شائع

تفسير سورة آل عمران صفحة 70 من الآيات (154 - 157) .. وفوائد الآيات



التفسير

154–ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاساً يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنْ الأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ مَا لا يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنْ الأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمْ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ  

–ثم من رحمة الله بالمؤمنين: أن أنزل عليكم بعد الألم والضيق طمأنينة وثقة، جعلت طائفة منكم وهم المؤمنون حقيقةً، يغطيهم النعاس لما في قلوبهم من أمن وسكينة وطائفة أخري وهم المنافقون لم ينلهم أمن ولا نعاس ..

–هؤلاء المنافقون: لا هَمَّ لهم سوي سلامة وخلاص أنفسهم ، فشُغِلوا بها، لذلك فهم في قلق وخوف دائم.. وهؤلاء المنافقون قد أساؤوا الظن بربهم وبدينه وبنبيه كظن الجاهلية الذين ظنوا أن الله لا يُتِمُّ أمر رسوله، وأن الإسلام لن تقوم له قائمة.

–ولذلك تري المنافقين نادمين على خروجهم للقتال، يقول بعضهم لبعض: هل كان لنا من رأي أو اختيار في الخروج للقتال؟ قل لهم أيها الرسول: إن الأمر كلَّه لله وحده ، فهو الذي قدَّر خروجكم وما حدث لكم في غزوة أحد.  

–وهم يُخْفون في أنفسهم ما لا يظهرونه لك من الحسرة على خروجهم للقتال يقولون لوكان لنا أدني اختيار ما قُتِلنا هاهنا في هذا المكان ، قل لهم أيها الرسول: إن الآجال بيد الله ، ولو كنتم في بيوتكم ، وقدَّر الله أنكم تموتون ، لخرج الذين كتب الله عليهم الموت إلى حيث يُقْتلون ..

وما جعل الله خروجكم للقتال إلا ليختبر ما في صدوركم من الإيمان والنفاق، وليميز الخبيث من الطيب، ويظهر أمر المؤمن من المنافق للناس في الأقوال والأفعال، والله عليم بما في صدور خلقه، لا يخفى عليه شيء من أمورهم.

155–إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمْ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ 

–إن الذين انهزموا وفرُّوا منكم في غزوة أحد يا أصحاب محمد يوم التقى المؤمنون والمشركون ، إنما أوقعهم الشيطان في هذا الذنب ببعض ما اكتسبوه من المعاصي ولقد عفا الله عنهم فلم يعاقبهم. إن الله غفور للمذنبين التائبين، حليم لا يعاجل من عصاه بالعقوبة..

156–يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَقَالُوا لإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُوا فِي الأَرْضِ أَوْ كَانُوا غُزًّى لَوْ كَانُوا عِنْدَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا لِيَجْعَلَ اللَّهُ ذَلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ يُحْيِ وَيُمِيتُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ 

–يا أيها الذين آمنوا بالله واتبعوا رسوله : لا تُشابهوا الكفار والمنافقين في أقوالهم. فهم يقولون لإخوانهم إذا سافروا يطلبون رزقًا ، أو كانوا غُزَاة ثم ماتوا أو قتلوا: لو لم يخرج هؤلاء ولم يغزوا وأقاموا معنا ما ماتوا وما قُتلوا ؟!

–جعل الله هذا الاعتقاد في قلوبهم ليزدادوا ندامة وحزنًا في قلوبهم، أما المؤمنون حقيقةً فإنهم يعلمون أن ذلك بقدر الله فيهدي الله قلوبهم ، ويخفف عنهم المصيبة ..

 –والله يحيي مَن قدَّر له الحياة وإن كان مسافرًا أو غازيا والله يميت مَنِ انتهى أجله .. وإن كان مقيمًا ، والله بما تعملون بصير ، لا تخفي عليه أعمالكم وسيجازيكم عليها..  

157–وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِنْ اللَّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ 

–ولئن قتلتم - أيها المؤمنون - في سبيل الله أو متُّم ليَغْفرنَّ الله لكم مغفرة عظيمة، ويرحمكم رحمة من عنده تدخلون بها جنات النعيم ، وذلك خير من هذه الدنيا .. وما يجمع أهلها فيها من نعيمها الزائل.

 ♦♦♦

مِنْ فَوَائِدِ الآيَات

–الجهل بالله تعالى وصفاته يُورث سوء الظن وفساد الأعمال.

–آجال العباد مكتوبة ، لا يُعجِّلها الإقدام والشجاعة، ولايؤخرها الحرص والجبن.

–من سُنَّة الله تعالى ابتلاء عباده؛ ليميز الخبيث من الطيب. والمؤمن من المنافق.

من أعظم المنازل وأكرمها عند الله تعالى منازل الشهداء في سبيله.




حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-