شائع

تفسير سورة النساء صفحة 99 من الآيات (128 - 134) .. وفوائد الآيات

التفسير 

128–وَإِنْ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزاً أَوْ إِعْرَاضاً فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحاً وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتْ الأَنفُسُ الشُّحَّ وَإِنْ تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً 

–وإن خافت امرأة من زوجها نشوزا: ترفُّعًا عنها وتعاليًا عليها وذلك بترك مضاجعتها والتقصير في نفقتها..أو إعْرَاضاً: انصرافًا عنها وعدم رغبة فيها فلا إثم عليهما أن يتصالحا بأن تتنازل عن بعض الحقوق الواجبة لها كحق النفقة والمبيت - والصلح هنا خير لهما من الطلاق -

–وقد جُبِلت النفوس على الحرص والبخل، فلا ترغب في التنازل عما لها من حقوق.. وترضي، فينبغي للزوجين علاج هذا الخلق بتربية النفس على - التسامح والإحسان - فمتى وفق الإنسان لهذا الخُلُق الحسن - سهل عليه الصلح - بينه وبين زوجه ومعاملته..

–وإن تحسنوا في كل شؤونكم، وتتقوا الله تعالي بامتثال أوامره واجتناب نواهيه، فإن الله كان بما تعملون خبيرًا، لا يخفى عليه شيء، وسيجازيكم الله تعالي عليه.

129–وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِنْ تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَحِيماً 

–ولن تستطيعوا - أيها الأزواج - تحقيق العدل التام بين النساء في المحبة وميل القلب، مهما بذلتم في ذلك من الجهد، فلا تميلوا كل الميل عن التي لا تحبونها فتتركوها كالمعلقة لا هي ذات زوج – يقوم بحقها ، –ولا هي غير ذات زوج– فتتطلع للزواج فتأثموا .. وإن تصلحوا أعمالكم فتعدلوا في قَسْمتكم بين زوجاتكم, وتراقبوا الله تعالى وتخشوه فيهن, فإن الله تعالى كان غفورًا لعباده, رحيمًا بهم.

130–وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلاًّ مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعاً حَكِيماً 

–وإن تفرق الزوجان بطلاق أو خُلْع أغْنَى الله كلًّا منهما من فضله الواسع ، فيغني الرجل بزوجة خير له منها .. ويغني المرأة بزوج خير لها منه ، وكان الله تعالي واسع الفضل والرحمة ، حكيمًا في تدبيره وتقديره .. وفيما يقضي به بين عباده.

131–وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنْ اتَّقُوا اللَّهَ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ غَنِيّاً حَمِيداً 

–ولله ملك ما في السموات وما في الأرض وما بينهما. ولقد عهدنا إلى الذين أُعطوا الكتاب من قبلكم من اليهود والنصارى، ولقد عهدنا إليكم كذلك -يا أمة محمد- بتقوى الله تعالي بامتثال أوامره واجتناب نواهيه، وإن تكفروا بهذا العهد فلن تضروا إلا أنفسكم، فالله غني عن طاعتكم، فله ملك ما في السماوات وما في الأرض، وهو الغني عن جميع خلقه .. المحمود على جميع صفاته وأفعاله. 

132–وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً 

–ولله تعالي وحده ملك ما في السماوات وما في الأرض جميعا ، المستحق أن يطاع، وكفى بالله سبحانه وَكِيلاً: قائمًا بشؤون خلقه علما وقدرة وتدبيرا، حافظًا لها ..

133–إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ وَيَأْتِ بِآخَرِينَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى ذَلِكَ قَدِيراً 

–إن الله هو الغني الحميد إن يشا يُهْلِككم -أيها الناس- ويأت بآخرين غيركم -خير منكم- يطيعون الله ولا يعصونه، وكان الله على ذلك قديرًا ..      –وفي هذه الآية: تهديد للناس الذين يصرون على كفرهم وإعراضهم عن ربهم ورسوله ..

134–مَنْ كَانَ يُرِيدُ ثَوَابَ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ ثَوَابُ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعاً بَصِيراً 

–من يرغب منكم –أيها الناس– في ثواب الدنيا ويعرض عن الآخرة، فإنه قد قصر سعيه .. ومع ذلك فلا يحصل له من ثواب الدنيا سوى ما كتبه الله له منها، فإن الله هو المالك لكل شيء الذي عنده ثواب الدنيا والآخرة ..

–إن المؤمن الحق: هو الذي يكون سعيه لثواب الدنيا والآخرة معا، فليطلب من الله تعالي وحده خيري الدنيا والآخرة، فهو الذي يملكهما ، وكان الله سميعًا لأقوال عباده ، بصيرًا بأعمالهم ونياتهم .. وسيجازيهم الله على ذلك.

♦♦♦

مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ

–استحباب المصالحة بين الزوجين عند المنازعة، فالصلح خير من الطلاق أو الخلع.

–التنازل بين الزوجين عن بعض الحقوق إدامة لعقد الزوجية، وعدم الشتات للأسرة والأولاد. 

أوجب الله تعالى العدل بين الزوجات خاصة في الأمور المادية التي هي في مقدور الأزواج. 

–تسامح الشرع حين يتعذر العدل في الأمور المعنوية، كالحب والميل القلبي.

–لا حرج على الزوجين في الفراق إذا تعذرت العِشْرة بينهما.

–الوصية الجامعة للخلق، هي الأمر بتقوى الله تعالى بامتثال الأوامر واجتناب النواهي.






حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-