شائع

تفسير سورة آل عمران صفحة 74 من الآيات (181 - 186) .. وفوائد الآيات

التفسير 

181–لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمْ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ 

–لقد سمع الله قول اليهود الذين قالوا: "إن الله فقير حيث طلب منا القرض، ونحن أغنياء بما عندنا من أموال" سنكتب ما قالوا من الإفك والفرية على ربهم ، وسنكتب قَتْلهم لأنبياء الله ظلمًا وعدوانًا ، ونقول لهم وهم يعذبون في النار ذوقوا عذاب النار المحرقة.

182–ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ 

ذلك العذاب .. بسبب ما قدمت أيديكم – أيها اليهود – في حياتكم الدنيا من المعاصي القولية والفعلية والاعتقادية، وأن الله لا يظلم أحدًا من عباده.

183–الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلاَّ نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّى يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ

–هؤلاء اليهود حين دُعُوا إلى الإسلام قالوا: إن الله أوصانا في التوراة ألا نصدِّق مَن جاءنا يقول: إنه رسول من عند الله حتى يأتينا بصدقة يتقرب بها إلى الله وتنزل نار من السماء فتحرقها .. 

–قل لهم -أيها الرسول- : أنتم كاذبون في قولكم ، لأنه قد جاء آباءكم رسلٌ من قِبلي بالمعجزات والدلائل على صدقهم، وبالذي قلتم من الإتيان بالقربان الذي تأكله النار، فَلِمَ قَتَل آباؤكم هؤلاء الأنبياء إن كنتم صادقين في دعواكم ؟!

184–فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ جَاءُوا بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَالْكِتَابِ الْمُنِيرِ 

–فإن كذَّبك -أيها الرسول- هؤلاء اليهود وغيرهم من أهل الكفر، فلا تحزن فهي عادة الكافرين فقد كذبوا كثيراً من المرسلين من قبلك فقد
–جاءوا أقوامهم بالمعجزات الباهرات والحجج الواضحات، والكتب السماوية التي هي نور يكشف الظلمات، والكتاب الهادي بما فيه من الأحكام والشرائع. 

185–كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنْ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ 

–كل نفس مهما تكن لابد أن تذوق الموت، فلا يغتر مخلوق بهذه الدنيا .. وفي يوم القيامة تعطون أجور أعمالكم كاملة غير منقوصة فمن أبعده الله عن النار وأدخله الجنة؛ فقد نال ما يرجو من الخير، ونجا مما يخاف من الشر، وما الحياة الدنيا إلا متاع زائل، ولا يتعلق بها إلا المخدوع، فلا تغترُّوا وتتعلقوا بها ..

186–لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنْ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيراً وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ 

–لَتُخْتَبَرُنَّ -أيها المؤمنون:- في أموالكم بإخراج النفقات الواجبة والمستحبَّة ، وبما ينزل بها من مصائب ، وفي أنفسكم بما يجب عليكم من الطاعات ، وما يحلُّ بكم من جراح أو قتل وفَقْد للأحباب ، وذلك حتى يتميَّز المؤمن الصادق من غيره. 

ولتَسمعُنَّ من اليهود والنصارى والمشركين ما يؤذي أسماعكم من ألفاظ الشرك والطعن في دينكم ، وإن تصبروا -أيها المؤمنون- على ذلك كله .. وتتقوا الله بلزوم طاعته واجتناب معصيته، فإن ذلك من الأمور التي تحتاج إلى عزم ، ويتنافس فيها المتنافسون.

♦♦♦

مِنْ فَوَائِدِ الآيَات

–من سوء أفعال اليهود وقبيح أخلاقهم اعتداؤهم على أنبياء الله بالتكذيب والقتل.

–كل فوز في الدنيا فهو ناقص، وإنما الفوز التام في الآخرة، بالنجاة من النار ودخول الجنة.

–قد ينال الأذي المؤمنون في دينهم وأنفسهم من أهل الكتاب والمشركين، وعليهم حينئذ بالصبر والتقوى 






حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-