شائع

تفسير سورة آل عمران صفحة 59 من الآيات (71 - 77) .. وفوائد الآيات

 

التفسير

71–يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ 

يا - أهل التوراة والإنجيل - لِمَ تخلطون الحق بالباطل في كتبكم ، الحق : الذي أنزله الله عليكم في كتبكم علي لسان رسله، والباطل : هو ما حرفتموه وكتبتموه بأيديكم في هذه الكتب ، بل وتُخْفون ما فيهما من صفة ونبوة محمد  وأن دينه هو الحق، وأنتم تعلمون ذلك؟

72–وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ 

–وقالت جماعة من علماء اليهود: آمِنوا في الظاهر بالقرآن الذي أُنزِل على المؤمنين أول النهار، واكفروا به آخره، لعلهم يتشككون في دينهم فيرجعون عنه، بسبب كفركم به بعد إيمانكم، قائلين: هم أعلم منا بكتب الله وقد رجعوا عنه.

73–وَلا تُؤْمِنُوا إِلاَّ لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللَّهِ أَنْ يُؤْتَى أَحَدٌ مِثْلَ مَا أُوتِيتُمْ أَوْ يُحَاجُّوكُمْ عِنْدَ رَبِّكُمْ قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ 

–وقالت اليهود : لا تصدِّقوا تصديقًا صحيحًا إلا لمَن تبع دينكم فكان يهودياً ، ولا تتبعوا دين محمد  قل لهم -أيها الرسول- : إن الهدى والتوفيق للإيمان الصحيح ، هو هدى الله ، لا ما أنتم عليه من تكذيب وعناد وكفر.. 

وقالت اليهود أيضاً: لا تظهروا ما عندكم من العلم للمسلمين، فيتعلمون منكم فيساووكم في العلم به ، تكون لهم الأفضلية عليكم ، أو أن يتخذوه حجة عند ربكم يغلبونكم بها .

–قل لهم - أيها الرسول- : إن الفضل والعطاء والأمور كلها بيد الله وتحت تصرفه، يؤتيها من يشاء ممن آمن به وبرسوله، لا يقتصر فضله على أمة دون أمة، والله واسع الفضل عليم بمن يستحقه. 

74–يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ 

–إن الله يختص برحمته من يشاء من خلقه بالنبوة والهداية إلي أكمل الشرائع ، والله ذو الفضل العظيم الذي لا حدّ له.

75–وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلاَّ مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِماً ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ 

–ومن أهل الكتاب من اليهود مَن إنْ تأمنه على كثير من المال يؤدِّه إليك من غير خيانة, ومنهم مَن إنْ تأمنه على دينار واحد لا يؤدِّه اليك, إلا إذا بذلت غاية الجهد في مطالبته. 

–وسبب ذلك عقيدة فاسدة تجعلهم يستحلُّون أموال العرب بالباطل ، ويقولون : ليس علينا في أكل أموال العرب إثم ولا حرج ; لأن الله أحلَّها لنا ، يقولون هذا الكذب ، وهم يعلمون افتراءهم علي الله.

76–بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ 

 ليس الأمر كما زعم هؤلاء الكاذبون من اليهود بل عليهم حرج وإثم عظيم فإن المتقي حقاً هو:- 
من أوفى بما عاهد الله عليه من أداء الأمانة 
–والإيمان به وبرسله والتزم بهديه وشرعه، 
–وخاف الله فامتثل أمره وانتهى عما نهى عنه
–والله يحب المتقين الذين يتقون الشرك والمعاصي وسيجازيهم عليه أكرم الجزاء ..

77–إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً أُوْلَئِكَ لا خَلاقَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ وَلا يُكَلِّمُهُمْ اللَّهُ وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ 

–إن الذين يستبدلون بعهد الله ووصيته التي أوصى بها في الكتب التي أنزلها على أنبيانهم, عوضًا وبدلا خسيسًا من عرض الدنيا وحطامها، أولئك:-
–لا نصيب لهم من الثواب في الآخرة. 
–ولا يكلمهم الله بما يسرهم. 
–ولا ينظر الله إليهم يوم القيامة بعين الرحمة. 
–ولا يطهرهم من دنس الذنوب والكفر, ولهم عذاب موجع.

♦♦♦

مِنْ فَوَائِدِ الآيَات

 –من علماء أهل الكتاب من يخدع أتباع ملتهم، ولا يبين لهم الحق الذي دلت عليه كتبهم، وجاءت به رسلهم.

من وسائل الكفار الدخول في الدين والتشكيك فيه من الداخل، حتي يرجعون عنه

 –الله تعالى هو الوهاب المتفضل، يعطي من يشاء بفضله، ويمنع من يشاء بعدله وحكمته.

–كل عِوَضٍ في الدنيا عن الإيمان بالله والوفاء بعهده -وإن كان عظيمًا- فهو قليل حقير أمام ثواب الآخرة.




حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-