شائع

تفسير سورة النساء صفحة 82 من الآيات(24 - 26) .. وفوائد الآيات

التفسير 

24–وَالْمُحْصَنَاتُ مِنْ النِّسَاءِ إِلاَّ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ كِتَابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ أَنْ تَبْتَغُوا بِأَمْوَالِكُمْ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً وَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُمْ بِهِ مِنْ بَعْدِ الْفَرِيضَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً 

 –وحرم عليكم نكاح المتزوجات من النساء، إلا ما ملكتموهن بالسبي في الجهاد في سبيل الله ، فمَنْ سَبَيْتُم منهن في الجهاد، فيحل لكم نكاحهن بعد استبراء أرحامهن بحيضة كتب الله عليكم -تحريم نكاح هؤلاء- إلا ما فرضه عليكم، وأجاز لكم نكاح مَن سواهن من النساء ممَّا أحله الله لكم أن تطلبوا بأموالكم العفة عن اقتراف الحرام. 

–فمن تمتعتم بهن بالنكاح الصحيح فأعطوهن مهورهن التي جعلها الله فريضة واجبة عليكم ، ولا إثم عليكم فيما تمَّ التراضي به بينكم، من الزيادة أو النقصان أو مسامحة بعضكم في المهر- بعد ثبوت الفريضة- إن الله تعالى كان عليمًا بأمور عباده، حكيما في أحكامه وتدبيره.

25–وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلاً أَنْ يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمْ الْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنْ الْعَذَابِ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ وَأَنْ تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ 

–ومن لم يستطع منكم - أيها الرجال - لقلة ماله أن يتزوج الحرائر من النساء جاز له نكاح الإماء المملوكات لغيركم ، إن كن مؤمنات فيما يظهر لكم ، والله تعالي أعلم بحقيقة إيمانكم وبواطن أحوالكم وأنتم وهن سواء في الدين والإنسانية ، فلا تستنكفوا عن الزواج منهن فتزوجوهن بإذن مالكيهن ، وآتوهن مهورهن دون نقص أو مماطلة.

–هذا إن كن عفيفات غير زانيات علنًا ولا متخذات أَخِلَاء للزنى بهن سرًّا ، فإذا تزوجن ، ثم ارتكبن فاحشة الزنى فحدُّهن نصف عقوبة الحرائر من النساء: خمسين جلدة ، ولا رجم عليهن ، بخلاف المحصنات من الحرائر إذا زنين. 

–ذلك المذكور من إباحة نكاح الإماء المؤمنات العفيفات رخصة لمن خاف على نفسه الوقوع في الزنى، ولم يقدر على الزواج من الحرائر، ألا إن الصبر عن نكاح الإماء مع العفة أولى وأفضل؛ لتجنيب الأولاد الاسترقاق، والله غفور لمن تاب من عباده، رحيم بهم، ومن رحمته أن شرع لهم نكاح الإماء حال العجز عن نكاح الحرائر عند خشية الزنى.

26–يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ 

–يريد الله سبحانه بتشريعه هذه الأحكام لكم أن يبين لكم معالم شرعه ودينه التي تتبعونها، وما فيه مصالحكم في الدنيا والآخرة، ويريد سبحانه أن يرشدكم إلى طرق الأنبياء من قبلكم وما فيه من التحليل والتحريم، وشمائلهم الكريمة وسيرهم الحميدة لتتبعوهم، ويريد أن يرجع بكم عن معصيته إلى طاعته، والله عليم بما فيه مصلحة عباده فيشرعه لهم، حكيم في تشريعه وتدبيره لشؤونهم.

♦♦♦

مِنْ فَوَائِدِ الآيَات

– حُرْمة نكاح المتزوجات: حرائر أو إماء حتى تنقضي عدتهن أيًا كان سبب العدة.

–إن مهر المرأة يتعين علي الزوج، وجواز التراضي عن بعض مهرها إذا كان بطيب نفس منها.

–جواز نكاح الإماء المؤمنات عند عدم القدرة على نكاح الحرائر؛ إذا خاف على نفسه الوقوع في الزنى.

–جواز نكاح ما ملكتموهن بالسبي في الجهاد 
بعد استبرائهن بحيضة.
 
–من مقاصد الشريعة بيان الهدى والضلال، وإرشاد الناس إلى سنن الهدى التي تردهم إلى الله تعالى.



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-