شائع

تفسير سورة النساء صفحة 103 من الآيات (155 - 162) .. وفوائد الآيات

التفسير

155–فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمْ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً 

– لقد لعن الله تعالي اليهود وطردهم من رحمته ، بسبب نقضهم العهد المؤكد عليهم ، وبسبب كفرهم بآيات الله .. وجراءتهم على قتل الأنبياء ظلمًا واعتداءً، وبقولهم لمحمد ﷺ قلوبنا عليها أغطية فلا تفقه ما تقول، بل طمس الله تعالي على قلوبهم فلا يصل إليها خير بسبب كفرهم، فلا يؤمنون إلا إيمانًا قليلًا لا ينفعهم.

156–وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَاناً عَظِيماً 

–وكذلك لعنَّ الله تعالي اليهود .. وطردهم من رحمته، بسبب كفرهم وافترائهم على العذراء مريم -رضي الله عنها- بما نسبوه إليها من الزنى زورًا وبهتانًا، وهي بريئة منه.

157–وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً 

–وكذلك لعنَّ الله اليهود وطردهم من رحمته .. بسبب قولهم مفتخرين كذبًا: إنا قتلنا المسيح عيسى بن مريم رسول الله. -وما قتلوه كما ادعوا وما صلبوه-، ولكنهم قتلوا رجلًا ألقى الله شَبَهَ عيسى عليه السلام..وصلبوه، فظنوا أن المقتول هو عيسى عليه السلام.

–والذين ادعوا قتل عيسي عليه السلام .. من اليهود والذين أسلموه إليهم من النصارى –كلاهما– في حيرة من أمره وشك فليس لهم به علم.. وإنما يتبعون الظن، وإن الظن لا يغني من الحق شيئًا، وما قتلوا عيسى عليه السلام وما صلبوه قطعًا.

158–بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً 

– بعد انتشار دعوة عيسى عليه السلام .. في البلاد ، ازداد حقد الحاقدين من بني إسرائيل وقرروا قتله وأعدوا خطتهم لقتله، فأوحى الله إلي عيسى عليه السلام .. بمكرهم وخطتهم وأخبره أنه منجيه منهم ورافعه إليه..

–ونجَّاه الله من مكرهم، ورفعه إليه ببدنه وروحه حيًّا، تشريفاً له وتكريماً من أن يقتله اليهود ، وكان الله عزيزًا في ملكه، لا يغالبه أحد، حكيمًا في تدبيره وقضائه وشرعه.

159–وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً 

–ينزل عيسى عليه السلام في آخر الزمان، حاكما بشريعة نبينا محمد ﷺ بحكم القرآن، ومتبعا له، وما من أحد من أهل الكتاب إلا سوف يؤمن بعيسى عليه السلام بعد نزوله آخر الزمان وقبل موته..

–ويوم القيامة يكون عيسى عليه السلام شهيدًا عليهم بتكذيب مَن كذَّبه، وتصديق مَن صدَّقه، وليشهد بأن ما جاء به محمد  هو الحق وأن ما عداه فهو ضلال وباطل.. 

160–فَبِظُلْمٍ مِنْ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيراً

–فبسبب ظلم اليهود: قد حَرَّمْنَا عليهم بعض .. المآكل الطيبة التي كانت حلالًا لهم ، فحرمنا عليهم كل ذي ظفر ، ومن البقر والغنم حرمنا عليهم شحومهما إلا ما حملت ظهورهما ..
 وبسبب صدهم أنفسهم، وصدهم غيرهم عن سبيل الله حتى صار الصد عن الخير سجية لهم.

–وهذا تحريم عقوبة لهم : وذلك بسبب ظلمهم واعتدائهم .. وأما التحريم الذي على هذه الأمة فإنه تحريم تنزيه لهم عن الخبائث التي تضرهم في دينهم ودنياهم.

161–وَأَخْذِهِمْ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَاباً أَلِيماً 

–وكذلك كانت عقوبتهم : بسبب تعاملهم بالربا بعد أن نهاهم الله عن التعامل به، وبسبب أخذ أموال الناس بغير حق شرعي ، وأعتدنا للكافرين بالله ورسوله مِن هؤلاء اليهود عذابًا موجعًا في الآخرة.  

162–لَكِنْ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أُوْلَئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْراً عَظِيماً 

–ولما ذكر تعالي مساوئ أهل الكتاب ذكر المؤمنين منهم فقال تعالي:

 لكنِ الثابتون المتمكنون في العلم من اليهود ، والمؤمنون يُصَدِّقُون بما أنزله الله عليك -أيها الرسول- من القرآن ، ويُصَدقُون بما أنزله الله من الكتب على من قبلك من الرسل كالتوراة والإنجيل .. ويقيمون الصلاة ، ويعطون زكاة أموالهم ، ويصدقون بالله إلهًا واحدًا لا شريك له ، ويصدقون بيوم القيامة؛ أولئك المتصفون بهذه الصفات سنعطيهم ثوابًا عظيمًا ، وهو الجنة.

♦♦♦

مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ

–الختم على القلوب يكون بسبب شدة الظلم، وهو سبب لحرمانها من الفهم والإيمان.

–عِظَمُ نعم الله وكثرتها على بني إسرائيل، ومع هذا لم يزدهم إلا جحودا وعنادا وكفرا

–بيان عداوة اليهود لنبي الله عيسى عليه السلام حتى إنهم وصلوا لمحاولة قتله.

–بيان جهل النصارى وحيرتهم في مسألة الصلب، وتعاملهم فيها بالظنون الفاسدة.

–بيان فضل المتمكن في العلم حتى أدى به تمكنه هذا للإيمان بالنبي محمد 








حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-