شائع

تفسير سورة النساء صفحة 100 من الآيات (135 - 140) .. وفوائد الآيات

التفسير

135–يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوْ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيّاً أَوْ فَقِيراً فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً 

–يا أيها الذين آمنوا بالله واتبعوا رسوله ﷺ كونوا قائمين بالعدل في كل احوالكم، مؤدين الشهادة بالحق مع كل أحد ولو اقتضى ذلك أن تشهدوا على أنفسكم بالحق ، أو على آبائكم أو علي أمهاتكم, أو على أقاربكم.. ومهما كان شأن المشهود عليه غنيًّا كان أو فقيرًا; فإن الله تعالى أولى بهما منكم، وأعلم بما فيه صلاحهما.

–فلا تتبعوا الأهواء في شهادتكم لئلا تميلوا عن الحق فيها، وإن حرفتم الشهادة بأدائها على غير وجهها، أو أعرضتم عن الشهادة بترك أدائها أو بكتمانها؛ فإن الله تعالي كان بما تعملون خبيرًا، وسوف يجازيكم الله تعالي عليه.

136–يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً بَعِيداً 

يا أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله  وعملوا بشرعه داوموا على ما أنتم عليه من التصديق الجازم بالله تعالى وبرسوله محمد  وعلي طاعتهما، وبالقرآن الذي أنزله علي رسوله  وبجميع الكتب التي أنزلها الله تعالي على رسله.. 

–ومن يكفر بالله وملائكته المكرمين وكتبه التي أنزلها لهداية خلقه، ورسله الذين اصطفاهم الله تعالي لتبليغ رسالته، واليوم الآخر الذي يقوم الناس فيه بعد موتهم للعرض والحساب، فقد بَعُدَ بعدًا كبيرًا عن طريق الحق، وخرج من الدين ..

137–إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْراً لَمْ يَكُنْ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلاً 

–إن الذين تكرر منهم الكفر بعد الإيمان .. بأن دخلوا في الإيمان ثم ارتدوا عنه، ثم دخلوا فيه ثم ارتدوا عنه، ثم أصرُّوا على كفرهم واستمروا عليه وماتوا عليه، لم يكن الله ليغفر لهم ذنوبهم، ولا ليوفقهم إلى الطريق المستقيم الموصل إليه تعالى.. وهو طريق الهداية، الذي ينجون به من سوء العاقبة والعذاب .. 

138–بَشِّرْ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً. 

–بشّر -أيها الرسول- المنافقين- الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر، بأقبح بشارة وأسوئها ، وهي أن لهم عند الله يوم القيامة عذابًا موجعًا.

139–الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمْ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً

–هذا العذاب للمنافقين، لأنهم يوالون الكافرين, ويتخذونهم أعوانًا لهم, ويتركون ولاية المؤمنين, ولا يرغبون في مودتهم .. أيطلبون بذلك النصرة والمنعة عند الكافرين؟ إنهم لا يملكون ذلك، فالنصرة والعزة والقوة جميعها لله وحده.

إن العزة لله جميعا، فإن نواصي العباد بيده، ومشيئته نافذة فيهم. وقد تكفل بنصر دينه وعباده المؤمنين، ولو تخلل ذلك بعض الامتحان لعباده المؤمنين، وإدالة العدو عليهم إدالة غير مستمرة، فإن العاقبة والاستقرار للمؤمنين.

–وفي هذه الآية الترهيب: من موالاة الكافرين؛ وترك موالاة المؤمنين، وأن ذلك من صفات المنافقين، وأن الإيمان يقتضي محبة المؤمنين وموالاتهم، وبغض الكافرين وعداوتهم.

140–وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً 

–وقد نزل عليكم -أيها المؤمنون- في كتاب ربكم أنه إذا سمعتم الكفر بآيات الله والاستهزاء بها فلا تجلسوا مع الكافرين والمستهزئين، إلا إذا تحدثوا في حديث غير حديث الكفر والاستهزاء بآيات الله تعالي..

–إنكم إذا جالستموهم، وهم على ما هم عليه  فأنتم مثلهم; لأنكم رضيتم بما هم عليه من كفرهم واستهزائهم بآيات الله تعالي، والراضي بالمعصية كالفاعل لها، إن الله تعالى جامع المنافقين الذين يظهرون الإسلام ويضمرون الكفر، مع الكافرين في نار جهنم جميعًا، يلْقَون فيها سوء العذاب.

♦♦♦

مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ

–وجوب العدل في القضاء وعند أداء الشهادة، وإن كان الحق على النفس أو على ذوي القربي.

 –على المؤمن أن يجتهد في فعل ما يزيد إيمانه من أعمال القلوب والجوارح، ويثبته في قلبه.

 –خطر المنافقين على الإسلام وأهله؛ ولهذا فقد توعدهم الله بأشد العقوبة في الآخرة.

–إذا لم يستطع المؤمن الإنكار على من يتطاول على آيات الله وشرعه، فلا يجوز الجلوس معهم

 




حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-