شائع

تفسير سورة النساء صفحة 85 من الآيات (38 - 44) .. وفوائد الآيات

التفسير 
38–وَالَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَاءَ النَّاسِ وَلا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَنْ يَكُنْ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِيناً فَسَاءَ قَرِيناً 

-كما بين الله العذاب المخزي للذين يبخلون بالإنفاق في سبيل الله ..جعله كذلك للذين ينفقون أموالهم رياء وسمعة.

أعد الله سبحانه العذاب المخزي للذين ينفقون أموالهم -رياءً وسمعةً- وذلك من أجل أن يراهم الناس ويمدحوهم ، وهم لا يؤمنون بالله تعالي ولا بيوم القيامة..اعتقادًا وعملا. 

–فنحن أعتدنا لهم ذلك العذاب المخزى، لهذه الأعمال السيئة التي يدعو إليها الشيطان، وما أضلهم إلا متابعتهم للشيطان، ومن يكن له الشيطان ملازمًا .. فبئس الملازم والقرين.

39–وَمَاذَا عَلَيْهِمْ لَوْ آمَنُوا بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقَهُمْ اللَّهُ وَكَانَ اللَّهُ بِهِمْ عَلِيماً 

–وماذا يضر هؤلاء المنفقين لو أنهم آمنوا بالله حقًّا وبيوم القيامة، وأنفقوا أموالهم في سبيل الله مخلصين له؟! بل في ذلك الخير كله، وكان الله بهم عليمًا، لا يخفى عليه حالهم، وسيجازي كلًّا بعمله.

40–إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً 

–إن الله تعالى عدل لا يظلم عباده شيئًا، فلا ينقص من حسناتهم مقدار ذرة، ولا يزيد في سيئاتهم شيئًا، وإن تكن زنة الذرة حسنة فإنه سبحانه -يزيدها ويكثرها لصاحبها- ويتفضل عليه بالمزيد، فيعطيه ثوابًا كبيرًا من عنده .. وهو الجنة.

41–فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيداً 

–فكيف يكون حال الناس يوم القيامة! إذا جاء الله من كل أمة برسولها ليشهد عليها بما عملت، وجاء بك -أيها الرسول- لتكون شهيدًا على أمتك أنك بلغتهم رسالة ربِّك.

42–يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوْا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمْ الأَرْضُ وَلا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثاً 

–في ذلك اليوم العظيم يود الذين كفروا بالله وعصوا رسوله لو صاروا ترابًا فكانوا سواءً هم والأرض،حتى لا يبعثوا، وهم لا يستطيعون -في هذا اليوم- أن يُخفوا أي شيئ مما عملوه ومما في أنفسهم علي الله ؛ لأن الله تعالي يختم على ألسنتهم فلا تنطق، ويأذن  لجوارحهم فتشهد عليهم بما كانوا يعملون.

43–يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلا جُنُباً إِلاَّ عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا وَإِنْ كُنتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنْ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمْ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوّاً غَفُوراً 

–يا أيها الذين آمنوا بالله واتبعوا رسوله :-

لا تصلُّوا وأنتم في حال سكر حتى تصحوا من سكركم، وتميزوا ما تقولون -وقد كان هذا قبل التحريم القاطع للخمر في كل حال .

–ولا تصلُّوا وأنتم في حال جنابة

–ولا تدخلوا المساجد في حال جنابة، إلا مُجْتازين دون بقاء فيها؛ حتى تغتسلوا.

وإن أصابكم مرض لا يمكن استعمال الماء معه، أو كنتم مسافرين، أو جاء أحد منكم من الغائط: موضع قضاء الحاجة كالتبرز .. وغيره، أو جامعتم النساء؛ فلم تجدوا ماءً -فاقصدوا ترابًا طاهرًا- فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه، إن الله كان عفوًّا عن تقصيركم، غفورًا لكم.

44–أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنْ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلالَةَ وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ 

ألم تعلم -أيها الرسول- أمر اليهود الذين أعطاهم الله حظًّا من العلم بالتوراة يستبدلون الضلال بالهدى، ويخفون ما لديهم من الحجج والبراهين .. الدالة على صدق رسالة الرسول محمد  

–يأيها المؤمنونهؤلاء اليهود حريصون على إضلالكم عن الصراط المستقيم الذي جاء به الرسول؛ لتسلكوا طريقهم المعْوجّ ولتكونوا ضالين مثلهم ، فخذوا حذركم؟!

♦♦♦

مِنْ فَوَائِدِ الآيَات

–من عدل الله ورحمته أنه لا يظلم عباده شيئًا مهما كان قليلًا، ويتفضل عليهم بمضاعفة حسناتهم.

–الإنفاق من أجل الرياء والسمعة هو من أعمال الشيطان، ولا يقبل من العبد وجزاؤه العذاب 

 –من شدة هول يوم القيامة وعظم ما ينتظر الكافر يتمنى أن يكون ترابًا.

 –الجنابة تمنع من الصلاة والبقاء في المسجد، ولا بأس من المرور به دون مُكْث فيه.

 –تيسير الله على عباده بمشروعية التيمم عند فقد الماء أو عدم القدرة على استعماله




حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-