شائع

تفسير سورة آل عمران صفحة 73 من الآيات (174 - 180) .. وفوائد الآيات

التفسير 

174–فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنْ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ 

– أمر رسول الله أصحابه الذين شهدوا غزوة أُحد بالذهاب إلي حمراء الأسد لقتال المشركين بعد ما حلَّ بالمسلمين من خسائر عديدة ، ولردّ اعتبار قوّة المسلمين ورفْع روحهم المعنوية، وترهيب عدو الله ورسوله

–وكانوا يقومون بإشعال خمسمئة شعلةٍ من النار حتى يُبصرها المشركون خلال هذه الأيام، وقد بثَّ ذلك الرعب في قلوب أعدائهم، وبعد ذلك رجع الرسول وأصحابه إلى المدينة يوم الجمعة مُنتصرين, وبذلك كانوا قد أمضوا خمسة أيام في هذه الغزوة.. 

–فرجعوا من "حمراء الأسد" إلى "المدينة" بنعمة من الله بالثواب الجزيل وبفضل منه بالمنزلة العالية، وقد ازدادوا إيمانًا ويقينًا، وأذلوا أعداء الله, وفازوا بالسلامة من القتل والقتال واتبعوا رضوان الله بطاعتهم له ولرسوله. والله صاحب فضل عظيم عليهم وعلى غيرهم.

175–إِنَّمَا ذَلِكُمْ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِي إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ 

إنَّما المثبِّط لكم في الخروج للجهاد في سبيل الله: هو الشيطان جاءكم يخوِّفكم من أنصاره المشركين، فلا  تخافوهم; لأنّهم ضعاف لا ناصر لهم، ولا حول لهم ولا قوة، وخافوني بالإقبال على طاعتي، إن كنتم مصدِّقين بي، ومتبعين رسولي.

176–وَلا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئاً يُرِيدُ اللَّهُ أَلاَّ يَجْعَلَ لَهُمْ حَظّاً فِي الآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ 

– ولا يُوقِعْك في الحزن -أيها الرسول- الذين يسارعون في الكفر مرتدين على أعقابهم من أهل النفاق، فإنهم لن ينالوا الله بأي ضرر، وإنما يضرون أنفسهم ببعدهم عن الإيمان بالله وطاعته، يريد الله بخذلانهم وعدم توفيقهم ألا يكون لهم نصيب في نعيم الآخرة، ولهم فيها عذاب عظيم في النار.

177–إِنَّ الَّذِينَ اشْتَرَوْا الْكُفْرَ بِالإِيمَانِ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئاً وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ 

 –إن الذين استبدلوا الكفر بالإيمان لن يضروا الله شيئًا ، بل ضرر فِعْلِهم يعود على أنفسهم ولهم عذاب موجع في الآخرة

178–وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْماً وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ 

ولا يظننَّ الجاحدون بربهم وعاندوا شرعه أننا إذا أَطَلْنا أعمارهم، ومتعناهم بمُتع الدنيا، ولم تؤاخذهم بكفرهم وذنوبهم، أنهم قد نالوا بذلك خيرًا لأنفسهم، بل هو شر لهم، إنما نؤخر عذابهم وآجالهم; ليزدادوا ظلمًا وطغيانًا، ولهم عذاب يهينهم ويذلُّهم.

179–مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنْ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ 

–ما كان الله ليَدَعَكم -أيها المؤمنون- على ما أنتم عليه ، من التباس المؤمن منكم بالمنافق حتى يميزكم بأنواع التكاليف والابتلاءات، ليظهر المؤمن الطيب من المنافق الخبيث ..

–وما كان من حكمة الله أن يطلعكم على الغيب فتُميزوا بين المؤمن والمنافق، بل يميزهم بالمحن والابتلاء، ولكن الله يختار من رسله من يشاء، فيطلعه على بعض الغيب؛ كما أطلع نبيه محمدًا على حال المنافقين، فحقِّقوا إيمانكم بالله ورسوله، وأن تؤمنوا حقًّا وتتقوا الله بامتثال أوامره واجتناب نواهيه فلكم ثواب عظيم عند الله.

180–وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْراً لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ 

–ولا يظنن الذين يبخلون بما أنعم الله به عليهم تفضلا منه أن هذا البخل خير لهم، بل هو شرٌّ لهم; لأن هذا المال الذي بخلوا به سيكون طوقًا من نار يوضع في أعناقهم يوم القيامة يعذبون به، والله سبحانه وتعالى هو مالك الملك، وهو الباقي بعد فناء جميع خلقه، وهو خبير بأعمالكم جميعها، وسيجازي كلا على قدر استحقاقه.

♦♦♦

مِنْ فَوَائِدِ الآيَات

–ينبغي للمؤمن ألا يلتفت إلى تخويف الشيطان له بأعوانه وأنصاره من الكافرين. 
 
–لا ينبغي للعبد أن يغتر بإمهال الله له، بل عليه المبادرة إلى التوبة، قبل فواتها.

–إن الله يميز بين المؤمن والمنافق بالمحن والابتلاءات، ليظهر المؤمن الطيب من المنافق 

–البخيل الذي يمنع فضل الله عليه إنما يضر نفسه ، بتعريضها للعقوبة يوم القيامة.




حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-