شائع

تفسير سورة النساء صفحة 89 من الآيات (66 - 74) .. وفوائد الآيات

 

التفسير  

66–وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنْ اقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ أَوْ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ إِلاَّ قَلِيلٌ مِنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتاً 

–ولو أوجبنا على هؤلاء المنافقين المتحاكمين إلى الطاغوت أن يقتل بعضهم بعضًا، أو أن يخرجوا من ديارهم، ما استجاب لذلك إلا عدد قليل منهم, فليحمدوا الله أنه لم يكلفهم ما يشق عليهم، بل وأن الله تعالي يسر لهم ما أمرهم به من الأوامر والعبادات التي لا يشق علي فعلها أي أحد..

–ولو أنهم استجابوا لما يُنصحون به من طاعة الله ورسوله لكان خيرًا لهم من المخالفة والكفر .. وأشد رسوخًا لإيمانهم، ولآتيناهم من عندنا ثوابًا عظيمًا في الدنيا والآخرة، ولوفقناهم إلى الطريق الموصل إلى الله وجنته. 

67– وَإِذاً لآتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْراً عَظِيماً 

–ولو أن هؤلاء فعلوا ما يذكرون به لآتيناهم من عندنا ثوابًا وأجرا عظيمًا في الدنيا: من الهداية والتوفيق، وفي الآخرة: من النعيم المقيم مما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.

68–وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطاً مُسْتَقِيماً 

–ولو أن هؤلاء أطاعوا الله ورسوله  لوفقناهم إلى الطريق الموصل إلى الله وجنته وهو طريق الهداية: الذي يتضمن العلم بالحق ومحبته وإيثاره والعمل به، وتوقف السعادة والفلاح على ذلك، فمن هُدِيَ إلى صراط مستقيم، فقد وُفِّقَ لكل خير واندفع عنه كل شر وضر..

69–وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقاً 

–ومن يطع الله والرسول فهو مع الذين أنعم الله عليهم بدخول الجنة من:-
الأنبياء: الذين فضلهم الله بوحيه، وبإرسالهم إلى الخلق، ودعوتهم إلى الله تعالى
والصديقين: الذين كمل تصديقهم بما جاءت به الرسل، فعلموا الحق وصدقوه بيقينهم، وقاموا به قولا وعملاوحالا ، ودعوة إلي الله تعالي .. 
والشهداء: الذين قتلوا في سبيل الله. 
والصالحين: الذين صلحت ظواهرهم وبواطنهم فصلحت أعمالهم.

–فكل من أطاع الله ورسوله كان مع هؤلاء في صحبتهم،  بالاجتماع بهم في جنات النعيم والأنْس بقربهم ، وما أحسن أولئك من رفقاء في الجنة..

70–ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنْ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيماً 

–ذلك العطاء الجزيل الذي نالوه إنما هو من عند الله تعالي، فهو سبحانه الذي وفقهم لذلك .. وأعانهم عليه، وأعطاهم من الثواب ما لا تبلغه أعمالهم، وكفى بالله عليما يعلم أحوال عباده، ومَن يَستحقُّ منهم الثواب الجزيل بما قام به من الأعمال الصالحة، وسيجازي كلًّا بعمله.

71–يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانفِرُوا ثُبَاتٍ أَوْ انفِرُوا جَمِيعاً 

–يأمر تعالى عباده المؤمنين أن يأخذوا الحذر من أعدائهم باتخاذ الأسباب المعينة على قتالهم ، ويستدفع مكرهم وقوتهم..من تعلم الصناعات التي تعين على ذلك، وعمل الحصون والخنادق ، وتعلم الرمي والركوب، والتعرف علي مداخلهم ومخارجهم، ومكرهم، والدعوة إلي النفير..

-يأيها المؤمنون- اخرجوا لملاقاة عدوكم جماعة بعد جماعة أو مجتمعين .. كل ذلك حسب ما فيه مصلحتكم، ويكون ما فيه النكاية بأعدائكم.. وهذه الآية نظير قوله تعالى: وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ .

72–وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ فَإِنْ أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُنْ مَعَهُمْ شَهِيداً 

–وإنَّ منكم - أيها المسلمون - أقوامًا يتباطؤون عن الخروج لقتال أعدائكم لجبنهم، ويثبطون غيرهم عن عمد واصرار، وهؤلاء هم- المنافقون وضعيفوا الإيمان- فإن نالكم قتل أو هزيمة قال أحدهم فرحًا بسلامته: قد حفظني الله وتفضل علي فلم أحضر القتال معهم فيصيبني ما أصابهم ، وسرَّه تخلفه عنكم.

–رأى من ضعف عقله وإيمانه .. أن التقاعد عن الجهاد بالنسبة إليه نعمة، ولم يدر أن -النعمة الحقيقية-هي التوفيق لهذه الطاعة الكبيرة،التي يحصل منها علي عظيم الثواب ورضا الله تعالي، أما القعود فإنه وإن استراح قليلا فإنه يعقبه تعب طويل في الدنيا وندم وحسرة علي ما فاته من نعيم الآخرة..

73–وَلَئِنْ أَصَابَكُمْ فَضْلٌ مِنَ اللَّهِ لَيَقُولَنَّ كَأَنْ لَمْ تَكُنْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ يَا لَيْتَنِي كُنتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً 

–ولئن نالكم -أيها المسلمون- فضل من الله .. بنصر أو غنيمة ليقولَنَّ هذا المتخلف عن الجهاد حاسدًا متحسرًا : كأنه ليس منكم وكأن لم تكن بينكم وبينه محبة وصحبة: يا ليتني كنت معهم في قتالهم هذا فأظفر بعظيم ما ظفروا به، من النجاة والنصرة والغنيمة ..فقال الله: فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ.

74–وَمَنْ يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً 

–فليجاهد في سبيل نصرة دين الله تعالي وإعلاء كلمته- هم المؤمنون الصادقون- الذين يبيعون الحياة الدنيا رغبة عنها بالدار الآخرة رغبة فيها وبثوابها. 

–ومن يقاتل في سبيل الله تعالي لتكون كلمة الله هي العليا .. فيُقتلْ شهيدًا، أو يظهَرْ على عدوه، ويظفر به، فسيعطيه الله ثوابًا عظيمًا، وهو الجنة ورضوان الله عليه. 
 
♦♦♦

مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ

–فعل الطاعات والمداومة عليها، من أهم أسباب الثبات على الدين.

–أخذ الحيطة والحذر باتخاذ جميع الأسباب المعينة على قتال العدو، لا بالقعود والتخاذل.

–الحذر من التباطؤ عن الجهاد وتثبيط الناس عنه

– الجهاد من أعظم أسباب عزة المسلمين، ومنع تسلط العدو عليهم.

ينبغي أن يلحظ العبد ضد ما هو فيه من المكروهات، لتخف عليه العبادات، ويزداد حمدًا وشكرًا لربه.

–المجاهدين في سبيل الله الذين أعد الله لهم في الجنة ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر






 
 
 

 
  





حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-