شائع

تفسير سورة النساء صفحة 77 من الآيات (1 - 6) .. وفوائد الآيات

التفسير 

1–يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً 

–يا أيها الناس- اتقوا الله بأن تلتزموا بأوامره ، وتجتنبوا نواهيه ; فهو الذي خلقكم من نفس واحدة هي أبوكم آدم، وخلق من آدم زوجه أمكم حواء، ونشر منهما في أنحاء الأرض رجالا كثيرًا ونساء كثيرات.

–واتقوا الله الذي يسأل بعضكم بعضًا به بأن يقول: أسألك بالله أن تفعل كذا، واتقوا قَطْع الأرحام التي تربط بينكم، إن الله كان عليكم رقيبًا فلا يفوته شيء من أعمالكم، بل الله يحصيها، وسوف يجازيكم عليها.

2–وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوباً كَبِيراً 

وأعطوا -أيها الأوصياء- اليتامى (وهم مَن مات آباؤهم وهم دون البلوغ ) فاعطوا إليهم أموالهم كاملة غير منقوصة، إذا بلغوا الحُلم وكانوا راشدين ، ورأيتم منهم قدرة على حفظ أموالهم 

–ولا تأخذوا الجيِّد من أموالهم، وتجعلوا مكانه الرديء من أموالكم، ولا تخلطوا مال اليتامي بأموالكم ، لتحتالوا بذلك علي أكل أموالهم، إن من تجرأ على ذلك فقد ارتكب إثمًا عظيمًا.

3–وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُوا 

–وإن خفتم ألا تعدلوا إذا تزوجتم اليتيمات اللاتي تحت ولايتكم، إما خوفًا منكم من نقص مهرهن الواجب لهن، أو إساءة معاملتهن .. فدعوهن وتزوجوا الطيبات من النساء غيرهن ، إن شئتم تزوجتم اثنتين أو ثلاثًا أو أربعًا ، فإن خفتم ألا تعدلوا بينهن ، فاقتصروا على واحدة. 

–أو استمتعوا بما ملكت أيمانكم من الإماء؛ إذ لا يجب لهن مثل ما يجب للزوجات من الحقوق، ذلك الذي ورد في الآية الذي شرعته لكم في شأن اليتيمات، والزواج من واحدة إلي أربع أو الاقتصار على واحدة ، أو ملك اليمين، إن ذلك أقرب إلي عدم الجَوْرِ والتعدي ..
 
4–وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْساً فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَرِيئاً

–وأعطوا النساء مهورهن، عطية واجبة وفريضة لازمة عن طيب نفس منكم لهن ، فإن طابت أنفسهن لكم عن شيء من المهر ، بلا إكراه ، فوهَبْنه لكم فخذوه، وتصرَّفوا فيه، فهو حلال طيب ..

5–وَلا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمْ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَاماً وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلاً مَعْرُوفاً 

–ولا تؤتوا -أيها الأولياء- من اليتامي من يُبَذِّر من الرجال والنساء والصبيان أموالهم التي تحت أيديكم فيضعوها في غير وجهها، ولا يحسنون التصرف فيها، فهذه الأموال جعلها الله سببًا تقوم به مصالح العباد وأمور معاشهم،

– فهؤلاء اليتامي ليسوا أهلًا للقيام على الأموال وحفظها  ولا يحسنون التصرف فيها ، فأنفقوا عليهم واكسوهم منها، وقولوا لهم قولًا طيبًا، وعِدُوهم مَوعِدَةً حسنة بأن تعطوهم مالهم إذا بلغوا الرشد وحُسْنَ التصرف.

6–وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْداً فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلا تَأْكُلُوهَا إِسْرَافاً وَبِدَاراً أَنْ يَكْبَرُوا وَمَنْ كَانَ غَنِيّاً فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كَانَ فَقِيراً فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُوا عَلَيْهِمْ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيباً

واختبروا مَن تحت أيديكم من اليتامى لمعرفة قدرتهم على حسن التصرف في أموالهم، حتى إذا وصلوا إلى سن البلوغ، وعَلمتم منهم صلاحًا في دينهم، وقدرة على حفظ أموالهم، فسلِّموها لهم كاملة غير منقوصة.. 
 
–ولا تعتدوا علي أموالهم :- 
–بإنفاقها في غير موضعها إسرافًا ومبادرة ، لأكلها قبل أن يأخذوها منكم. 
–ومَن كان صاحب مال منكم فليستعفف بغناه، ولا يأخذ من مال اليتيم شيئًا.
ومن كان فقيرًا لا مال له، فليأخذ بقدر حاجته عند الضرورة. 

–فإذا علمتم أنهم قادرون على حفظ أموالهم بعد بلوغهم الحُلُم وسلمتموها إليهم، فعليكم أن تشْهِدوا عليهم; عند التسليم ضمانًا لوصول حقهم كاملا إليهم; لئلا ينكروا ذلك. ويكفيكم أن الله شاهد عليكم, ومحاسب لكم على ما فعلتم.

♦♦♦

مِنْ فَوَائِدِ الآيَات

–سُمِّيت سورة النساء بذلك، لذكر النساء فيها وتفصيل كثير من أحكامهن.

–الأصل الذي يرجع إليه البشر واحد، فعلي العباد أن يتقوا ربهم، وأن يرحم بعضهم بعضًا.

–أوصى الله بالإحسان إلى اليتامي من النساء، بأن تكون المعاملة بين العدل والفضل.

–الحفاظ علي أموال اليتامي حتي يبلغوا سن الرشد، واعطائهم كاملة غير منقوصة

–جواز تعدد الزوجات إلى أربع نساء، بشرط العدل بينهن، والقدرة على القيام بواجباتهن.

–مشروعية الحَجْر على السفيه، لمصلحته، وحفظًا للمال الذي تقوم به مصالح العباد.





حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-