شائع

تفسير سورة النساء صفحة 104 من الآيات (163 - 170) .. وفوائد الآيات

 

التفسير
163–إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً 

–إنا أوحينا إليك - أيها الرسول - بتبليغ الرسالة كما أوحينا إلى الآنبياء من قبلك، فقد أوحينا إلى نوح ، وأوحينا إلى الأنبياء الذين جاؤوا من بعده ، وأوحينا إلى إبراهيم ..

–وأوحينا إلي ابني ابراهيم: اسماعيل واسحاق ، وأوحينا إلى ابن إسحاق: يعقوب ، وأوحينا إلى الأسباط: ( أولاد يعقوب الاثنتي عشرة ، إخوة يوسف ، وهم الأنبياء الذين كانوا في قبائل بني إسرائيل) وأعطينا داود الزبور : كتاب وصحف مكتوبة ..

164–وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلاً لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيماً 

–وأرسلنا رسلا قد قصصناهم عليك في القرآن من قبل هذه الآية، ورسلا لم نقصصهم عليك لحكمة أردناها، وكلم الله موسى تكليمًا؛ حقيقة بلا وساطة، تشريفًا له بهذه الصفة. وفي هذه الآية الكريمة, إثبات صفة الكلام لله -تعالى- كما يليق بجلاله, وأنه سبحانه كلم نبيه موسى -عليه السلام- 

165–رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً 

–أرسَلْ الله تعالي رسلا إلى عباده .. مُبشِّرين بالثواب الكريم لمن آمن بالله، ومنذرين بالعذاب الأليم لمن عصي وكفر بالله حتى لا يكون للبشر حجة علي الله يعتذرون بها بعدم إرسال الرسل، فيقولوا مَا جَاءَنَا مِنْ بَشِيرٍ وَلا نَذِيرٍ - فَقَدْ جَاءَكُمْ بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ - وكان الله تعالي عزيزًا في ملكه ، حكيمًا في تدبيره وقضائه ..

166–لَكِنْ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنزَلَ إِلَيْكَ أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً 

–إن يكفر بك اليهود وغيرهم -أيها الرسول- فالله يشهد لك بأنك رسوله .. الذي أَنْزَلَ عليه القرآن العظيم، أنزله بعلمه، وكذلك الملائكة يشهدون بصدق ما أوحي إليك مع شهادة الله وكفى بالله شهيدًا، فشهادته كافية عن شهادة غيره.. 

167–إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ قَدْ ضَلُّوا ضَلالاً بَعِيداً 

–إن الذين كفروا بنبوتك - أيها الرسول - وصدوا الناس عن الإسلام ، هؤلاء الذين: جمعوا بين الكفر بأنفسهم وصدِّهم الناس عن سبيل الله، هؤلاء هم أئمة الكفر ودعاة الضلال، فقَدْ ضَلُّوا ضَلالا بَعِيدًا، وأي ضلال أعظم من ضلال من ضل بنفسه وأضل غيره ، فباء بالإثمين ورجع بالخسارتين وفاتته الهدايتان ..

168–إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنْ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقاً 

إن الذين كفروا بالله تعالي ورسوله وظلموا أنفسهم ببقائها على الكفر ، لم يكن الله ليغفر لهم ذنوبهم .. ولا ليرشدهم إلى طريق الهداية والصراط المستقيم الذي ينجيهم من عذاب الله. 

–والمراد بالظلم هنا: أعمال الكفر والاستغراق فيه، فهؤلاء بعيدون من المغفرة والهداية للصراط المستقيم. ولهذا قال: ( لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا).

169–إِلاَّ طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً 

–هؤلاء تعذرت المغفرة والهداية لهم وانسدت عليهم طرق الهداية، إلا طريق واحد وهو جهنم ماكثين فيها أبدًا، وكان ذلك على الله يسيرًا أي: لا يبالي الله بهم، ولا يعبأ، لأنهم لا يصلحون للخير .. ولا يليق بهؤلاء إلا الحالة التي اختاروها لأنفسهم، وما ربك بظلام للعبيد ..

170–يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِنْ رَبِّكُمْ فَآمِنُوا خَيْراً لَكُمْ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً 

–يا أيها الناس قد جاءكم رسول الله محمد ﷺ بالهدى ودين الحق من عند الله تعالي، فآمنوا بما جاءكم به يكن خيرًا لكم في الدنيا والآخرة وإن تكفروا بالله فإن الله غني عن إيمانكم، ولا يضره كفركم، فله ملك ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما، وكان الله عليمًا بمن يستحق الهداية فييسرها له، وبمن لا يستحقها فيُعْميه عنها، حكيمًا في أقواله وأفعاله وشرعه وقدره ..

–فإذا كانت السموات والأرض قد خضعتا لله تعالى كونًا وقدرًا خضوع سائر ملكه .. فأولى بكم أن تؤمنوا بالله وبرسوله محمد ﷺ وبالقرآن الذي أنزله عليه. وأن تنقادوا لذلك شرعًا حتى يكون الكون كلُّه خاضعًا لله قدرًا وشرعًا، وفي الآية دليل على عموم رسالة نبي الله ورسوله محمد ﷺ

♦♦♦

مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ

إثبات صفة الكلام لله تعالى على وجه يليق بذاته وجلاله، فقد كلّم الله موسى عليه السلام.

–محمد  ليس ببدع من الرسل، بل هو خاتم المرسلين، قد أرسل الله قبله الرسل.

–شهد الله والملائكة بصدق ما جاء به نبينا محمد  وأنه (أَنزلَهُ بِعِلْمِهِفوجب تصديقه، والإيمان به واتباعه.

–يوجد الكثير من الرسل لم يقصصها علينا القرآن الكريم لحكمة يعلمها سبحانه.

–بعد إرسال الرسل مبشرين ومنذرين لم يبق للخَلْق حجة علي الله يوم البعث والحساب. 

–إن الله عليم بمن يستحق الهداية والغواية، حكيم في وضع الهداية والغواية موضعهما

–من آمن فلنفسه ومن عصي فعليها، فإن الله غني عن إيمانكم، ولا يضره كفركم 
 



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-