شائع

قصة آل عمران .. من القرآن والسنة


–هناك شخصان من بني إسرائيل، كل منهما اسمه (عمران)، وبينهما فترة زمنية طويلة تمتد لعدة قرون، يقول المفسرون حوالي 1800 سنة..

–ولم تتشابه أسماء عمران الأب فقط.. ولكن تطابقت أسماء الأبناء أيضاً بدرجة كبيرة جداً لدرجة أن القاريء اعتبرهم عائلة واحدة وليست عائلتين ..

عمران الأول

–هو عمران: بن يصهر ، بن قاهث ، بن لاوي ، بن يعقوب ، بن اسحاق ، بن إبراهيم  .. -وهو الذي عاش- في مصر في زمن الفراعنة في بداية تاريخ بني إسرائيل .. 

عائلة عمران الأول 

1– الفرد الأول : هو عمران الأول

2–الفرد الثاني: زوجة عمران الأول، وقد عرفت قصتها عندما ألقت بابنها موسي في اليم ليلتقطه آل فرعون وينشأ عندهم في القصر..

3–الفرد الثالث: هو نبي الله موسي عليه السلام 

4–الفرد الرابع : هو نبي الله هارون عليه السلام 

5–الفرد الخامس: مريم أخت موسي ، التي كانت تقتص آثار أخيها وتتحدث مع آل فرعون في ثبات وحكمة لتعرض عليهم مرضعة لأخيها الصغير وهي أم موسي

والدليل على أن والد موسى اسمه عمران:-

– ما أخرجه الحاكم عن أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النبي  قال: “موسى بن عمران صفي الله”.

–وما أخرجه مسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله  “مررت ليلة أسري بي على موسى بن عمران عليه السلام”، فنسب رسولنا  موسى عليه السلام إلى أبيه عمران".

–فهؤلاء الخمسة الصالحون هم أفراد عائلة عمران الأول ( عمران الأب - زوجة عمران - موسي عليه السلام - هارون عليه السلام - مريم ..غير مريم العذراء أم عيسي عليه السلام) ولا ندري هل كان لعمران أولاد غير المذكورين في القرآن أم لا؟

عمران الثاني

–عمران الثاني:  بن ماثان بن سليمان بن داود بن إيشا بن يهوذا بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم .. وهو الذي عاش في بيت المقدس في آخر تاريخ بني إسرائيل 

عائلة عمران الثاني

1–الفرد الأول: عمران الثاني، وهو عالم كبير وجليل من بني إسرائيل فقد كان صاحب صلاة بني إسرائيل في زمنه، وكان يتصف بالأخلاق الفاضلة والورع والتقوى 

2–أما الفرد الثاني:  زوجة عمران الثاني.قيل: حنة بنت فاقود أو قاعود .. والدة السيدة مريم العذراء .. وقد كانت من العابدات القانتات وقد رأت في يوم من الأيام عصفورا يطعم ابنه فدعت الله أن يهبها الولد ونذرت أن تجعله في خدمة بيت المقدس

–وقد استجاب الله سبحانه وتعالى لها فحملت وأثناء حملها توفي زوجها عمران، ووهبها الله تعالى بنتا وليس غلاما والبنت لا تقوم بالخدمة في المسجد كما يقوم الرجل فأسفت حنة لذلك  ولكنها قدمت نذرها ﴿ فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا﴾ لتكون فردا جديدا في آل عمران

–الفرد الثالث: اسمه (هارون) ، وهو غير هارون النبي شقيق النبي موسي .. وقد أشار القرآن إلى شقيق لمريم العذراء اسمه هارون.. قال تعالي:يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ ) (مريم:الآية28)

وهذا معناه أن أسرة عمران الثاني المذكورة في القرآن والحديث مكونة من خمسة أشخاص أيضاً، هم (عمران الأب، وزوجة عمران، وموسي عليه السلام ، وهارون عليه السلام، ومريم أم عيسي عليه السلام).

 آل عمران في القرآن الكريم 

– آل عمران المذكورة في القرآن الكريم هي: عائلة المسيح عليه السلام، ولفظة (آل) كلمة تخاطب بها العائلات الكريمة الطيبة.

–سورة آل عمران هي السورة الثالثة – حسب ترتيب المصحف، وثاني أطول سورة في القرآن الكريم، 

–وقد اصطفاهم الله وهم من آل إبراهيم، ولكنهم خصوا بالذكر من باب ذكر الخاص بعد العام تشريفاً وتكريماً.

–وقد ورد اسم (عمران) ثلاث مرات في القرآن:-

–الأولى: (آل عمران) في قوله تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ * ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ (آل عمران: 33- 34).

–الثانية: امرأة عمران والد مريم في قوله تعالى: ﴿ إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا﴾ (آل عمران: 35).

–الثالثة: مريم ابنة عمران في قوله تعالى: ﴿ وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا ﴾ (التحريم: 12).

♦♦♦

اصطفي الله آل عمران علي العالمين

قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ، ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ (آل عمران: 33، 34).

التفسير

 –اصطفى آدم عليه السلام، خلقه بيده ونفخ فيه من روحه، وأسجد له ملائكته وعلمه أسماء كل شيء وأسكنه الجنة، ثم أهبطه منها لما له في ذلك من الحكمة، 

–واصطفى نوحاً عليه السلام، وجعله أول رسول بعثه إلى أهل الأرض، واصطفى آل إبراهيم، ومنهم سيد البشر خاتم الأنبياء على الإطلاق محمد  واصطفى آل عمران بقصة مريم العذراء والدة المسيح عيسى عليه السلام .

–وجاء في تفسير “على العالمين”: 

–أي : علي عالمي زمانهم ، فقد اصطفى كل واحد منهم على عالمي زمانه، وقد فضلهم بما آتاهم من النبوة والكتاب في معظمهم . 

–وفي مريم: بحملها وولادتها من غير مماسة بشر، مع طهارتها وانقطاعها لعبادة ربها وإمدادها في مصلاها برزق الله في غير أوانه، واختيارها أن تكون أماً لعيسى الذي شاء الله أن يكون بغير أب.

وفي تفسير “ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم”

–أي: ذرية يشبه بعضها بعضاً في الخير والفضيلة والنية الصالحة والعمل الصالح والإخلاص والتوحيد التي كانت سبباً في اصطفائهم.

 –وفي تفسير “والله سميع عليم": 

–أي: سميع لأقوال العباد، عليم بضمائرهم وأفعالهم، يصطفي من خلقه من يعلم استقامته قولاً وفعلاً، وسميع لكل قول مجيب لصالح الدعاء وخالص الرجاء، 

–عليم بأحوال العباد مطلع على مكنون الفؤاد. وفي الآيتين توجيه وإرشاد إلى وجوب اتباع الأنبياء والاقتداء بهم والسير على طريقهم ففيه الصلاح والفلاح.











حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-