مُحْدِثِينَ حدثًا أكبر بمجامعة النساء، فلم تجدوا ماء- فتيمموا -..

والتيمم: هو أن تضربوا بأيديكم وجه الأرض، ثم تمسحوا وجوهكم وأيديكم منه ، ما يريد الله في أمر الطهارة أن يُضَيِّق عليكم، بل أباح التيمم لكم توسعةً عليكم ، ورحمة بكم, إذ جعله بديلا للماء عند تعذره لمرض أو لفقد الماء.. إتمامًا لنعمته عليكم لعلكم تشكرون نعمة الله عليكم، ولا تكفرونها. 

–شروط التيمم: لابد من نية التيمم لقوله تعالي: (فَتَيَمَّمُوا) أي: اقصدوا، لا يصح التيمم بالتراب النجس، لقوله تعالي: (فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً) ، وفي حال التيمم يمسح الوجه واليدان فقط دون بقية الأعضاء..كما أن التيمم في الحدث الأصغر والحدث الأكبر واحد .. - وهو الوجه واليدان فقط-

7–وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمِيثَاقَهُ الَّذِي وَاثَقَكُمْ بِهِ إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ

–واذكروا نعمة الله عليكم: أن هداكم للإسلام وإن كنتم قبله لمن الضالين ، وميثاقه: عهده الذي أخذه عليكم -وهو الإيمان بالله ورسوله ﷺ والسمع والطاعة لهما، إذ قلتم للنبي محمد ﷺ حين بايعتموه (سمعنا وأطعنا) في كل ما تأمر به وتنهى عنه

–واتقوا الله بامتثال أوامره وعهده الذي أخذه عليكم واجتناب نواهيه، إن الله عليمٌ بما تخفونه في نفوسكم فاحذروا أن يطلع من قلوبكم على أمر لا يرضاه، واعمروا قلوبكم بمعرفته ومحبته والنصح لعباده. فإنكم - إن كنتم كذلك- غفر لكم السيئات، وضاعف لكم الحسنات، لعلمه بصلاح قلوبكم.

8–يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ 

 –يا أيها الذين آمَنوا بالله تعالي ورسوله ﷺ كونوا قائمين بحقوق الله تعالي عليكم مبتغين بذلك وجهه، لا لغرض من الأغراض الدنيوية، واعدلوا في أقوالكم وأفعالكم، وكونوا شهداء بالعدل لا بالجور، ولا يحملنكم بُغْضُ وكره قوم على ألا تعدلوا، فتنالوا منهم لعداوتهم لكم..

–اعدِلوا بين الأعداء والأحباب على درجة سواء .. فكلما حرصتم على العدل واجتهدتم في العمل به، كان ذلك أقرب لتقوى قلوبكم، فإن تم العدل كملت التقوى. فذلك العدل أقرب لخشية الله - واحذروا أن تجوروا - إن الله خبير بما تعملون، وسيجازيكم به..

9–وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ 

–وَعَدَ الله -الذي لا يخلف الميعاد- الذين آمنوا بالله ورسوله ﷺ وعملوا الصالحات بالمغفرة لذنوبهم، وبالثواب العظيم وهو دخول الجنة.

♦♦♦

مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ

–استعمال الماء للوضوء من الحدث الأصغر، والغسل من الحدث الأكبر.

يشرع التيمم: بديلا للماء عند تعذره لمرض أو لفقد الماء، لرفع حكم الحدث (الأصغر أو الأكبر).

–الأمر بتوخي العدل واجتناب الجور حتى في معاملة المخالفين.

وَعَدَ الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات بالمغفرة لذنوبهم،  ودخول الجنة.



 





حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-