شائع

تفسير سورة النساء صفحة 87 من الآيات (52 - 59) .. وفوائد الآيات

التفسير 

52–أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمْ اللَّهُ وَمَنْ يَلْعَنْ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيراً 

–إن أولئك اليهود الذين أُعطوا حظًّا من العلم يصدقون بكل ما يُعبد من دون الله من الأصنام والجبت والطاغوت تصديقا يحملهم علي الكفر بالله ورسوله، والتحاكم إلى غير شرع الله.

أولئك الذين يعتقدون هذا الاعتقاد الفاسد، فكَثُرَ فسادهم وعمَّ ضلالهم ، هم الذين لعنهم الله، فأبعدهم من رحمته لكفرهم بالله ورسوله، ومن يخزه الله فيبعده من رحمته، فلن تجد له من ينصره من عقوبة الله، ولعنته التي تحلّ به ويدفع عنه سوء العذاب.

53–أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنْ الْمُلْكِ فَإِذاً لا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيراً 

–يقول تعالى: وهذا استفهام إنكاري، أم لهم نصيب من الملك ؟! أي ليس لهم نصيب من الملك، لأنهم لو كان لهم نصيب في الملك والتصرف، لَمَا أعطوا أحدًا منه شيئًا، ولا سيما محمداً ﷺ وأصحابه، ولو كان قدر النقطة التي في ظهر نواة التمر، فلو كانوا كذلك لشحوا وبخلوا أشد البخل وهذا استفهام استنكاري يصفهم بشدة البخل ..

54–أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكاً عَظِيماً 

–بل يحسدون محمدًا  على ما أعطاه الله من نعمة النبوة والرسالة، ويحسدون أصحابه على نعمة التوفيق إلى الإيمان، والتصديق بالرسالة واتباع الرسول، والتمكين في الأرض، ويتمنون زوال هذا الفضل عنهم؟ 

فَلِمَاذا يحسدونهم؟! وقد سبق أن أعطينا ذرية إبراهيم عليه السلام- الكتب التي أنزلها الله عليهم- وما أوحيناه إليهم  غير الكتب المقروءة وأعطيناهم مع ذلك ملكًا واسعًا على الناس؟!

55–فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيراً 

–إن الذين أوتوا حظًّا من العلم من أهل الكتاب فمنهم:-
–مَن صدَّق برسالة محمد  وعمل بشرعه.
ومنهم مَن أعرض ولم يستجب لدعوته، ومنع الناس من اتباعه، فحسبكم -أيها المكذبوننار جهنم تسعَّر بكم. 

56–إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَاراً كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزاً حَكِيماً 

–إن الذين كفروا بما أنزل الله من آياته ووحي كتابه ودلائله وحججه .. فسوف ندخلهم نارًا يقاسون حرَّها ، كلما احترقت جلودهم بدَّلْناهم جلودًا أخرى; ليستمر عليهم العذاب والألم ، إن الله كان عزيزًا لا يمتنع عليه شيء ، حكيمًا في ما يدبره ويقضي به ..

57–وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً لَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِلاًّ ظَلِيلاً 

 –والذين اطمأنت قلوبهم بالإيمان بالله تعالى والتصديق برسالة رسوله محمد  واستقاموا على الطاعة، سندخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار، ينعمون فيها أبدًا .. ولا يخرجون منها، ولهم فيها زوجات مطهرات مِن كل أذى وسوف ندخلهم ظلا كثيفًا ممتدًا في الجنة لا تجد فيه حرا، ولا بردا.

58–إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً 

–إن الله تعالى يأمركم :- 
–بأداء مختلف الأمانات، التي أؤتمنتم عليها إلى أصحابها، فلا تقصروا فيها..
–ويأمركم الله إذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل فلا تميلوا وتجوروا في الحكم ..

–إن هذا نِعْم ما يُذَكِّرُكم به الله ويرشدكم إليه في كل أحوالكم .. إن الله كان سميعًا لأقوالكم ، بصيرًا بأفعالكم.

59–يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً 

–يا أيها الذين آمنوا بالله واتبعوا رسوله وعملوا بشرعه، استجيبوا لأوامر الله تعالى ولا تعصوه، واستجيبوا للرسول  فيما جاء به من الحق، وأطيعوا ولاة أمركم في غير معصية الله. 

فإن اختلفتم في شيء بينكم، فارجعوا في حكمه إلى كتاب الله وسُنَّة رسوله  إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر، ذلك الرجوع إلى الكتاب والسُّنَّة خير من التمادي في الخلاف والقول بالرأي، وأحسن عاقبة لكم.

♦♦♦

مِنْ فَوَائِدِ الآيَات

–من أسباب كفر أهل الكتاب حسدهم للمؤمنين على نعمة النبوة، والتمكين في الأرض.

–من أعظم مكارم الأخلاق هو: المحافظة على الأمانات، والحكم بين الناس بالعدل.

–وجوب طاعة الله ورسوله، وطاعة ولاة الأمر ما لم يأمروا بمعصية.

الرجوع عند التنازع إلى حكم الله وسنة رسوله تحقيقًا لمعنى الإيمان والعدل.




حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-