شائع

تفسير سورة النساء صفحة 98 من الآيات (122 - 127) .. وفوائد الآيات

التفسير 

122–وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَار خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً وَعْدَ اللَّهِ حَقّاً وَمَنْ أَصْدَقُ مِنْ اللَّهِ قِيلاً 

–ولما ذكر الله جزاء أتباع الشيطان ذكر جزاء أتباع الرسل؛ فقال تعالي:

–والذين آمنوا بالله وعملوا الأعمال الصالحة المقرِّبة إلي الله تعالي، سيدخلهم الله -بفضله- جنات تجري من تحت قصورها الأنهار ، ماكثين فيها أبدًا، وعدًا من الله الذي لا يخلف وعده، ولا أحد أصدق من الله تعالي في قوله ووعده.

123–لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ وَلا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيّاً وَلا نَصِيراً 

–ولا يُنال هذا الفضل العظيم: وهو الفوز بالجنة بالأماني التي تتمنونها أيها المسلمون، ولا بأماني أهل الكتاب من اليهود والنصارى، بل الأمر ينال- بالإيمان الصادق والعمل الصالح- فمن يعمل منكم عملًا سيئًا .. من ذكر أو أنثي سوف يجازَ به يوم القيامة ، ولن يجد له من دون الله تعالي وليًّا يتولي أمره ويجلب له النفع ، ولا نصيرًا ينصره ، ويدفع عنه سوء العذاب.

124–وَمَنْ يَعْمَلْ مِنْ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ نَقِيراً 

ومن يعمل من الأعمال الصالحة من ذكر أو أنثى، وهو مؤمن بالله تعالى حقًّا وبما أنزل من الحق: وقال تعالي: ( مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ ) وهذا شرط لتقبل جميع الأعمال، فالأعمال لا تكون صالحة، ولا تقبل ولا يترتب عليها الثواب ولا يندفع بها العقاب إلا بالإيمان بالله وحده.

–فأولئك: الذين جمعوا بين الإيمان بالله تعالي والعمل الصالح يدخلهم الله الجنة دار النعيم المقيم، وأولئك لا يُنْقَصون من ثواب أعمالهم شيئا ولو كان قليلًا مقدار النقرة في ظهر النواة

125–وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً 

–ولا أحد أحسن دينًا ممن استسلم لله تعالي ظاهرًا وباطنًا وأخلص نيته لله تعالي، وأحسن في عمله باتباع ما شرع الله ..  واتبع شريعة إبراهيم: الذي كان مائلًا عن الشرك والكفر إلى التوحيد والإيمان، والذي هو أصل دين محمد ﷺ.

–وقد اصطفى الله إبراهيم عليه السلام واتخذه خليّلاً من بين سائر خلقه، والخُلة: هي أعلى أنواع المحبة ، لأنه وفَّى بما أُمر به ، وقام بما ابْتُلي به ، فجعله الله إماما للناس ، وذكره في العالمين .. وفي هذه الآية: -إثبات صفة الخُلّة لله -تعالى- وهي أعلى مقامات المحبة ، والاصطفاء..

126–وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطاً 

ولله جميع ما في هذا الكون من المخلوقات، فهي ملك له تعالى وحده، وكان الله بكل شيء محيطًا، إن الله لا يخفى عليه شيء من أمور خلقه علمًا وقدرة وتدبيرًا، وهذه الآية الكريمة، فيها بيان إحاطة الله بجميع الأشياء .. 

127–وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ قُلْ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ فِي يَتَامَى النِّسَاءِ اللاَّتِي لا تُؤْتُونَهُنَّ مَا كُتِبَ لَهُنَّ وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنكِحُوهُنَّ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنْ الْوِلْدَانِ وَأَنْ تَقُومُوا لِلْيَتَامَى بِالْقِسْطِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِهِ عَلِيماً 

ويسألونك -أيها الرسول- في أمر النساء وما يجب لهن وعليهن، قل: الله يبين لكم ما سألتم عنه في القرآن الكريم فتبينوا منه :-   

–في شأن يتامى النساء اللاتي لا تعطونهن ما فرض الله تعالى لهن من المهر والميراث وغير ذلك من الحقوق.. وترغبون نكاحهن، أولا ترغبون في نكاحهن، أوتمنعونهن من النكاح طمعًا في أموالهن..

–ويبين لكم ما يجب في المستضعفين من الصغار، من إعطائهم حقهم من الميراث، وألا تظلموهم بالاستيلاء على أموالهم، ويبين لكم وجوب القيام على اليتامى بالعدل بما يصلح شأنهم في الدنيا والآخرة، وما تفعلوا من خير لليتامى وغيرهم فإن الله عليم به، وسوف يجازيكم عليه يوم القيامة ..

♦♦♦

مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ

–ما عند الله من الثواب لا يُنال بمجرد الأماني والدعاوى، بل لا بد من الإيمان والعمل الصالح.

–الجزاء من جنس العمل، فمن يعمل سوءًا يُجْز به، ومن يعمل خيرًا يُجْز بأحسن منه.

–الإخلاص والاتباع هما مقياس قبول العمل عند الله تعالى.

–عَظّمَ الإسلام حقوق الفئات الضعيفة من النساء والصغار، وبين ذلك في القرآن الكريم.

–وحرم الإسلام الاعتداء عليهم، وأوجب رعاية مصالحهم في ضوء ما شرع.








حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-