شائع

تفسير سورة النساء صفحة 92 من الآيات (87 - 91) .. وفوائد الآيات

 

التفسير

87–اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لا رَيْبَ فِيهِ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنْ اللَّهِ حَدِيثاً 

الله وحده المتفرد بالألوهية لجميع الخلق، لا معبود بحق غيره، ليجمعنّ أولكم وآخركم يوم القيامة الذي لا شك فيه؛ للحساب والجزاء. ولا أحد أصدق من الله حديثًا فيما أخبر به. 

88–فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا أَتُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَنْ يُضْلِلْ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً 

–فما لكم -أيها المؤمنون- في شأن المنافقين إذ اختلفتم فانقسمتم إلي فريقين:- مختلفين: الفريق الأول: يقول بقتالهم لكفرهم .. والفريق الآخر: يقول بترك قتالهم لإيمانهم؟

–فما لكم تختلفون بشأنهم؟! والله قد أوقعهم في الكفر  والضلال، وذلك بسبب سوء أعمالهم وبطانتهم للكفر، أتودون هداية من صرف الله تعالى قلبه عن دينه؟ ومن يضلل الله فلن تجد له طريقًا إلى الهداية. 

89–وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً فَلا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ حَتَّى يُهَاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَلا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيّاً وَلا نَصِيراً

تمنَّى المنافقون لو تكفرون بما أنزل عليكم كما كفروا فتكونون مستوين معهم في الكفر، فلا تتخذوا منهم أولياء لعداوتهم -حتى يهاجروا في سبيل الله- من دار الشرك إلى بلاد الإسلام برهانًا على صدق إيمانهم.

–فإن أعرضوا هؤلاء المنافقين عما دعوا إليه وهو الهجرة في سبيل الله، فخذوهم واقتلوهم أينما وجدتموهم، ولا تتخذوا منهم وليًّا يواليكم على أموركم، ولا نصيرًا يعينكم على أعدائكم.

90–إِلاَّ الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ أَوْ جَاءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَنْ يُقَاتِلُوكُمْ أَوْ يُقَاتِلُوا قَوْمَهُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقَاتَلُوكُمْ فَإِنْ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمْ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلاً 

– إن الله استثنى من قتال المنافقين ثلاث فِرَق:-

الفرقة الأولي: الذين يلجؤون إلى قوم بينكم وبينهم ميثاق وعهد بالأمان علي ترك القتال- لهم ولمن وصل إليهم - فلا تقاتلوهم ..

الفرقة الثانية: وكذلك الذين أتَوا إليكم وقد ضاقت صدورهم وكرهوا أن يقاتلوكم، كما كرهوا أن يقاتلوا قومهم، فلم يكونوا معكم ولا مع قومهم، فلا تقاتلوهم، ولو شاء الله لسلَّطهم عليكم، فلقاتلوكم مع أعدائكم من المشركين، ولكن الله تعالى صرفهم عنكم بفضله وقدرته.

الفرقة الثالثة: الذين اعتزلوكم وتركوكم فلم يقاتلوكم، وانقادوا إليكم مستسلمين تاركين قتالكم، فما جعل الله لكم عليهم طريقًا بقتلهم أو أسرهم.

91–سَتَجِدُونَ آخَرِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَأْمَنُوكُمْ وَيَأْمَنُوا قَوْمَهُمْ كُلَّ مَا رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ أُرْكِسُوا فِيهَا فَإِنْ لَمْ يَعْتَزِلُوكُمْ وَيُلْقُوا إِلَيْكُمْ السَّلَمَ وَيَكُفُّوا أَيْدِيَهُمْ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأُوْلَئِكُمْ جَعَلْنَا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطَاناً مُبِيناً 

–ستجدون فريقًا آخر من المنافقين يظهرون لكم الإيمان ليأمنوا على أنفسهم، ويظهرون الكفر لقومهم من الكفار إذا رجعوا إليهم ليأمنوهم..كلما دُعُوا إلى الكفر بالله والشرك به وقعوا فيه أشد الوقوع، لبطانتهم السيئة..

–فهؤلاء الذين صفتهم هذه من المنافقين: إذا لم يتركوا قتالكم، وينقادوا إليكم مستسلمين مصالحين، ويكفوا أيديهم عن أسركم؛ فخذوهم واقتلوهم أينما وجدتموهم، وأولئك الذين جعلنا لكم الحجة البينة على  قتلهم وأسرهم، لكونهم معتدين ظالمين لكم تاركين للمسالمة..

♦♦♦

مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ

–خفاء حال بعض المنافقين أوقع الخلاف بين المؤمنين في حكم التعامل معهم.

 –بيان كيفية التعامل مع المنافقين بحسب أحوالهم ومقتضى المصلحة معهم.

–عدل الإسلام في الكف عمَّن لم تقع منه أذية متعدية من المنافقين.

 –يكشف الجهاد في سبيل الله أهل النفاق بسبب تخلفهم عنه وتكلف أعذارهم.





حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-